الخميس, 28 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / اديب سوري يتهم الكاتب الأمريكي دان براون بسرقة روايته

اديب سوري يتهم الكاتب الأمريكي دان براون بسرقة روايته

وجه الكاتب السوري نبيل نادر قوشجي، اتهاما صريحا للكاتب الأمريكي دان براون بسرقة محتوى نتاجه الأدبي.

وقال قوشجي إن ”دان براون في روايته (الأصل) الصادرة في أكتوبر/تشرين الأول 2017، سرق محتوى روايتي التي تحمل عنوان (أنا أعرف من قتلني) الصادرة عن دار القوشجي في دمشق في يناير/كانون الثاني 2016″.

وأشار قوشجي إلى أن التشابه واضح في حبكتي الروايتين وأن رواية براون مأخوذة من رواية ”أنا أعرف من قتلني“.

وتدور أحداث الروايتين حول رجل مرموق مصاب بالسرطان، يجهل أقرب الناس إليه إصابته ووصوله إلى مراحل متقدمة من مرضه، ليقرر فجأة أن يوقف العلاج الكيميائي ويستثمر موته الغريب تاركا أدلة على غموض نهايته، من خلال شريط مسجل.

ويتولى التحقيق في مصرعه الغامض شخص مقرب منه، ليكتشف أن الجهاز الذي حملت عليه الأدلة مقفل بكلمة سر، موجودة في مخطوط كُتِب يدويا، ويجاهد ليفك الألغاز ويكتشف أن كل شيء كان مدبرا من الشخص المرموق ذاته.

وفي الروايتين نلحظ الدور البارز للتقنية الحديثة في مسار الأحداث، وتسببها بمصرع الرجل المرموق، ودورها اللاحق في مساعدة المحقق على كشف أسرار مصرعه.

وقال قوشجي لـ“إرم نيوز“، إن ”هذا الملخص وسرد الأحداث يتطابق حرفيا في الروايتين؛ فالضحية في روايتي القاضي سليل الأسرة العريقة، يقابله في رواية براون، المهندس المرموق إدموند كريش، وهو في روايتي مصاب بسرطان الرئة، ولدى براون هو مصاب بسرطان البنكرياس“.

وأضاف: ”كلاهما في مراحل متقدمة من المرض، وكلاهما يقرران فجأة إيقاف العلاج الكيميائي، وفي تطابق مثير للريبة، كلا البطلين يقرران استثمار موتهما الغريب، إذ يسلط القاضي في روايتي أصابع الاتهام إلى محيطه، ويضع في طريق المحقق مسدسا مطبوعا بطابعة ثلاثية الأبعاد، وهو ما نراه في رواية الأصل، إذ قُتِل المهندس بمسدس مطبوع بطابعة ثلاثية الأبعاد“.

وتابع قوشجي سرد أدلته على التطابق بين الروايتين؛ مستغربا التماثل في مكان الحدث، إذ وُجِدت جثة القاضي في منزله تحت قبة سماوية تضاء في السقف، واستلقى جثمان مهندس براون أيضا في المتحف تحت قبة سماوية تضاء في السقف.

ومن أمثلة التطابق بين الروايتين، أن المحققين في كلا الجريمتين؛ شخص مقرب من الضحية، والجهاز الحامل للأدلة في العَملين مقفل بكلمة سر؛ وهو حاسوب شخصي في رواية قوشجي، وهاتف نقال ذكي في رواية براون.

وكلمة سر الجهاز الذكي في كلا الروايتين، موجودة في مخطوط كُتِب بخط اليد؛ هو مذكرات القاضي لدى قوشجي، في حين يحيلنا براون إلى ديوان شعر لبلزاك بخط يده. والمخطوطان في العملين مخبآن في عمود رخامي.

وقال قوشجي: ”يجاهد المحقق في روايتي ليفتح قفل الجهاز الذكي، ويكتشف أن كل شيء كان مخططا له ولا وجود لجريمة قتل وما حدث أقرب للانتحار، في حين يكتشف المحقق لانجدون في رواية (الأصل) أن المُخطِّط للجريمة هو حاسوب الضحية، بعد أن برمجه بنفسه للقيام بذلك“.

وأضاف مستنكرا: ”هذا التطابق في الحبكة الذي تم تمويهه بجعل أبطال القصة في رواية (الأصل) هم أسقف إسبانيا وولي العهد الإسباني، في حين كان أبطال روايتي التي صدرت أولا، المحيطين بالقاضي، ولم يقتصر التطابق على الحبكة بل تعداه لأفكار ثانوية، لكنها ظهرت فجة في السياق“.

ومن الأفكار الثانوية المتطابقة أيضا، تضخيم موت بطل القصة لكي يحدث التحقيق في مقتله الأثر المطلوب، ليتحول الموت إلى حدث جلل، لكشف جرائم وأسرار عدة وإيصال رسائل وأفكار محددة.

ونلمح في رواية قوشجي التركيز على حلم يؤرق القاضي؛ وهو حلم وفاة الزوجة والطفلين، وفي رواية براون نشهد الكابوس ذاته، إذ يلاحق الأميرال السابق المتقاعد لويس أفيلا، شبح حادث مصرع زوجته وأبنائه.

وأوضح قوشجي: ”في رواية (الأصل) لم يقدم براون ذكرا لأي اقتباس، تم أخذ الموافقة عليه، ما يوحي ضمنيا على الأقل، أن الاقتباس الحرفي والتطابق وحتى سرقة الحبكة، كان أمرا متعمدا، وختاما، أجمع عشرات الآلاف من قراء براون، على موقع (غودريدز) لتقييم الكتب على أن أسلوبه في هذه الرواية، كان مختلفا عن رواياته السابقة، وقيل إن هذا قد يكون نهجا مختلفا تماما عما يكتبه عادة“.

وليست المرة الأولى التي يواجه فيها دان براون اتهامات ”بالسرقة الأدبية“، وفي العام 2005، اتهمه المؤرخان مايكل بيجنت وريتشارد ليه، بسرقة أفكارهما، وأنه بنى بحثه في رواية ”شيفرة دافنشي“، على كتابهما ”الدم المقدس والكأس المقدسة“ الذي أصدراه عام 1982.

ويتبنى المؤرخان في كتابهما المذكور نظرية زواج المسيح من مريم المجدلية وإنجابهما طفلا، ما زال نسله مستمرا.

وفي العام ذاته، كسب براون قضية رفعها ضده الكاتب لويس بيردو، الذي ادعى أن رواية ”شيفرة دافنشي“ أعادت إنتاج عناصر من روايتين سابقتين له.

عن نبيل قوشجي

يحمل الكاتب نبيل قوشجي شهادة دكتوراه في علوم طب الأسنان من جامعة بروكسل، وماجستير في العلوم الطبية والصيدلانية، العميد المؤسس لكلية طب الأسنان في جامعة الشام السورية الخاصة.

حاز قوشجي عام 2001، على جائزة أفضل بحث في طب الأسنان في العالم، من IADR في أمستردام.

كتب قوشجي وترجم 19 كتابا طبيا، و3 روايات، وهو محكم دولي في 9 مجلات طبية عالمية تصدر باللغة الإنجليزية، وعضو هيئة تحرير مجلتين طبيتين محكمتين.

صدر لقوشجي رواية ”رحلة إلى المريخ“ بثلاث طبعات عربية وطبعة إنجليزية، ورواية ”أنا أعرف من قتلني“ بثلاث طبعات عربية، ورواية وادي السيلكون.

شاهد أيضاً

رمضان في نبض الشعراء :محمد الأخضر الجزائري في “امـلأ الـدنيا شعاعـا”

حظي شهر رمضان باهتمام كبير من قبل الشعراء الذين راحوا يتبارون في مدحه وتجسيد مشاعر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *