الجمعة, 29 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / إشراقات شعرية ونقدية في “ملتقى حروف” لدار الشعر بمراكش

إشراقات شعرية ونقدية في “ملتقى حروف” لدار الشعر بمراكش

احتفت الدورة الثانية من “ملتقى حروف”، بتنظيم دار الشعر في مراكش، في الإصدارين المتوجين بجائزتي النقد الشعري بعنوان “معطف سوزان: مسالك المعنى في قصيدة النثر العربية الجديدة وأكوان متخيلها الشعري” للمغربي عبد الهادي روضي، وأحسن قصيدة جاءت في “ديوان جماعي لمجموعة من الشعراء المغاربة الشباب”، وذلك ضمن المسابقة التي أطلقتها الدار العام الماضي.

و”ملتقى حروف” محطة لتتويج المستفيدين من ورشات الكتابة الشعرية، وللاحتفاء بأصوات المستقبل، شبابا وأطفالا، ونالت الدورة الحالية مساحة من الاحتفاء بالمتوجين والمتوجات بجائزتي الدار الخاصة بـ “أحسن قصيدة” و”النقد الشعري”، والموجهة، أساساً، للشعراء والنقاد الشباب.

وكانت لجنة نقد الشعر، المعينة من قبل إدارة دار الشعر بمراكش، والمكونة من النقاد: د. عبد الجليل الأزدي، ود. عبد العزيز الضويوي، ود. عبد العزيز بومسهولي، قررت منح جائزة النقد الشعري، لروضي لاعتبارات نقدية ومنهجية تتمثل في: “توفر شروط التجربة النقدية”، و”انسجام الرؤية النقدية المؤطرة للبحث”، و”توظيف لغة نقدية، تستوعب المفاهيم الشعرية- النقدية”، و “توفر عناصر الجدة في تناولها لمختلف التجارب الشعرية في المشهد الشعري المغربي والعربي”، فيما منحت جائزة أحسن قصيدة إلى ستة وعشرين إشراقة شعرية شابة تضاف للمشهد الشعري المغربي الغني بمنجزه.

واعتبر الشاعر عبد الحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، أن “لقاء الاحتفاء بالمتوجين والمتوجين بجائزتي الدار الخاصة، لحظة مفصلية ولحظة ميلاد ثانية شكلت إصداراتها توسيع لهامش وكوة الأمل لأفق الشعر المغربي، من خلال جيل جديد من الشعراء والنقاد الشباب المغاربة، والذين اختاروا تأسيس أفقهم الخاص في اختياراتهم لمختلف أنماط الكتابة الشعرية”.

وقدم الناقد عبد الهادي روضي كتابه “معطف سوزان: مسالك المعنى في قصيدة النثر العربية الجديدة وأكوان متخيلها الشعري”، وهو الكتاب المتوج بالجائزة الأولى لمسابقة “النقد الشعري”، معرباً عن سعادته بهذا التتويج وبإصدار كتابه.

وأكد الناقد روضي، والذي يزاوج بين الكتابة الشعرية والنقد الشعري، “إنَّ الأهم، هو أن هذه القراءة النقدية منحتنا فرصاً مُضَاعَفَةً للإنصات إلى جيل شعري جديد في بعض جغرافيات عالمنا العربي، جيل تتضاعف لديه جرعات الإيمان لكتابة الشعر بالنثر، والانتصار للشعر وتهريب أسئلته وهواجسه إليه، في زمن مفتوح على جرحنا العربي والإنساني..”، “إن نصوص قصيدة النثر العربية الجديدة التي فتحنا ممرات متسعة في هذه الدراسة للإنصات إلى جمالياتها، تكشف مجتمعة شعريةً وعي شعرائها بحدود اشتغالهم الشعري، ورهانهم الجمالي والإبداعي، ولأن الأهم في كل مغامرة شعرية هو قدرتها على تقديم الإضافة النوعية للإبداع”.

وتناوب على منصة القاعة الصغرى، في قراءات شعرية متنوعة، الشعراء: محمد خويطي، عبد المالك مساعيد، ابتسام الحمري، عبد الحق عدنان، منى عبد السلام لعرج، مبارك العباني، محمد شحلال، عبد الجليل العباسي، عبد الصمد الزوين، مريم كرودي، عبد الرحمان آيت باها، عادل اضريسي، حنان التوجي، يوسف الحيمودي، ومحمد علوش.

وقرأ محمد خويطي من “وحي القصيدة”:

مِنْ هَدْأَةِ الحُلْمِ أسْتَوْحِي خَيَالَاتِي

وَأَغْمِسُ اللَّفْظَ فِي ضَوْءِ المَجَازَاتِ

مُسَافِراً فِي الرُّؤَى.. لَا الأَرْضُ تَحْمِلُنِي

وَلَا الزَّمَانُ.. إِلَى آفاقِ غَايَاتِي

أُطَلِّقُ الوَقْتَ مِنْ دُنَياً أَعِيشُ بِهَا

وَحْدِي.. وَأَقْتُلُ أَبْعَادَ المَسَافَاتِ

أَخْتَالُ فِي عَالَمِي القُدِسِيِّ مُرْتَفِعاً

عَنِ السَّفَاسِفِ، أَجْلُو وَجْهَ مِرْآتِي

ومن قصيدة “رَمَادُ الأَسَاطِيرِ” للشاعر عبد المالك مساعيد:

أَسَلٌ مِنَ الأَجْدَاثِ يَحْمِلُ

رَاحَتِي، وَآرَامَهَا – صَحْبِي عَلَيَّ مطِيُّكُمْ – أَسَلٌ

عَلَى الأَمْوَاهِ يُمْحِلُ

كُلَّمَا لَفَعَتْ مَدَاخِنَها يَدِي..

أَطْفُو عَلَى الأَطْرافِ،

أَتَيْتُ مُكَلَّلًا بِالغَارِ.

أَنَا صَبْرُ الصِّلَافِي

فِي خُطُوطِ النَّارِ..

ومن قصيدة “قالت المشكاة” للشاعر مبارك العباني:

سَألتُ: مَـا الحُـبُّ يا أنْــوارَ مِشْكاتي؟

قالتْ- وقدْ عَـجَّ قَـلْبي بالسُّـؤالاتِ-:

الحُـبُّ أنْ تَـسْكبَ الدَّمْـعَـاتِ مُبْـتَسماً

وأنْـتَ تَـسقي- بها في البِـيْـدِ- نَـبْـتَاتِ

وأنْ تُخَـفِّـفَ وَطْئاً قَـربَ سَـوسَـنَـةٍ

أوْ نَـمْـلَةٍ.. سَـمِـعتْ مِـنْ صَوتِـكَ اﻵتي

الحُـبُّ أنْ تُـعْـطيَ المَحْـرومَ سُـنْـبُلـةً

وأنْـتَ تَحْـتَاجُ- مِـنْـها- بِـضْعَ حَـبَّاتِ

وأنْ تُـضَمِّـدَ مَـا في رُوحِ أرْمَـلَــةٍ

مِـنَ القُـرُوحِ وَمِـن كُـلِّ انْكِسَــاراتِ

أما الشاعر عبدالحق عدنان فقرأ “أُدْنِيكَ”:

أُدْنيكَ مِنّي قليلا كي نــذوبَ مـَــعـَـا

كيْ نـشربَ الليلَ والأحزانَ والوجعَا

أُدْنيكَ كيْ يسْتعيدَ الحبُّ مَلْمَحه

فينا ويرْسُــمَ فجرًا بَعْـدُ مـَا طَــلعَــا

لكيْ تعــودَ منَ المنْفَــى حــقـائِبــنا

أُدْنيكَ مهْمَا تناءَى الدَّربُ واتَّسَعا.

وكتب الشاعر عبد العالي أحمو “نداء الشعر”:

“على أي شيء تصطفينا النوازل

وتأتي قلوب الناس وهي تغازل

تقلب أطراف الفؤاد كأنها

شرارة نار في اللظى تتمايل

تحط على الوجدان وهي ثقيلة

تحاول أن تغتالنا وتحاول

هو العنف أودى بالمحبة خلسة

قتيل يناديه العقاب وقاتل

وعن “عصر الحضارة…!” تقول الشاعرة حنان التوجي:

مَالِ الْقُلُـوبِ تنكّـَرتْ لِزمـانِها

إنْ عَاشِقٌ حَسِب الْحيَاةَ تَبَسَّمَـت

لا تَحلُمَنَّ بِأَنْ تَزِينَ و تَرْتَقِي

عهْدُ الْجِبِلَّة وَدَّعَـت أَيَّامُـه

وغَدَا الْقَرِيـبُ يَعِيشُ فِيه غَرِيبـاً

فسيَنْتَـشي بَدَل الْغَرَام عَذَاباً

فِي ذِي الدُّنَى إنْ لَمْ تَعِش كَذَّاباً

صَار الْعُرَاةُ و ذَا الثَّـرا أحْبَاباً

أما “ترتيلة” الشاعرة منى عبد السلام لعرج فتبدأ:

“البداية صورة من العدم

فوضى بين السماء والأرض

البداية أنت

والنهاية أنت”.

شاهد أيضاً

فهد رميض الشمري في ذكريات رمضانية :أول يوم صوم في طفولتي كان”فاشلاً”

تفتح وكالة أنباء الشعر العربي نافذة يومية، تحاور فيها الشعراء والشاعرات عن ذكرياتهم الجميلة مع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *