الجمعة, 29 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / دراسات وتقارير / شاعر سوري يُثير الجدل بـ “ابنة غير شرعية لمحمود درويش”

شاعر سوري يُثير الجدل بـ “ابنة غير شرعية لمحمود درويش”

سرقت مقالة الشاعر السوري سليم بركات المعنونة بـ «محمود درويش وأنا» («القدس العربي» 6 حزيران/ يونيو/ 2020) الأضواء من كبرى القضايا والأزمات الحارقة التي تشغل العالم والمنطقة، وباتت الشغل الشاغل لسكان مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حديث الصديق البارز لدرويش عن ابنةٍ للشاعر الراحل من امرأة متزوجة مجهولة.

«البوح» جاء في سياق سرد بركات لصداقة وصلت حدّ «تبنّي» درويش لسليم، كما جاء في الكتاب النثري «ذاكرة للنسيان»، الذي يوثق يوميات الشاعر الفلسطيني أثناء حصار بيروت عام 1983، والتباس العلاقة بين الصداقة والتبنّي، حيث يقول «لم يعد يعرف أين الحدُّ بين أن يراني صديقاً، أو يراني ابناً له»، هو الذي «تزوج مرتين ولم يُنجبْ، بقرارٍ قَصْدٍ في أنْ لا يُنجب». ومن هنا يدلف بركات لكشف السرّ «ألقى عليّ، في العام 1990، في بيتي بنيقوسيا ـ قبرص، سِرًّا لا يعنيه. كلُّ سِرٍّ يعني صاحبَه، لكن ذلك السرَّ لم يكن يعني محموداً. باح به بتساهُلٍ لا تساهلَ بعده». ثم أضاف قول الشاعر «لي طفلة. أنا أبٌ. لكن لا شيء فيَّ يشدُّني إلى أبوَّةٍ».

انتقادات لسليم بركات ودفاعات عنه

ويضيف الشاعر السوري الكردي الذي عمل سنوات إلى جانب درويش في مجلة «الكرمل»: «أنا لم أسأله مَنْ تكون أمُّ طفلته. امرأة متزوجةٌ، صارحتْه المرأةُ مرتين، ثلاثاً، في الهاتف بابنته، ثم آثرتْ إبقاءَ ابنتها أملَ زوجها». ويختم «محمود لم يسأل المرأةَ، حين انحسر اعترافُها، وانحسرتْ مبتعدةً في العلاقة العابرةِ، عن ابنته. أبوَّتُه ظلَّتْ تبليغاً موجَزاً من صوتٍ في الهاتف عن ابنةٍ لم تستطع العبورَ من صوتِ أمها إلى سمع أبيها».
ووفقا للقدس لعربي؛فإن الخبر أحدث صدمة لدى محبي الشاعر الفلسطيني، فانبرت الأقلام على الفور لتكذيب الواقعة، والهجوم على الشاعر السوري باتهامات تقول برغبته تسلّق اسم درويش، أو بمحاولة «قتل الأب»، إن جاء الانتقاد رحيماً، وصولاً إلى الاتهام بالإساءة إلى رمز وقضية. غير أن أغلب الكتابات نالت من المكانة الأدبية للشاعر السوري متخذة من «تقعّره» اللغوي دريئةً لوصفه بالمتكلف والمتصنع، على ما يقول الكاتب شورش درويش «طاول الأمر أدب بركات ونهجه اللغوي وكأنه بدأ يكتب بهذه اللغة المتكلفة منذ ربع ساعة، وبات تعريفه شاعراً كردياً يتصدّر المشهد فيما درويش شاعر القضيّة، فوق الهذر الصحافي في قضية الأبوة الملتبسة تكبّد مجتمع الكتاب والشعراء عناء إتحافنا بالواجبات الأخلاقية للفرد/الصديق» .
وإذا كان الشاعر العراقي سعدي يوسف دخل على خط الجدل مؤكداً «سليم بركات ما افترى على الله كذباً»، فإن الشاعر الفلسطيني حسن خضر يفسّر الواقعة بالقول «لا أتهم سليم بركات بالكذب، أو محاولة التشويه، ولكن أود التذكير بطريقة الذاكرة في الانتخاب والإقصاء، وطريقة محمود في التعبير عن أشياء كثيرة أحياناً بالمجاز، والمبالغة اللفظية، والسخرية الحقيقية، أو المُفتعلة، والاستغراق في لعبة الأضداد، ربما أسهمت أشياء كهذه، في جلسات حرّضته على بوح من نوع ما، في توليد قدر من سوء الفهم. فمن المُحتمل، مثلاً، تأويل اعتراف الأم بالابتزاز العاطفي. وقد واجه، فعلاً، حالات ابتزاز كهذه، وأشهدُ بأنني سمعت عنها منه».
لكن الجدل لم يتوقف عند مصداقية ما جاء في مقال بركات، فالبعض ذهب فوراً إلى البحث في معاناة الابنة المجهولة، إذ يقول الكاتب السوري الكردي هوشنك أوسي «لا أحد فكّر في تلك الفتاة التي أصبحت الآن صبيّة. لا أحد فكّر في استمرار معاناتها، وخوفها من الجهر بحقيقة أبيها. لا أحد فكّر بألم ومعاناة تلك المرأة التي من فرط افتتانها بدرويش نامت معه وهي على ذمّة رجل، وقابل الشاعر الكبير ذلك الكرم من تلك السيّدة، بتجاهله ابنته. بدلاً من الالتفاتة إلى الأمّ وابنتها، الكلّ سارع إلى التكذيب وإنقاذ درويش وكأنّه يشارف على الغرق! وكأنّه مدان أو في خانة قفص الاتهام! الحقّ أنه ليس بركات من وضع صديقه في خانة الاتهام، بل الذين نصّبوا أنفسهم محامي دفاع، وترافعوا عنه، عبر النفي والتنكيل ببركات، بتلك الطريقة الشعبويّة الهزليّة».
وفي وقت كتب الشاعر اللبناني عباس بيضون «السرّ الذي باح به بركات لم يستفز إلا الذين وجدوا فيه فقط زنا أو ما يشبهه. لم يجدوا فيه كما لاحظت تنكراً للأبوة، ولم يأخذوا هذا عليه». واعتبر بيضون أن رواية بركات ليست « سوى مدخل إلى سيرة شاعر وإلى حياته الشخصية. بل هي مدخل إلى حياة شخصية، أظن أن الجميع، ما عدانا، اشتغلوا عليها فيما يتعلق بمشاهير في الفكر والفن».
الشاعر اللبناني طالب أيضاً: «ما بدأه بركات يجعلنا نطالب بإتمامه والسير فيه، ليس فقط بخصوص درويش، ولكن بخصوص آخرين في حاضرنا وماضينا. أقول ماضينا وأعني ذلك تماماً» .
الشاعر والإعلامي اللبناني عبده وازن كتب على صفحته في فيسبوك: «كم أتمنى أن يتحقق كلام سليم بركات، وتطلّ علينا ابنة محمود درويش. ليس أجمل من أن يكون لشاعر في مرتبته ابنة، إنها حياة أخرى له».

شاهد أيضاً

“أكاديمية الشعر” توثق للأسماء الإماراتية في “شاعر المليون”

  صدر عن أكاديمية الشعر ، التابعة لهيئة أبوظبي للتراث، كتاب بعنوان “ديوان شعراء الإمارات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *