الثلاثاء, 23 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / عمرو دهب: هذا ليس زمن الرواية

عمرو دهب: هذا ليس زمن الرواية

بدأ مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام موسمه الثقافي، مساء أول أمس، بمحاضرة للكاتب السوداني عمرو منير دهب بعنوان «هذا ليس زمان الرواية»، تناول خلالها موضوعات الرواية وأهدافها وظروف كتابتها.
قدمت الضيف جنات بومنجل، الباحثة بالمركز، بكلمة شعرية قائلة: «الكتابة تماماً مثل الحب، إبحار ضد التيار..»، وذلك بحضور منصور سعيد عمهي المنصوري، نائب سمو مدير عام المركز، ونخبة من الأدباء وجمهور من متابعي الفعاليات الثقافية بالمركز.
وتساءل المحاضر حول المقولة الشائعة: «هذا زمن الرواية»: أيهما أسبق المقولة أم الواقع الذي تشير إليه؟ ورأى أن الذين لا يوافقون على المقولة قلة، لا يكاد يُسمَع لهم صوت مؤثر، مبيناً أن عبارة «زمن الرواية» خلعت تأثيرها الساحر على جنس الرواية الأدبي وحظيت بهالة من التبجيل.
وذكر المحاضر أنه تناول في كتابه «تبّاً للرواية» ما قاله نجيب محفوظ حول القصة في منتصف الأربعينيات الماضية، حيث رأى أنها «شعر الدنيا الحديثة»، موضحاً أن تلك النبوءة «تأخرت أمام سطوة الشعر الغنائي العربي»، منوهاً برأي «الناقد البارز الدكتور جابر عصفور الذي أعاد صياغة العنوان بإيجاز بالغ على أنه نبوءة»، ثم عمل على صياغة مقولة «زمن القص» بدلاً من «زمن الرواية»، مع أن الشعر في رأي المحاضر «ما زال يظهر قدرة على دغدغة وجدان العرب، على الأقل في الحضور الجماهيري، في الندوات والاحتفالات والمسابقات على اختلافها».
وعرج المحاضر على المقالة وأهميتها، رغم تواضعها بين أجناس الأدب، مبيناً أن هذا التواضع «ليس بسبب قصور فني يحيط بها وإنما لإهمال النقاد لها. وأكد ذهب: «ليس مما يشغلني تنصيب سيد لفنون الأدب مكان سيادة الرواية المزعومة لزماننا الأدبي هذا، ولكن إذا اضطررت إلى ذلك فلن أتردد في تنصيب المقالة سيدة لهذا الزمان»، مستشهدا برسالة من محمود درويش إلى سميح القاسم جاء فيها: «يبدو لي، يا عزيزي، أن النثر هو ديوان هذا العصر، إذا أبقى التلفزيون له باقية!» ويعلق المحاضر قائلاً: إن التلفزيون منافس شرس للأدب المكتوب لا ريب، ولكن ما لم يدركه درويش أن التلفزيون نفسه قد بات يترنّح (أمام) وسائل التواصل الاجتماعي».
ولا يعترض المحاضر على مقولة «النثر ديوان العصر»، مرجعاً ذلك «لأكثر من سبب جوهري وموضوعي، وأهم تلك الأسباب يتعلق بالمعيار الذي يجعلنا ننسب زماننا الأدبي إلى جنس بعينه». ثم يعود ليؤكد أن المقالة هي الأكثر انتشاراً واستساغة، ليس بين عشاق الأدب فحسب، وإنما لدى كل القراء على اختلاف طبقاتهم وميولهم.
ولفت الكاتب إلى أن جائزة نوبل «رفيعة المقام، ولكن هذا لا يمنحها تفويضاً مطلقاً للحكم على مصير كل زمان ومكان أدبيين»، خاتماً محاضرته بقوله: «عصرنا هذا لم يكلف أحداً من الأدباء بمهمة تفكيكه وتشريحه لاستقصائه. كل ما علينا أن نعبر عن أنفسنا في خضم العصر، سواء برواية، أو قصة قصيرة، أو قصيدة، أو أغنية، أو حتى تغريدة لا تتجاوز مئة وأربعين حرفاً».

شاهد أيضاً

“اللوفر أبوظبي” يقدّم تجارب رائعة في عيد الفطر

  دعا متحف اللوفر أبوظبي زواره للانضام لمشاركة الاحتفال بأجواء العيد في ربوعه الجميلة. وتلتقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *