الجمعة, 29 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / أبوظبي تتسلم لوحة “وجدان ماري مجدولين” إعارة دائمة من بريطانيا

أبوظبي تتسلم لوحة “وجدان ماري مجدولين” إعارة دائمة من بريطانيا

تم في مقر السفارة البريطانية بأبوظبي اليوم الخميس، تقديم لوحة وجدان ماري مجدولين “القديسة مريم المجدلية” التي رسمها الفنان آري شيفر في عام 1856 إلى رئيس مؤسسة أبوظبي للفنون الدكتور حامد بن محمد خليفة السويدي كإعارة دائمة في إمارة أبوظبي.
وقام بتقديم اللوحة التي تعتبر من التشكيلة الخاصة لعائلة لوبين، سفير المملكة المتحدة لدى الدولة والممثل الرسمي للملكة البريطانية إليزابيث الثانية والكومنولث بالإنابة عن الحكومة البريطانية باتريك مودي، وعائلة لوبين، وشركة “فايف أيلاندز كابيتال لميتيد” في لندن.
وقال الدكتور حامد بن محمد خليفة السويدي: “نحن فخورون بعلاقاتنا الطيبة مع عائلة لوبين وباستلام هذه الهدية القيمة ذات الطابع التاريخي، لرسام تشكيلي عرف عنه بغزارة إبداعاته الفنية في عصره”، مشيراً إلى أن تمثيل إمارة أبوظبي ودولة الإمارات هذه الشراكة الأدبية والثقافية من الضروري لبناء الجسور الثقافية بين الجانبين.
وأضاف “تأتي هذه الروابط المتينة كخطوة أولية ليست فقط للتبادل الثقافي، ولكن لفتح المجال للعالم للإطلاع على الأدب الأوروبي العريق في دولة الإمارات”، مشيراً إلى أن اختيار عائلة لوبين والحكومة البريطانية المملكة المتحدة أبوظبي لاستلام هدية تاريخية ذات قيمة ثقافية دليل واقعي وقيم على تقاربنا الثقافي واحترام القيم الإنسانية المتبعة في بلدنا العزيز.

ومن جانبه، قال باتريك مودي: “أنا سعيد بهذه الإعارة القيمة والفرصة التي تمنحها عائلة لوبين إلى إمارة أبوظبي”، منوهاً إلى أن هذه المبادرة تدل على غنى تاريخنا الثقافي، بالإضافة إلى المستقبل المشرق للشركات البريطانية التي تتعامل مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة داكسابوينت نيكولاس لوبين: “تعتبر هذه المبادرة رمزاً للتقدير العميق والصداقة الدائمة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة نحن مسرورون وممتنون لتقديم لوحة وجدان ماري المجدلية كإعارة دائمة لإمارة أبوظبي”.
وقال الرئيس لدى شركة (أو بي إي) ريتشارد س. أوليفر: “نحن فخورون كشركة بريطانية ذات جذور عميقة ورائدة في مجال التكنولوجيا والمتواجدة في أسواق القارات الثلاثة”، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تأتي في الصدارة إقليمياً في هذا المجال.

الجدير بالذكر، أن الفنان التشكيلي آري شيفر عاش في الفترة ما بين 10 فبراير(شباط) 1795 و15 يونيو(حزيران) 1858، وولد في مدينة دوردريخت في هولندا، وانتقل مع أشقائه وأمه الأرملة للعيش في باريس خلال فترة صباه وأصبح رساماً تشكيلياً لأعمال تعرف بطبيعتها الرومانسية، وكان عضواً في أكاديمية “صالون دي باريس” ذات النفوذ في عالم الفن.
وكان معروفاً عن شيفر بشكل عام بأعماله المستندة على الأدب الأوروبي، مثل لوحاته الفنية التي تستند على أعمال دانتي، وغوته، واللورد بايرون، بالإضافة إلى اللوحات التي تستند على الموضوعات الدينية، وكما كان يعرف عنه بغزارة إبداعاته في الأعمال الفنية للوحات لشخصيات مشهورة ومؤثرة خلال فترة حياته.

ومن الناحية السياسية، كان لشيفر علاقات قوية مع الملك لويس فيليب الأول، بعد أن عمل كمدرس لأطفاله، مما سمح له أن يعيش حياة الترف لسنوات عديدة حتى بداية الثورة الفرنسية عام 1848، كما كان يرسم في الأغلب مواضيع مستوحاه من الأدب الأوروبي، وتم حفظ نسختين من دانتي وبياتريس في صالة ولفرهامبتون للأعمال الفنية في المملكة المتحدة، ومتحف الفنون الجميلة في ولاية بوسطن في الولايات المتحدة.
وحازت لوحته الفنية فرانشيسكا دا ريميني بإشادة واسعة في الوسط الفني، التي رسمت في عام 1836، والتي توضح مشهداً من جحيم دانتي أليغييري المعروف في الأدب.
وكان يعرف عن الفنان التشكيلي شيفر بإنجازاته الكبيرة من اللوحات، حيث رسم ما يقارب 500 لوحة فنية مستوحاة من ملحنين وأدباء مشهورين في تلك الفترة مثل: فريديريك شوبان وفرانز ليزت، وماركيز دي لا فايت، وبيير جان دي برانغر، وألفونس دي لامارتين، وتشارلز ديكنز، ودوتشيس دي بروغلي، وتايليران، والملكة ماري إميلي.
وتعرض أعمال الفنان التشكيلي شيفر في معظم المعارض الفنية الكبرى في العالم، مثل متحف اللوفر في باريس، وناشيونال بورتريه غاليري لندن (الذي يعد الدكتور حامد أحد ممثليه)، وقصر فرساي، ومتحف أمستردام، ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن، متحف بوسطن للفنون الجميلة، متحف لوس أنجلوس كاونتي للفنون، مجموعة والاس في لندن، والمتحف الوطني للفنون الغربية في طوكيو، ومانشستر، ومتحف ريكسكسوم موزيوم نارودوف في وارسو، وجامعة ييل، وسميثسونيان وغيرها الكثير.
وفي العقد الأخير من حياته، رسم شيفر عدداً من اللوحات ذات الطابع الديني أبرزها لوحة القديسين أوغسطين ومونيكا المعروضة في معرض ناشيونال بورتريه غاليري لندن، ولوحة عودة الابن الضال المعروضة في صالة مجموعة والاس في لندن، ولوحة ماري ماجدالين في سفح الصليب المعروضة في متحف أمستردام، ولوحة مارغريت آت ذا فاونتن المعروضة في صالة مجموعة والاسفي لندن ولوحة بكاء المسيح على القدس في صالة “ذا في أند أي” في لندن.
وتتعبر لوحة وجدان ماري مجدلين واحدة من أكثر هذه اللوحات شهرة في الوسط الفني، التي رسمت في عام 1856 التي أتي بها من التشكيلة الفنية الخاصة بعائلة لوبين.

شاهد أيضاً

فهد رميض الشمري في ذكريات رمضانية :أول يوم صوم في طفولتي كان”فاشلاً”

تفتح وكالة أنباء الشعر العربي نافذة يومية، تحاور فيها الشعراء والشاعرات عن ذكرياتهم الجميلة مع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *