الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / فهد عافت.. “صومعة الشعر الخليجي”

فهد عافت.. “صومعة الشعر الخليجي”

حضوره التلفزيوني قليل، لكنه حضور مميز، أما في “تويتر” فله  حضور طاغٍ.  قصائده تصدرت أعرق المجلات، وغنّى له الكثير من الفنانين أمثال محمد عبده و طلال مداح و رابح صقر . انه الشاعر الكبير فهد عافت الكويتي المولد والسعودي الجنسية، الذي يُثير الكثير من الجدل في تصريحاته  وكتاباته.

لدى شاعرنا الكبير الكثير من ذكريات الطفولة، لكن تظل الذكرى المؤلمة فيها وفاة والده بعد ولادته بشهور قليلة، ليكتشف بن عافت بأن اليتم المبكر يكسب الشخص مع الوقت حنيناً داخلياً لما لا يعرف، وهكذا الشعر بالنسبه له يكسبه نفس الشيء.

تربطه بالشعر علاقة حميمية، ففي مرحلة الثانوية اشترك في مسابقة لحفظ الشعر حاز فيها على المركز الثاني من خلال مشاركته بنص للدكتورة سعاد الصباح .

يُشير إلى أن سليمان الفليح هو أستاذه الأول بالشعر، والذي تبناه بعد الثانوية وعرفه بالدكتور أحمد الربعي والذي تبناه هو الآخر.

اتجه للصحافة عام 1985 بحثًا عن عمل، شارك في تأسيس مجلة المختلف وبعدها سافر إلى السعودية ليصدر فواصل.

للشاعر الكبير رأي مميز عن الشعر الشعبي والحر والعمودي، لكنه يؤكد أنه دائما يكتب ليسعد نفسه . ففي حوار تلفزيوني له قال فهد عافت : “لست متعاليًا على الشعر الشعبي، لكنني أريد أن أكتب ما يناسبني، فأنا أكتب دوما لأسعد نفسي”.

وأضاف: “كنت صحفيًّا مجبرا على الكتابة في كل شيء، وأصبحت كاتبًا غير مجبر عن الكتابة إلا عمّا يعجبني فقط”. وتابع: “الشعر الحر أصعب كثيرًا من كتابة الشعر العمودي والشعر المقفّى، وهو يناسبني ويفجّر طاقات فيني أكثر”.

ومن آرائه عن الفرق بين الشعر والرواية قوله :”الشعر هو “وهم الفهم”، بينما الرواية هي “فهم الوهم”، وأن الشعر العربي الفصيح “صُعق” بوفاة محمود درويش ونزار قباني”.

الشعر لم يكن كل حياة الشاعر فهد بن عافت؛ بل كان للرياضة حيز مهم من اهتماماته، مُتباهيّاً بعشقه لنادي النصر السعودي .

كتب عنه الكثير من النقاد والكتاب، منهم من وصفه بـ (صومعة الشعر الخليجي) و (قبلة الشعر)، ومنهم من تناول جوانب من اهتماماته، كحبه لكرة القدم بشدة فهو مشجع متحمس للنصر السعودي، ويتابع بطولة أوروبا لكرة القدم بدقة ويحلل المباريات ويعلق على النتائج ويطرح آراء مثيرة للجدل، عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”.

اليوم، يعود الشاعر الكبير فهد عافت للأمسيات الشعرية بعد توقف نحو 23 عاماً، وذلك من خلال حضور مميز له بأمسية تُحييها السفارة السعودية في أبوظبي بمناسبة اليوم الوطني السعودي، وذلك يوم الاثنين الموافق 23/9/2019 في أبوظبي.

ولد “عافت”في 25 ديسمبر 1966 في الجهراء الكويتية. قدَّم العديد من القصائد المهمة، تم اختياره ضمن اللجنة التحكيمية في مسابقة شاعر الملك، ومن قصائد الرثاء على سبيل المثال ما كتبه في الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، والأمير طلال الرشيد، ونال جائزة رائد الشعر الشعبي سنة 2003، وسلمه الجائزة الأمير خالد الفيصل.

وهو أيضًا إعلامي وأحد مؤسسي مجلة المختلف، وفواصل، وقطوف، واستمر في كتابة مقال أسبوعي في صحيفة عكاظ بعنوان “شذرات” ولكنه توقف في أبريل 2011.

من قصائد فهد عافت نختار

 نصف وجهي

صف وجهي هجير ونصف ظل
وأنت غالي وطبع الحب كافر
بعض مني يخاف انك تضل
وبعض مني يخاف أنك تسافر
بين أقول الصواب وبين أزل
ضعت فيك متجاذب ومتنافر
خلني فيك ضايع لين أدل
وأنهزم منك لجل أرتد ظافر
أمتليت بغلاك وفضت غل
وفرت الشوك تعني الورد وافر
ول سافرت ما سافرت ول
ما اجتمع غير بك مذنب وغافر

قصيدة الكرز

الكرز واحد وعشرين حبّه
رفرف الغصن وأورق عندليبه

أفتحوا للشبابيك المحبّه
وأصدحوا بالهلاهيل الرطيبه

غافل الشمع في عيده تنبّه
راح يأخذ من الظلما نصيبه

طفل من عادته يكسر ألعبّه
وشعليه إن كسر خاطر حبيبه

سنةٍ من سننه المستحبّه
يترك قلوب عشاقه عطيبه

ضاع من قال أنا ضايع بحبّه
والله إن الدلالة ضيعتني به

قبلة الله عليه وشلون ربّه
خالق مبيسمه يوم يحكي به

لو مكنته تغافلته بحبّه
بس هو شايفٍ فالأمر ريبه

ما أحسن الظن في ريحٍ تهبّه
يحسن الظن في مثلي مصيبه

المسبه به .. الطرف المسبّه
ماسوى طرفه الساهي يعيبه

عجزت مرايته فيه تشبّه
حاولت فيه ما قدرت تجيبه

بعد هذا وش اللي ينكتب بّه
قبل هذا وش اللي ينقري به

منبع النهر والنهر ومصبّه
مشرق النور والنور ومغيبه

إن بغى يسلب الرمان لبّه
وان بغى صابت النعناع خيبه

ان حلى اللعب والميدان طبّه
مالك الا تقول الله حسيبه

والله إن القلوب المستتبّه
تصطفق تقل ناهبها نهيبه

يأهل العرف ما قبله يجبّه
كيف أجل بالحشى مركي صليبه

الكرز واحد ومليون أحبّه
من هينا لين سكره وحليبه

 قصيدتي

قصيدتي لا غدا ضيّي
شحيح وارتبكت أيديني

وتعثرت بي خطاويّي
ولاعاد رايٍ يقدّيني

وصرت أطلب الصاحب يعيّي
ما غير بعدين بعديني

وتنكرولي بني خيّي
واستسهلوني معاديني

وأموت ما عاد متهيّي
والعمر ما عاد يمديني

تكفين لايابعد حيّي
ظلّي معي لاتهديني

ماكان لك صاحبٍ زيّي
وشلون اجيك وترديني

اما أفزعي وأنصفي غيّي
ولا ترا الناس مقذيني

قصيدة النظرة والسماحة

قالت وش العلقم الترياق؟
ومحدٍ ضمادة سوى جرحه

كل اللقا لو نظرت فراق
وكل البكا من ورا فرحة

محدٍ ربح كود لما باق
محدٍ خسر كود من ربحه

مابه خلوق وعديم أخلاق
للكل نسبة من الصحة

يا شاعري والوهم حرّاق
أجدى من مصافحة ذبحه

خذها حقيقة من الأعماق
صدرك هو اللي طعن رمحه

ما في الكتابة جديد آفاق
كم تشبه الكسرة الفتحة

قلت اسمعيني صوتي تاق
يجمع لك الكل في شرحه

إن قلت بعض الفراق عناق
أو قلت بعض الكفن طرحه

لأني بكاذب ولا آفّاق
لكنها النظرة السمحه

أكبر خطا إننا نستاق
تعريف للبحر من ملحه

أنتي اتبعيني..أنا أوراق
أو تهجريني..أنا صفحه

للشعر للحب للأشواق
لليل في داخله صبحه

بيني وبين القلم ميثاق
يهدّني..وأبني في صرحه

ذي راحتي واسألي العشاق
العاشق كتابته مسحه

شاهد أيضاً

جزيرة السعديات تحتضن مؤتمر النشر العربي والصناعات الإبداعية.. الأحد

  ينظم مركز أبوظبي للغة العربية الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *