الخميس, 25 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / تكريم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

تكريم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، ضمن فعاليات الدورة الثانية من جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية، صباح أمس، أولى جلسات ملتقى «النقد الأدبي.. الحاضر والغائب»، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، بحضور الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي، وتحدثت في أولى جلسات الملتقى التي حملت عنوان: «النقد الأدبي نظرة في الواقع» الدكتورة أسماء بنت مقبل الأحمدي من السعودية، ود. بهيجة إدلبي (سوريا)، ود. بديعة الهاشمي (الإمارات)، وأدارت الجلسة عائشة العاجل.
في مستهل الملتقى كرمت الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية، وهن أسماء الاحمدي (السعودية) وزينب عيسى الياسي (الإمارات) في حقل الدراسات الأدبية، وحنان القعود (السعودية) وفتحية النمر (الإمارات) في مجال الرواية، وعزيزة الطائي (سلطنة عُمان) وجميلة علوي (مملكة البحرين) في حقل الشعر، وأمل الرندي وفاطمة شعبان (الكويت) في حقل أدب الطفل، بينما تم تكريم الشاعرة شيخة المطيري بصورة استثنائية لفوزها بالمركز الثاني في مسابقة أمير الشعراء في دورتها الأخيرة.
وذكرت صالحة غابش رئيسة المكتب أن الملتقى يجمع أطراف الرؤى المختلفة حول النقد، فالأحاديث عن النقد الأدبي منذ سنوات تستذكر حضوره في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، والذي تأثر به كثير من أدباء وكتّاب اعتبروا واجهة التجربة الأدبية في مجتمعنا، كما يطرح أسئلة غيابه الراهنة، حيث هناك علامات استفهام وتعجب حول الأسباب التي جعلته ضبابياً في أحيان، وغائباً في أحيان أخرى.

وتناولت ورقة د. أسماء الأحمدي، ثقافة النقد ومدى تقبلها اليوم، وذكرت أن المتتبع للحركة النقدية في الخليج يجدها تسير بخطى ثابتة، وتتلمس طريقة للخروج من أسر النّظريات. وأشارت إلى الهوة بين الناقد والقارئ؛ إذ يجد القارئ نفسه أمام رموز وطلاسم لا يمكن فك أسرارها، وكأن الناقد يفكّك بنية نصٍ مُختلف عما طالعه القارئ.
وأوضحت الأحمدي أن إشكالية الغياب، واستحضار سؤال غياب النقد الأدبي الجاد، يشير إلى مسألة تتوجب التفكر، فالسؤال لم يطرح بحثاً عن جواب أو تأكيد؛ بل لغاية لفت النظر، وطلب الدعم من المؤسسات العلمية والثقافية لاستعادة النقد.
نظرة

وركزت د. بديعة الهاشمي على النظرة الأكاديمية في مسألة النقد الأدبي، وأشارت إلى وجود ضبابية في ما يتعلق بمفهوم النقد في الساحة الإبداعية والثقافية، والدور الذي من المفترض أن يؤديه، فالنقد الأدبي العربي، أصبح يعيش في عزلة عن المتلقين، سواء القراء أو المبدعين والكتاب. فقد تراجع كثيراً بعد أن كان متصدراً للمشهد الثقافي في خمسينات وستينات القرن الماضي على يد نخبة من النقاد والمفكرين الذين تسيّدوا الموقف آنذاك، وتركوا بصماتهم الخالدة التي مازالت تشهد على جهودهم حتى يومنا هذا، أمثال: عميد الأدب طه حسين، وعباس محمود العقاد، ومحمد مندور، وإحسان عباس، وعز الدين إسماعيل وغيرهم.
وأكدت الهامشي أن اقتران صفة «الأكاديمية» بالنقد الأدبي ستُضفي عليه سمات خاصة مثل: المنهجية العلمية، والجدية والمتابعة المنظمة والتوثيق والتأصيل والتخصيص، في إطار المؤسسة الجامعية.
فالنقد الأكاديمي يعتمد أساساً على استثمار الحصيلة النقدية في استكشاف السمات الخاصة للتطور الأدبي في المراحل المختلفة، والتوثيق والتأصيل والتنظير، وفي الجهة المقابلة يرتبط النقد الصحفي بالتداول السريع؛ لذا فإن ثمة نزوعاً في مثل هذا النقد إلى البساطة والتشويق والتخفيف من أعباء المصطلح، وليس ذلك نقيضاً للجدية.
ولفتت الهامشي إلى العلاقة بين النقد الأكاديمي والإنتاج الإبداعي المتزايد هذه الأيام، بفعل التسهيلات المقدمة للكتاب في النشر، وطباعة الكتب، ودعم الإنتاجات الجديدة، وهذا الأمر له إيجابياته وسلبياته في الآن نفسه، ولاشك في أن متابعة كل ما يصدر وينتج في الساحة الأدبية وملاحقته أمر يشكل تحدياً للنقد الأكاديمي الذي تتطلب طبيعته العلمية والجدية والمتابعة المنظمة والتوثيق والتأصيل، وتستوجب أن يكون الناقد الأكاديمي متأنياً في خطاه، متفحصاً بدقة لما يتناوله ويحلله، ويدرسه بروية ووقت أطول مما يتطلبه النقد الصحفي والإعلامي الذي لا يشترط فيه كل ذلك، كما لا يمكن إغفال نقطة جوهرية في العملية النقدية، وهي العلاقة الطردية بين جودة الإبداع ونشاط الحركة النقدية.

الذوق المعرفي

تناولت د. بهيجة إدلبي مسألة حضور وغياب النقد الأدبي، وشددت على انحيازها للنقد الإبداعي الخلاق الذي دعا إليه الناقد شكري عياد، وهو نوع من النقد يرتهن إلى الذوق المعرفي والانطباع الخلاق من دون الاستغراق في الرصانة المصطلحاتية بحيث يردم الفجوة بين النقد والأدب وبينهما والقراء؛ لأن هذا النوع من النقد هو الأكثر استجابة لحركة العصر المعرفية بتحولاتها السريعة، والأكثر استجابة لحركة الإبداع المرتهنة لتجريبيتها المستمرة، سعياً إلى تأسيس مشروع نقدي جديد متعدد الروافد يهدف إلى استخلاص القانون العام لمسيرة الأدب العربي الحديث واكتشاف منابع الإبداع فيه.
وخلصت إدلبي إلى أهمية الندوات النقدية التي تفسح المجال للتجاذب المعرفي وتجاذب الرؤى، عبر مختبرات ومدارس نقدية مختلفة، مما يجعل الحراك النقدي في معايشة دائمة للحراك الإبداعي؛ لأن النقد إلى جانب استجابته للنص هو استجابة للحراك المعرفي العام، فلابد من الحوار المستمر بين أجيال النقد لتأصيل حركة نقدية معاصرة توازي الحراك الإبداعي.

شاهد أيضاً

جزيرة السعديات تحتضن مؤتمر النشر العربي والصناعات الإبداعية.. الأحد

  ينظم مركز أبوظبي للغة العربية الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *