الجمعة, 19 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / دراسات وتقارير / علاقات ثقافية مميزة بين الصين والشارقة جوهرها التراث و”العربية”

علاقات ثقافية مميزة بين الصين والشارقة جوهرها التراث و”العربية”

تشكل الشارقة جسراً ثقافياً وحضارياً كبيراً وصل إلى الصين من خلال علاقة معرفية ثقافية وعلمية مع جامعة زيهجيانج للعلوم الصناعية والتجارية، التي بادرت إلى تدريس اللغة العربية للصينيين وتعريفهم على التراث العربي.

الدكتورة فاتن زولين، التي عاشت أكثر من عشرين عاماً في الإمارات، بعيدة عن موطنها الصين، أتقنت العربية وعشقت الدولة، ونسجت علاقات مميزة فيها، حيث كانت مترجمة في الإمارات، معتبرة نفسها بمثابة جسر بين البلدين الصديقين، وعادت إلى بلدها الصين، لتسهم قبل نحو أربع سنوات في تأسيس قسم للغة العربية في جامعة زيهجيانج للعلوم الصناعية والتجارية، في مقاطعة جوجيا الواقعة على الشاطئ الشرقي الصيني.

وقال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: “تبنى معهد الشارقة للتراث مبادرة تأسيس قاعة الثقافة العربية في جامعة زيهجيانج الصينية، التي تضم مجموعة من الكتب والمقتنيات والمواد الفلمية، لتلبية احتياجات الطلبة غير الناطقين باللغة العربية، حيث يعمل المعهد، وفق الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على نشر الثقافة واللغة العربية في أنحاء العالم، خصوصاً في الجامعات والمعاهد والمراكز المهتمة بالتواصل بين الثقافات، واكتشاف ما تحفل به الثقافة العربية والتراث العربي من ثراء”.

وأضاف الدكتور المسلم: “ويستلهم المعهد طريقه في هذا المجال من توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة واهتمامه المستمر بالحضارة العربية والإسلامية والتعريف بها، والتأكيد على أهمية الاستمرار في بحث سبل التعاون في مجال التبادل الثقافي والتراثي بين الصين والإمارات، وتوطيد مثل هذه العلاقات الداعمة للتراث والثقافة، وتبادل المعارف والمعلومات والتجارب والخبرات، بما يسهم في تحقيق وتطبيق أفضل الطرق والوسائل من أجل حفظ التراث”.

وقالت الدكتورة فاتن زولين: “منذ عام 2016، وبدعم من معهد الشارقة للتراث، ومتابعة متواصلة من قبل سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس المعهد، نجحنا في إحياء تعليم اللغة العربية في الصين، وأنجزنا على مدار 4 سنوات الكثير، سواءً في مجال تعليم اللغة العربية أو التواصل الثقافي والمعرفي، وكل هذا لم يكن يتحقق لولا الدعم الكبير من الشارقة، ممثلة بشكل أساسي بمعهد الشارقة للتراث والتشجيع الدائم من رئيس المعهد”.

وأشارت إلى أن من بين أهم محطات الدعم وتجلياته ونجاحه إطلاق المسابقة القرائية التي حملت اسم “كأس الشارقة”، بدعم وتشجيع من قبل الدكتور المسلم، مضيفة أن الجامعة تخطط لتنظيم وتنفيذ مسابقة الراوي على مستوى الصين وذلك خلال العام المقبل، بمشاركة 44 جامعة ومعهد لدارسي اللغة العربية.

ولفتت الدكتورة فاتن إلى أنه تم بذل الكثير من الجهود من أجل إنتاج برنامج باسم الراوي في إذاعة إلكترونية، هي الأكبر في الصين، وعلى مدار ثمانية أشهر كان هناك 78 ألف متابع باللغة الصينية، يستمعون إلى القصص والحكايات والتاريخ والثقافة العربية، بلغتهم الأم.

وقالت: “نحرص على عرض الكثير من الأعمال والأفكار والمبادرات التي تشجع على تعلّم اللغة العربية، والتفاعل والتواصل مع الجامعة ومع اللغة الصينية والحضارة الصينية بمختلف تجلياتها وعناصرها ومكوناتها، لتحقيق نوع من المقاربة بين الثقافتين”.

وأعربت عن شكرها وتقديرها إلى حكومة الشارقة التي تدعم قسم اللغة العربية في الجامعة، ولمعهد الشارقة للتراث الذي يعمل في نفس الاتجاه، ويشجع من أجل أن تكون هناك مشاركة في فعاليات المعهد لطلبة الجامعة من مختلف الأقسام، وليس فقط قسم اللغة العربية، حيث يتعرّف الطلبة الصينيون على اللغة العربية والحضارة العربية، ليس من القراءة والكتب فحسب، بل من خلال الاحتكاك والتفاعل والتواصل المباشر مع العرب.

ولفتت الدكتورة فاتن زولين إلى أن الجامعة شاركت في فعاليات أيام الشارقة التراثية الأخيرة في ابريل الماضي، وعرض جناح الجامعة الكثير من أعمال الطلبة والأعمال التي تعكس حضارة الصين العريقة، بما يسهم في تعريف الجمهور العربي بالحضارة الصينية، حيث اكتشفوا بأن العرب يعشقون الحضارة الصينية ويرغبون في معرفة المزيد عنها، وهو ما تجلّى من خلال حجم الزيارات والتساؤلات التي تلقاها القائمون على جناح الجامعة.

شاهد أيضاً

الأرشيف والمكتبة الوطنية يعقد مؤتمر الترجمة الدولي الرابع.. غداً

  تنطلق فعاليات مؤتمر الترجمة الدولي الرابع صباح الأربعاء 17 أبريل (نيسان) الجاري ليسلط الضوء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *