صدى الرّوح
قد غابَ عنّي أنّ قلبي لم يزلْ طفلاً
يهدهدهُ الصدى
و ظنَنْتُ أني قد كبرتُ كفايةً
كي أفهمَ الوجعَ المعشّشَ في الرؤى
في فسحةِ الأملِ الغريبِ كما الدجى
يا حاديَ الذكرى أَفِقْ
فالغيمُ أتعبَهُ السُّرى
و الشوق فينا يُحتَضَرْ
هذي القصائدُ كلُّها محضُ افتراءٍ ليسَ إلا. .
ما ليالي الشوقِ إلا كذبةٌ
هذيانُ أقلامٍ يؤرِّقُها الضّجرْ
ما منْ مطرْ
ما من ربيعٍ سوفَ يزهرُ في توابيتِ العيونْ
قِفْ بيْ على بابِ الندى
و اجمعْ أقاحي الحزنِ و انثرْ حبَّنا
علَّ الهوى يوماً سيثمرُ في مواويلِ العذابْ
علِّقْ على الشباكِ دمعاً و ابتسمْ
علِّقْ عليهِ الروحَ و استذكِرْ جراحكَ
حينَ يسكنُكَ الضبابْ
جرِّدْ حبالَ الموتِ من إيقاعها
علَّ السماءَ تصيرُ أقربَ من دمي
علِّقْ على الآهاتِ قنديلاً و أبحِرْ في السرابْ
كلُّ الجهاتِ تآمرتْ سرّاً عليكْ
كلُّ الذين تحبُّهم باعوا هواكَ و أغلَقوا بابَ العتابْ
و اللحنُ في شفتيكَ غابْ
فلِمَ البكاءُ على ظلالِ الغائبينْ
ملَّ الحنينْ
فاحملْ جراحَكَ و امضِ علَّكَ في المدى تلقى صداكْ
أسرِعْ خطاكْ