وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
ضمن فعاليات أنشطته الثقافية، نظم بيت الشعر في نواكشوط، ندوة علمية تحت عنوان “الحركة الثقافية في بلاد شنقيط: الكتابة التاريخية وتاريخية الكتابة”، حاضر فيها كل من د. عبد الودود عبد الله هاشم، ود. حماه الله مايابي، فيما شهدت مداخلات بعض الدكاترة والأدباء والمسرحيين.
واستعرض الدكتور عبد الله السيد مدير بيت شعر نواكشوط، أحد أبرز إشكالات الثقافة في موريتانيا، وأكثرها ثراء وإثارة للاهتمام بين الكتاب والمؤرخين والمثقفين الذين يعتبرون موضوع “كتابة التاريخ الثقافي” بمثابة حقل معرفي كبير يجب أن ينال كل اهتمام من طرف المختصين والباحثين.
بعد ذلك استمع الحضور إلى المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبد الودود عبد الله هاشم، واستعرض من خلالها جوانب من التاريخ الثقافي الموريتاني منطلقاً من مقاربة تحليلية تتوخى تقديم قراءة تفسيرية لمراحل الازدهار ومراحل الانكفاء والتراجع، ضمن محاولة لتجاوز السرديات السائدة في هذا المضمار، وفق تعبيره.
أما الدكتور الباحث حماه الله مايابي، فقد ألقى بدوره محاضرة استهلها بالحديث عن الاختلاف في بداية كتابة التاريخ بالمنطقة، واعتبر أن سكان البلاد القدماء “البداة”، عمدوا إلى كتابة تاريخهم وإلى اكتساب العلم فيما سيعرف لاحقا بـ “البادية العالمة في التاريخ”، مشيراً في هذا الإطار إلى الخلاف حول منتِجي تلك المعرفة هل هم بداة تعلموا أم حضريون حملوا معهم العلم إلى الريف.
وأثنت المداخلات على دور بيت الشعر – نواكشوط في النشاط الثقافي والعلمي في البلاد، مؤكدين أن البيت ساهم بفعالية في إثراء الساحة الثقافية الموريتانية، وفي منح الشعراء والمثقفين فضاء لقاء لنشر الإبداع وإشاعة المعرفة، ونقاش القضايا الثقافية الجوهرية بين نخب البلاد بمختلف أجيالها واهتماماتها الثقافية.
وأكدوا أهمية كتابة التاريخ الثقافي الموريتاني بكل مهنية، ووفق المناهج الحديثة لكتابة التاريخ وتوثيق تراث الأمة، بينما أوصى بعض المتدخلين باستغلال التحول في وسائط نقل المعلومات والاستعانة خاصة في مجال توصيل كتابة تاريخ المجتمع الثقافي الموريتاني وتوصيله إلى الأجيال المعاصرة من خلال تقنيات السينما والمسرح.
وفي ختام الندوة أقيمت أمسية شعرية أحياها الشاعران أحمد عبد الكريم، وكمال الدين الحسن، وسط حضور جمهور غفير من محبي الشعر.
