الخميس, 25 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / نصير شمه يتخطى الماجستير ويحصل على الدكتوراه بـ “الاسلوبية موسيقيا”

نصير شمه يتخطى الماجستير ويحصل على الدكتوراه بـ “الاسلوبية موسيقيا”

ناقش عازف العود الكبير والباحث نصير شمه، صباح اليوم، رسالة الماجستير الخاصة به، والتي جاءت باسم “الاسلوبية موسيقيا” في المجلس الأعلى للثقافة،  بحضور الناقد صلاح فضل رئيسًا، الدكتور حسين الأنصاري مشرفًا، الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا، الدكتور زين نصار كمناقش، إضافة الي مجموعة من الأدباء كحضور، ومنهم الشاعر أحمد الشهاوي، الكاتبة فاطمة ناعوت، المهندس محمد الصاوي رئيس ساقية الصاوي .

قال شمة في بداية تقديمه للرسالة، إنه اجهد الدكتور حسين الأنصاري المشرف على الرسالة التي امتدت فترة اعدادها إلي ثلاث سنوات، ويكمن الجهد المبذول في تدبير المقابلات بينه وبين الأنصاري بسبب كثرة السفر والتنقل، مؤكدا انه كان يتناوب السفر بينه وبين الأنصاري في عدد من الدول المختلفة .

وأضاف نصير انه لم يحبذ مناقشة رسالته في احدى الجامعات، وحرص على اقامة المناقشة في المجلس الأعلى للثقافة لأنه يعتبر المجلس أحد منازله العزيزة على قلبه، منذ بناؤه على يد الدكتور والناقد الكبير جابر عصفور، وهذا الحب هو مادفعه لإقامة المناقشة على أرضه .

ثم بدء نصير في سرد ملخص للبحث، حيث قال إن “البحث عن السرّ كان أول إشارة للدخول في البحث عن الأسلوبية موسيقيا، وأظن أن كل ما كتب من نقد وفكر وفلسفة كان يقف وراءه دائما فضول معرفة السرّ، الأسلوبية ليست سرّا، لكن ما يكمن فيها يمكن أن نسميه خزنة كبيرة من الأسرار”.

وأشار الى أن “هذا البحث يتلخص بأنه محاولة لأجل تطبيق نظرية الأسلوبية في الأدب على الموسيقى والفنون، لأسباب كثيرة أولها وأهمها أن الفنون والموسيقى خاصة تبرز فيها الأسلوبية بطريقة أكثر تمظهرا ووضوحا من بقية الفنون، وأضيف للموسيقى الرسم، منطلقا من أن حاستي السمع والبصر ربما تكونا من أسرع الحواس عملا في جسد الإنسان”.

وتناول شمة علاقة الحواس بنظرية الاسلوبية مؤكدا “قد يرى البعض أن الحواس لا علاقة لها بنظرية الأسلوبية التي هي عنوان هذا المبحث، ولكنني أؤكد أن الأسلوبية وهي نتيجة توصلت لها خلال هذا البحث هي عمل تفاعلي بين العقل والحواس، ولا يمكن أن نقف على مشارف النظرية من دون تحديد موقفنا منها”.

مشيرا الى ان “هذا البحث ليس حصيلة قراءة معرفية وحسب، ولا ينفصل أبدا كموضوع علمي عن خبرتي الخاصة كمؤلف وعازف ومدرس للموسيقى، هو حصيلة تجربة كاملة أيضا لا تفصل بين ما هو عقلي وما هو روحي أو بتعبير آخر مرتبط بالشعور”.

وأوضح شمة “حاولت في هذا البحث أن أتجه الى العلمية بقدر استطاعتي، ولكنني بعد فترة وجيزة من بداية عملي توصلت الى أن واحدة من الجماليات التي تكمن في النقد أن لا تكون العملية النقدية مجرد عملية حسابية خارجية، بل أن أكثر ما يجعل وجودها ملفتا هو عدم جمودها أو ارتكانها الى قواعد ثابتة الا العريض منها. أي أن القاعدة أساس أما ما حولها فيمكن أن يتحرك ويتطور”.

وتابع “عنيت في هذا البحث أيضا في الإجابة على بعض الأسئلة التي كانت تتولد أثناء البحث، وحاولت الفصل نتيجتها على سبيل المثال بين الأسلوبية والتكرار أو الأسلوبية والنمطية، محاولا تحديد الفوارق بينها، وتناول البحث أيضا الفوارق بين الأسلوبيات الشخصية منها والمجتمعية أيضا، وعن تشكل الهوية الجمعية ومن ثم الهوية الفردية داخل الهوية الأكبر والتي تشكل البذرة الأولى لنمو الأسلوب ومنه الى الأسلوبية”.

واستطرد الموسقار نصير شمة في حديثه بالاشارة الى أن بحثه “تطرق أيضا الى الأسلوبية بوصفها نتاجا اجتماعيا سياسيا وليس فنيا وحسب، وفي هذا استند البحث الى نماذج متفرقة من ثقافات مختلفة كالجاز الذي كان نتاجا محض اجتماعي أو الأغنية السياسية الساخرة منها كتيار إسلوبي أو تلك التي طبعت مراحل وطنية من حياة مجتمعات، كما تطرق أيضا الى المراحل السياسية الفاصلة بوصفها محطات شكلت في كثير من الأحيان انزياحات في تناول الهوية والانتماء، والتي تمظهرت أيضا بشكل إسلوبي، كمافي تيار ما بعد الاستعمار على سبيل المثال لا الحصر”.

وأكد شمة أن البحث “تطرق أيضا الى بعض النماذج الفنية التي صنعت إسلوبية شكلت تيارا كبيرا، كالرحبانية وفيروز الذين قاموا بتأسيس تيار كامل في الموسيقى جرف الكثيرين الى بريق دائرته ولكنه ظل يقف متميزا وبهوية إسلوبية لم يستطع حتى أكثر مقلديها جدارة أن يتمايز داخلها بصنع أسلوبيته الخاصة”.

ويشير الى الى أن البحث ركز أيضا “على اسلوبية الفرد داخل المجموعة، واتخذ من فرق الأوركسترا مثالا على ذلك، وعلى تمايز عازف معين داخل اوركسترا كبيرة تجعل إسلوبيته تبرز بشكل واضح مع أنه يؤدي النوتة المكتوبة أمامه التي يؤديها مختلف أعضاء الأوركسترا في اللحظة نفسها”.

كما انتبه الباحث نصير شمة “الى العلاقة بين الفكر والفلسفة والثقافة بشكل عام وبين الإسلوبية عند الفرد ومدى تناغم هذه المفاهيم مع بعضها بحيث تؤلف تيارا اسلوبيا ينبني على ركيزة غنية من المعرفة، وميّز بين الإسلوبية التي ترتكز على العفوية وبين تلك التي تكون حصيلة واعية لتراكم معرفي”.

رئيس الأوبرا

فيما قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، لم اتخيل يوما مناقشة العازف الكبير نصير شمه في رسالة الماجستير الخاصة به، مؤكده انه عندما هاتفها وطلب منها التواجد ضمن لجنة المناقشة، وجدت هذا شرف كبير ان تنضم للجنة .

وأضافت إيناس أنها ناقشت الكثير من رسائل الماجستير، ولكنها المرة الأولى التي تشعر انها أمام عمل فني متكامل، فاللغة العرببة سليمة واسلوب الرسالة في غاية التكامل والروعة، مؤكدة أنها عندما قرأت الرسالة اصابتها الحيرة حول النقاط التي يمكن مناقشة نصير فيها .

وخلال كلمتها ناقشت ايناس عدة نقاط ايجابية وسلبية لاحظتها في البحث، ومنها “ضرورة ذكر المصطلحات الموسيقية بلغتها الأصلية، فعلي الرغم من ترجمة المصطلحات للعربية ترجمة دقيقة إلا انها ترجماتها في العرببة غير دارجة ومعروفة” .

الأنصاري

أما الدكتور حسين الأنصاري المشرف على الرسالة، فقال أن البحث والرسالة التي عكف نصير على اعدادها، تطرق باب جديد غير تقليدي في الأبحاث الموسيقية .

وأكد الأنصاري أن مايلفت الانتباه في رسالة ماجستير نصير هي الأدوات البحثية التي اعتمد عليها نصير في رحلة اعداده للرسالة، حيث استخدم الأطر الفلسفية والفنية في المناقشة، إضافة إلي اختياره إلي نماذج موسيقية متنوعة للإستشهاد عليها في فرضياته البحثية، مؤكدا ان ماانتجه نصير من بحث هو اضافة علمية كبيرة لتاريخ البحث الموسيقي، ضامنًا الاستمتاع والاستفادة لأي مطلع وقارئ للرسالة .

رئيس اللجنة

فيما قال صلاح فضل، أن نصير شمه استخدم اسلوب التهجين في خلق ابداع واسلوب بحثي جديد في رسالة الماجستير الخاصة به، حيث فند الاساليب الموسيقية ووضع معايير وتعريفات لها، وكيف انعكس الأدب والشعر وغيره من الفنون على أساليب مؤلفي الموسيقى .

وأضاف فضل، أن روح الفنان والمبدع لدى نصير استطاعت خلق بحث متكامل بروح مبدعة، غير انه وقع في عدة مواضع لم ينتهج فيها نهج الأكاديميين البيروقراطيين في البحث العلمي، وهو طبيعي لباحث فنان يسعى لخلق جديد بجرأة وجسارة .

وأشار فضل انه اختلف مع نصير في بحثه في فرضية التناص الموسيقى، حول تعريف مصطلح التناص نفسه، مؤكدًا أن الرسالة تتميز بطابع تأنلي ونتائج تتميز بالتوازن العلمي، والرسالة تدخل في اطار الدراسات البينية المولدة للعلوم الجديدة .

وأكد فضل أن كثيرا من الجامعات العالمية تتجاوز التدرج التقليدي من الماجستير للدكتوراه، وتمنح الدكتوراه لمن يستحقها دون الحاجة للحصول على الماجستير بشرط ان تكون لهم اعمال ابداعية تمهد لذلك، ولأن نصير مبدع بحق ويحسب له هذا البحث الخلاق، بل لابد تقدير انجازه البحثي والنظر لمجمع اعماله الإبداعية، لذلك اقترح فضل منح نصير درجة الدكتوراه مباشرة .

وطبقا لاقتراح فضل، اجتمعت لجنة مناقشة الرسالة، لتحديد موافقتهم او رفضهم للمقترح.. واستمر الاجتماع لنحو ١٠ دقائق .

قررت اللجنة بعدها منح درجة الدكتوراه لنصير، وتخطي درجة الماجستير، لما خلقه في رسالته من افق جديده تؤهله للحصول على الدكتوراه مباشرة .

شاهد أيضاً

معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. أحد أبرز الأحداث التي ينتظرها المجتمع الثقافي في العالم

  رسخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، مكانته بوصفه واحداً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *