الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / “الشارقة للراوي” يؤكد على ضرورة احياء السير الشعبية

“الشارقة للراوي” يؤكد على ضرورة احياء السير الشعبية

كرّم سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة للنسخة الـ 17 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، أمس الأربعاء، في مسرح المعهد، الوفود والشخصيات المشاركة في فعاليات الملتقى الذي نظمه المعهد على مدار 3 أيام، تحت شعار “السير والملاحم”، وحلت فيه الكويت ضيف شرف، وشهدت العديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج تفاعلاً حيوياً لافتاً من محبي وعشاق التراث.

وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى: “كان الملتقى في نسخته الـ 17، شارقياً دولياً بامتياز، مع حضور عربي وعالمي كبير، وتآلف ودي مميز، وقد كنتم أيها الأعزاء نجوماً أضاءت لنا سماء التراث، وتعلمنا منكم الكثير بما يخدم البحث العلمي في التراث”.

ولفت المسلم إلى تميز كل الأنشطة والفعاليات، وأن حفل السمر كان إضافة فنية وترفيهية جميلة وممتعة، لها أثر إيجابي.

وأشار المسلم إلى أن الحضور العربي كان غنياً وكذلك الحضور الأوروبي خصوصاً التشيك والصقليون، وكل المشاركين تركوا بصمة إنسانية عميقة.

وتقدم المسلم بالشكر والتقدير إلى فريق العمل الذي أسهم مساهمة كبيرة في إنجاح هذه الفعالية العالمية الكبيرة، وختم كلمته بالقول: “إلى اللقاء في العام المقبل لنكون معاً بإذن الله مع شعار جديد ومضامين وآفاق جديدة للملتقى”.

من جانبها، قالت عائشة الحصان الشامسي المنسق العام للملتقى: “لقد عرفت الأمم والشعوب في تاريخها القديم الملاحم الشعرية التي تتغني بأبطالها الخارقين وبأمجادها، في مختلف بلدان العالم القديم، حيث توج الإنتاج الشعري بالملاحم، مثل جلجامش والإلياذة ومناس والكاليفالا وغيرها”.

توصيات الملتقى

– أهمية السير الشعبية والملاحم العالمية في توثيق وحفظ التراث الإنساني، لأنها تمثل الوعاء الذي لا ينضب، وما اختيارنا لهذا الموضوع شعاراً للملتقى إلا مؤشر حي على أهميتها وخلودها بين الأمم والشعوب.

– التأكيد على ضرورة إحياء تراث السير الشعبية التي اجتذبت الوجدان الشعبي العربي بشخصياتها التي أعتبرها مثلاً وقدوة ورمزاً يحقق القيم الدينية والقومية والاجتماعية.

– الإفادة مما حوته النصوص الملحمية والسير الشعبية من مخزون ثقافي وتراثي وتاريخ يوثق لحقب تاريخية موغلة في القدم.

– لفت انتباه المراكز البحثية والمعاهد التراثية والمؤسسات الأكاديمية إلى ضرورة العناية بهذا النوع من التراث الإنساني، دراسة وبحثاً وترجمة.

– إعادة الاعتبار إلى سيرنا الشعبية ونفض الغبار عن أجزائها المهملة أو المنسية، أو حتى تلك التي تم تناولها بأساليب وصور تفتقر إلى المراجعة والتمحيص في بعض جوانبها.

– إعادة نشر أمهات الملاحم العالمية والسير الشعبية التي لم تعد نصوصها موجودة أو متاحة للقراء على نطاق واسع.

– دعم وتشجيع الدراسات الأكاديمية والبحوث العلمية التي تعنى بتراث السير والملاحم.

إلى ذلك، شهد اليوم الأخير استكمال الندوة العلمية في يومها الثاني، حول السير والملاحم، الاستلهام والأثر، بالإضافة إلى مقهى الراوي ومقهى الملتقى، وبقية الأنشطة والبرامج في المواقع الخارجية التي لاقت تفاعلاً حيوياً من قبل الجمهور.

الندوة العلمية

واصلت الندوة العلمية التي حملت عنوان “السير والملاحم”، أعمالها في يومها الثاني، وتوزعت عبر أكثر من جلسة، حيث شارك في الجلسة الأولى، الدكتور بيرتي أنتونين، وتناول ملحمة الكاليفالا، التي تعتبر ملحمة الشعب الفنلندي ونواة هويته الوطنية، وأسطورة جماله، وتتكون من نحو 23 ألف بيت شعر، وهي تعني حرفياً أرض كاليفالا، أي فنلندا، وكاليفالا وفق الملحمة هو اسم الجد الأسطوري للعرق الفنلندي، وتتحدث الملحمة عن خلق الأرض والسماء والمخلوقات والنجوم، حيث يلتقي بطل الملحمة، بحسناء الشَمال، التي لا توافق على الاقتران به إلا بشرط أن يصنع لها من أخشاب مِغزلها قارباً، لكنه يصنع لها بدلاً من ذلك مطحنة هوائية ما يعني السعادة لتجلب لها الثروة والهناء.

أما عثمان حسين عثمان، من كينيا، فتحدث عن أشهر الملاحم الكينية التي ما زالت حاضرة في وجدان وذاكرة الشعب الكيني، وهي ملحمة أو قصة الأمير باكيفامبي وسوقط سلطنة ماندا، وأدار الجلسة الباحث الدكتور خزعل الماجدي.

وفي الجلسة الثانية، تحدث كلاً من مستشار التطوير في معهد الشارقة للتراث، الباحث عزيز رزنارة، الذي تناول السيرة الهلالية في قراءة مغايرة، واعتبر أن كل قراءة جديدة للسيرة الهلالية تفضي إلى أسئلة جديدة، وجاءت ورقته مليئة بالأسئلة أو التساؤلات التي فرضتها طبيعة المرحلة الحالية التي تعيشها وضعية الثقافة الشعبية في المغرب العربي، مثل: هل التاريخ يكتبه المنتصرون دائماً، هل كان هناك منتصر ومنهزم في مواجهة بني هلال مع سكان المنطقة الأصليين، كيف تم اندماج مجموعة قبلية ذات تقاليد عريقة رعوية ومتنقلة في مجتمع زراعي حضري، وغيرها من الأسئلة.

والدكتور فواز اللعبون الذي تناول سيرة عنترة بن شداد بين التاريخ والمتخيل، حيث حاول في ورقته فحص سيرة عنترة بن شداد الشعبية من خلال المصادر المتنوعة، والدكتور أحمد بهي الدين، الذي تحدث في ورقته عن تحليل ثقافي للسير الشعبية، مشيراً إلى أن الثقافة العربية حظيت بالكثير من السير الشعبية، وأن السيرة الشعبية استطاعت أن تتخذ مكانتها بين الأنواع الأدبية.

والدكتور سعيد يقطين، الذي تناول في ورقته البنيات النصية في السيرة الشعبية، مقاربة سردية نصية، حيث تناولت ورقته النص والتفاعل النصي، وتضمن رصداً لنص السيرة الشعبية، ومحاولة الكشف عن محددات نصيته وترابط بنيانه وانسجام عوالمه، كما وقف يقطين على البنيات النصية الأساسية اليت يتشكل منها النص، وتتبع العلاقة بين تلك البنيات من خلال مقولات التفاعل النصي وأنواعه.

7 دول تشارك في سوق الدمى والأقنعة

شاركت 7 دول في سوق الدمى والأقنعة، هي الإمارات ومصر، والسودان وساحل العاج والسعودية والبحرين وأرمينيا، بشكل أساسي، بالإضافة إلى مشاركة من دول أخرى.

وقالت شيخة الغفلي من الإمارات، حاصلة على ثلاث شهادات علمية إحداها في علم التراث الثقافي من معهد الشارقة للتراث، اسم مشروعي “تراثيات”: “قمت باختيار هذا الاسم كونه يشمل على جميع ما كان من التراث الماضي لأجدادنا، ودائماً ما تدور في ذهني مقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”: “من ليس له ماضي، ليس له حاضر ولا مستقبل”، ونحن ماضينا التراث ويجب أن نحافظ عليه، وهدفي من هذا المشروع هو أن يتعرف هذا الجيل بماضي آبائهم وأجدادهم، وأغلب تصميماتي أقوم بصنعها يدوياً بنفسي، وحقيقة هذه المرة الأولى التي أشارك في ملتقى الراوي، وسعيدة جداً بهذه المشاركة، وهدفي منها ليس تجاري أبداً، بل سعدت جداً بالتعرف إلى حضارات وثقافات البلدان الأخرى”.

أما إيهاب لطفي، فنان تشكيلي مصري، فقال: “قمت بعرض مجموعة من العرائس لكبار الفنانين بجمهورية مصر العربية، مثل نادية حسن مصممة العرائس، بعض الدمى المريونيت مثل شخصية بكار، بالإضافة إلى عرض بعض المشغولات التي تعتمد على خيال الظل، ووجود بعض الدمى شعبية، بالإضافة إلى بعض اللوحات تراثية، حيث أفادتني هذه التجربة باكتساب الصداقات من مختلف البلدان العربية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة ، ودولة البحرين، أرمينيا، والسعودية وغيرها، حيث تعتبر صناعة الدمى جزءاً من التراث والعادات والتقاليد المصرية، ويجب علينا جميعاً حماية هذه الحرف من الانقراض في ظل طغيان الصناعة الحديثة والألعاب التكنولوجية على سوق ألعاب الطفل.

مقهى الراوي

شارك في مقهى الراوي كل من الراوي الإماراتي، سالم الكتبي مستعرضاً أسماء الأماكن والمواضع في الشارقة، والأستاذ إبراهيم سند من مملكة البحرين متحدثاً عن أهمية ذاكرة الراوي من الناحية الصحية، مشيداً بأهمية التمور كنوع من الغذاء المهم لصحة العقل إذ يحتوي على السكريات، و أهمية الجلوس والتحدث مع الراوي وعدم تركه لفترات طويله لوحده، خاصةً أن هذه الكنوز البشرية الحية هم من كبار السن في معظمهم ولذلك وجب علينا الاهتمام بهم، أما الراوية مريم هلال تحدثت عن العادات والتقاليد في خياطة وحياكة الملابس في الزمن الماضي تحديداً أنها عاصرت خمسة أجيال وهي إلى اليوم تحافظ على هذه العادات والتقاليد، وأدار المقهى الأستاذ علاء ولي الدين.

مقهى الملتقى

استضاف مقهى الملتقى في ختامه الدكتور عائض الزهراني من السعودية والذي تناول مركز تاريخ الطائف في توثيق التاريخ الشفهي كتجربة في حفظ التراث.

من جانبه، تحدث الدكتور حمد بن صراي من دولة الإمارات العربية المتحدة عن تجربة الباحثة الإماراتية فاطمة المغني في رواية التراث وتوثيقه، أما الشاعر محمد نور الدين فتناول موضوع تقييم الرواة من خلال الشعر.

المساحة الخضراء

جاءت المساحة الخضراء لتكون المكان المناسب لرفع الطاقة والراحة التي تمد المشارك والباحث وبمزيد من الحيوية، نظراً لما توافر فيها من بيئة محفزة للعمل والأداء، وشهدت إقبالاً لافتاً من ضيوف الملتقى والمشاركين فيه وزواره، حيث وجدوا فيها ما يسهم في رفع الطاقة عندهم، كلما احتاجوا إليها، وهذه المساحة أو الغرفة الخضراء تم العمل على إنشائها من قبل معهد الشارقة للتراث، بهدف رفع الطاقة والحيوية لضيوف الملتقى، نظراً لما يتوافر فيها من مقاعد مريحة وصحية وأسرة معلقة تسهم في توفير الراحة ورفع الحالة المزاجية والنفسية بشكل جيد.

حفل السمر

شكل حفل السمر على مدار أيام الملتقى الثلاثة أحد العناوين والمحطات المهمة ذات الطابع الجمالي والفني والترفيهي، وتفاعل الحضور بشكل حيوي مع الفقرات التي شهدها حفل السمر في الأيام الثلاثة من الملتقى، وتنوعت الأعمال والفقرات والمشاركات في الحفل، حيث شملت عروض حكايات من السيرة الهلالية وعزف على آلة الدودك من أرمينيا، بالإضافة إلى عروض فرقة معهد الشارقة للتراث، وعرض حكاية من التراث الجزائري تخللها عزف على الناي، وعرض حكاية عن الزيناتي خليفة، بالإضافة إلى مشاركة مميزة من الفرقة الإيطالية والفرقة التونسية، كلها شهدت تفاعلاً حيوياً وإقبالاً كبيراً.

شاهد أيضاً

البيت العربي في إسبانيا.. تفوز بلقب شخصية العام الثقافية لـ”زايد للكتاب”

  كشفت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ 18، التي ينظِّمها مركز أبوظبي للغة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *