الخميس, 25 أبريل, 2024
الرئيسية / مهرجانات وفعاليات / إختتام مهرجان الخرطوم للشعر العربي

إختتام مهرجان الخرطوم للشعر العربي

أقيمت مساء أمس السبت، في قاعة وزارة التعليم العالي، أمسية شعرية شارك فيها عماد محمد بابكر، وأحمد النور منزول، والحسن عبد العزيز، وسلافة خالد، والشيخ موسى، ومحمد زين أبوجديري، ومعاذ إبراهيم، وميرغني ديشاب، بعدها تم تكريم المشاركين في الدورة الثالثة لمهرجان الشعر العربي.

أعرب الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام في السودان، عن سعادته باحتضان الخرطوم الدورة الثالثة لمهرجان الشعر العربي، وسط حضور كبير من المثقفين والإعلاميين والشعراء، مؤكداً أن بيت الشعر في الخرطوم في السنوات القليلة الماضية أعاد الثقة في أن الشعر في السودان بخير، وخاصةً بعد أن سمعت لكثير من شعراء السودان، حيث أن هذه الأمسيات الشعرية تمثل نقشاً عظيماً في الجسد الفني والأدبي لأهميتها في توطين الابداع في النفوس التي دائماً مهما ارتوت تبقى متعطشة للمزيد.

و كان اليوم الثالث للمهرجان قد بدأ بندوة “تجليات الوطنية في الشعر السوداني”، التي أقيمت في جامعة أفريقيا العالمية، بحضور الدكتورة عائشة موسى السعيد عضو مجلس السيادة السوداني، ومدير جامعة إفريقيا البروفيسور كمال عبيد، وعمداء الكليات والطلاب الذين توافدوا لأجل الكلمة، حيث بادرت الجامعة بالترحيب بالشارقة وبمبادرات صاحب سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، معبرةً عن سعادتها بالشراكة مع بيت الشعر.

ثم ابتدأت القراءات الشعرية التي أحياها ضيوف المهرجان، حيث شكر الدكتور علاء جانب من مصر، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، على رعايته لبيوت الشعر في الوطن العربي، التي تمثل منبراً ثقافياً مهماً ينطلق من خلاله الشباب إلى مستقبل واعد.

وأعرب الدكتور علاء جانب أن المشاركة في هذا المهرجان أشعرتني بسعادة غامرة أولاً للقائي بأخوتي من المثقفين والأدباء السودانيين وثانياً لاستمتاعي بأصوات شابة جديدة في المهرجان، ثم تألق بقراءة قصيدته “عطرًا يمرُّ.. يرتّبُ الأشياءَ”:

تتأوّه الصحراءُ حين ترى فمي..
عطشاً فترفع كفّها استسقاءَ

والماءُ في شفتيك يمنع نبعه ..
عني العفافُ وما أجلَّ الماءَ

قد يمنح العطش الكريم لوردة
نُبْلاً.. فيُكسبها الذبول بهاءً !

ولربما صفت النفوسُ بدمعةٍ…
وتنفس الفرحُ الحنونُ بُكاءً

خمسون عاما شاب شعر عيالها..
وتناثرت أحلامها أشلاءً

لا الأصدقاء الأصدقاءَ .. ولا أنا ..
قلبي استمرّ محبةً ونقاءً

الشمس في المنفى تعيد حسابها..
وتبيع وهماً يخدع الفقراءَ

وصديقتي الحسناءُ تلفتني إلى
قمرٍ له من حسنه ما شاءَ

والطابعُ الأبويّ يقمع دهشتي..
بجمالها .. ويميتُ فيَّ رجاءً

أنا يا ابنتي .. عظْمُ المشاعر واهنٌ
مني وتاريخي يئنّ شقاءً

أما الشاعرة قمر الجاسم من سوريا، فقالت: “أنا سعيدة جداً بدعوتي إلى السودان للمشاركة في مهرجان الخرطوم للشعر العربي عبر برنامجه الشعري الحافل، حيث أن هذه المرة الأولى التي احضر فيها إلى السودان بهذه الدورة الثالثة لمهرجان الشعر العربي، ومن يسمع عن الدورة الثالثة يستشعر كأنه طفل صغير يحبو، ولكن مهرجان الخرطوم للشعر العربي اثبت كم هو كبير يكاد يفوق الكثير من المهرجانات المعمرة، وألقت قصيدة بعنوان “مِنْ وجهة نظر البحر”.

ثم قرأ شاعر أفريقيا محمد الأمين جوب “السنغال” مجموعة من قصائده وجعل من الحكمة والفلسفة طريقا للولوج لباب القصيدة:

غَدًا سَيَضْحَك من يبكي لعِلَّتِهِ
فَيَخْرُجُ الليْلُ من أدغال عزلته

والصَّاعِدُونَ عَلَى أَكْتَافِهِمْ حَجَرٌ
مُثَقَّلُونَ كَ” جِيفَارَا” بِثَوْرَتِهِ

مرتِّبُون لفوضى الأرض مُذ خُلقُوا
والغارقون جَمالاً ملء دهشته

تحلجوا في هُطُول الغيم
واتَّقَدُوا تَسامُحًا
و تغنوا تحت إمرته

مُجَازِفُونَ كَأَوْرَاقِ الخَرِيفِ وهُمْ
يُؤَثِّثُونَ اكْتِمَالاً فِي تَفتُّتِهِ

ماذَا إِذَا عَادَ سُورِيٌّ إلى بَرَدَى يَوْمًا
وَعَادَ عِرَاقِيٌّ لِدِجْلَتِهِ

وَقَفْتُ خَلْفَ جِدَارِ الكَوْنِ مبتهجا
يضمني كل قطر
عند غيمته

واختتم النهارية الشاعر عبد اللطيف بن يوسف من السعودية، ووقف على أرض النص القديم المتجدد، حاملاً ثقافته العميقة ورؤاه المتألقة:

أنا الرأي لكن القصيدة صعبةٌ
وقد نعتوني بالغوي المجدفِ

ولا شكَّ أيامٌ قضت كنت حينها
أمزق أشباحي بآيات مصحفي

كمن علموني أن أحب وغادروا
وما كل صبٍ من صبابته شفي

صعاليك عدائون مروا على النوى
خفافا وأهدوني سنان المثقفِ

ولكنني والحمدلله سيدٌ
وتدري تميمٌ أنني سيفُ خندفِ

فما المجد إلا كالهوى أوجع الهوى
متى قل حظي فيه زاد تطرّفي

ثم جاءت كلمة البروفيسور كمال عبيد لتؤسس لعلاقة متينة بين بيت الشعر والجامعة وتفتح شرفات أخرى للعالم مشيداً بمشاريع الشيخ الدكتور سلطان القاسمي الثقافية.

يذكر أن ثاني أيام مهرجان الخرطوم للشعر العربي بان كحقل من الحروف المضيئة محملاً بالإنسانية والإبداع، وكانت بدايته بزيارة لمنزل الشاعر الراحل الصاغ محمود أبو بكر، قام بها وفد الشارقة، الذي ضم كلاً من سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، والأستاذ محمد القصير مدير إدارة الشئون الثقافية بدائرة الثقافة، والأستاذ محمد البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، و الدكتور الصديق عمر الصديق مدير بيت الشعر بالخرطوم، ومجموعة من الشعراء الشباب.

شاهد أيضاً

مهرجان الشارقة القرائي للطفل يستضيف 3 مسرحيات

  يستضيف مهرجان الشارقة القرائي للطفل  ثلاث مسرحياتفي نسخته الـ15 التي تنظمها “هيئة الشارقة للكتاب” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *