الثلاثاء, 23 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / بدور القاسمي: سأسعى مع زملائي في الاتحاد الدولي للناشرين على تعزيز التقارب بين الثقافات والشعوب

بدور القاسمي: سأسعى مع زملائي في الاتحاد الدولي للناشرين على تعزيز التقارب بين الثقافات والشعوب

أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس الاتحاد الدولي للناشرين «2021 – 2022» أنها مدينة بتنصيبها رئيسة للاتحاد الدولي للناشرين، لإمارة الشارقة وتجربتها الثقافية التاريخية بشكل خاص حيث شكلت منذ البدايات وجهةً لأبرز الأدباء والمثقفين العرب وحاضنة لطموحاتهم وتطلعاتهم وفاعلياتهم فقد كان الكتاب بفضل حكمة وعمق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رفيقاً للإمارة في كل خطوة من مسيرتها وكانت المعرفة العنصر الرئيس في كل معادلة في التنمية والتطور والتنوع والثقافة الاجتماعيّة وفي العلاقة مع المحيط والعالم.

وأضافت: «لقد ترعرعت في هذا المناخ وتشربته وبفضله تشكلت مفاهيمي وترسخت قناعاتي بأن صناعة الكتاب تقود بشكل أو بآخر كافة النشاطات الأخرى بل وتشكل ضماناً لنجاحها واستدامة نتائجها كما أنها المدخل الأساس لتجاوز الكثير من أسباب الفقر والأميّة والصراعات والنزاعات وتراجع التنميّة».

وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بمناسبة تنصيبها رئيسة للاتحاد الدولي للناشرين إن هذا المنصب يلقي على عاتقها مسؤولية المساهمة في تطوير قطاع النشر الدولي ومساعدة أعضاء الاتحاد الدولي للناشرين على تطوير أعمالهم ومواكبة المستجدات العالمية وتقريب وجهات النظر بين الناشرين ومختلف الجهات التي تؤثر على صناعة الكتاب.

وأضافت: «سأسعى مع زملائي في الاتحاد الدولي للناشرين على تعزيز التقارب بين الثقافات والشعوب والتركيز على الجوانب المشتركة وسنركز على ترسيخ ثقافة التعاون والشراكة والعمل لمواجهة تحديات صناعة النشر لتمكينها من أداء وظيفتها بوصفها أداة أساسية في تحقيق التنمية والازدهار».

ووجهت تحياتها لكافة العاملين في صناعة النشر والمعرفة في العالم أجمع كون هذه الصناعة لا تشبه أي صناعة أخرى فهي صياغة لوجدان الشعوب ومعارفها وخلاصة تجاربها فالكتاب هو رسالة أمة ترسلها للأمم الأخرى رسالة تقارب وتوافق على الطموح المشترك.. مضيفة: «لا ننسى أن صناعة النشر مرتبطة بشكل أساسي بالترجمة مما يجعل من مادة النشر لغة مشتركة بين الشعوب والثقافات».

وحول الدور المنتظر الذي ستلعبه الشيخة بدور لمعالجة قضايا صناعة النشر على المستوى العربي والإقليمي والعالمي، قالت: «لقد أثرت أزمة جائحة كورونا على صناعة النشر بشكل كبير وفي الوقت نفسه أتاحت للناشرين فرصة عظيمة لمراجعة نماذج العمل والتعمق في فهم التوجهات المستقبلية للتأقلم معها والاستعداد الجيد لها ومن هذا المنطلق سيكون دوري الأساسي في المرحلة المقبلة هو المساهمة في صياغة برامج وأفكار لمساعدة الناشرين على تخطي تحديات هذه الأزمة بأمان ثم الاستفادة من الدروس والانتقال إلى المستقبل بشكل تدريجي ومنتظم.. إضافة إلى ذلك هناك تحديات تقليدية مشتركة يواجهها الناشرون في كل مكان والرد على هذه التحديات يتمثل في الاستمرار وابتكار طرق ووسائل تؤدي إلى ازدهار صناعة النشر فعلى الرغم من السمة النبيلة التي تمتاز بها هذه الصناعة إلا أنها تخضع لقوانين السوق والعرض والطلب والتداول وتتأثر بالأحداث والطوارئ وبالسياسات والتشريعات الخاصة بكل بلد».

وأضافت سنعمل خلال السنوات القادمة واستكمالاً لجهود الرؤساء السابقين للاتحاد على التنسيق مع اتحادات وجمعيات النشر المختلفة لتعزيز مفهوم حرية النشر وتوفير كل الظروف التشريعية الملائمة لتطبيقه بدون شروط بجانب الدفاع عن حقوق الملكية الفكرية باعتبارها أهم ركائز النجاح في الصناعات الإبداعية كصناعة النشر وسنركز أيضا على تأسيس حلول فعّالة للتحديات الرئيسية التي يواجهها قطاع النشر من حيث الوصول للأسواق المحلية والعالمية والتسويق وإتاحة المزيد من الفرص أمام الناشرين لعرض إصداراتهم في المعارض والفعاليات الدولية.

وتابعت الشيخة بدور القاسمي: «سنطلق حوارات تتعلق بكيفية الحد من تكاليف النشر لتكون الإصدارات متاحة لكافة فئات المجتمع وفي الوقت نفسه تعود بالفائدة على الناشرين، وأنا على ثقة بأن هناك الكثير الذي يمكن عمله في هذا السياق بما في ذلك تعزيز الحوار مع الجهات الرسمية والخاصة ذات العلاقة بقطاع النشر.. فأمامنا خلال المرحلة المقبلة المزيد من العمل لتطوير وترسيخ حقوق الملكية الفكرية لأن الطباعة والتوزيع خارج الإطار القانوني للنشر تلحق ضرراً كبيراً بالناشرين والمؤلفين وجميع العاملين في هذه الصناعة».

وأشارت إلى وجود تحد خاص على المستوى العربي وهو ضعف حضور المنتج العربي عالمياً على عكس المنتج الأجنبي وخاصةً المكتوب باللغة الإنجليزية لأنها لغة مقروءة في معظم بلدان العالم لكن المنتج العربي لا حظوظ له عالمياً إلا إذا تمت ترجمته ومن هنا سنعمل على تسهيل عقود الترجمة وبيع الحقوق للمنتج العربي وذلك بالتوافق والتنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة، «وأنا على ثقة بقدرة الاتحاد والناشرين على مواجهة غالبية التحديات بالعمل المشترك وبالحوار المستمر الذي يخرج بنتائج عملية».

وحول الأثر الإيجابي الذي لمسته من مشاريع النشر الخاصة باللاجئين، قالت الشيخة بدور القاسمي إن الأثر المعرفي هو تأثير تراكمي بطبيعة الحال فقد لا تظهر نتائجه في البداية ولكنها في النهاية ستأتي قوية ومستدامة وذات فائدة كبيرة، مشيرة إلى أن الأثر المباشر الذي نلمسه عند توفير الكتب للاجئين هي تلك الفرحة التي على وجوههم عند حصولهم على أحد حقوقهم الأساسية وهو الوصول لمصادر المعرفة الذي يشعرهم بالمساواة بغيرهم وباهتمام العالم بمستقبلهم على وجه التحديد.

وأوضحت أن النزاعات والصراعات تثير في عقول ضحاياها وبشكل خاص اللاجئين مجموعة كبيرة من الأسئلة وحالة من الحيرة والقلق على مصيرهم وفي هذا السياق أثبتت القراءة قدرتها على معالجة الالتباسات الثقافية والمعرفية لدى اللاجئين بشكل عام والأطفال والشباب منهم بشكل خاص وساهمت في التأسيس لحالة الانسجام والتعايش مع المجتمعات المضيفة، كما أن القراءة وخاصة للأطفال تمكنهم من إطلاق العنان لخيالهم ليسافروا بعيدا عن واقعهم الحالي الصعب ويشجعهم على بناء تصورات جديدة لمستقبل واعد في عالم جديد فالأثر الأكبر هو الأثر التنموي حيث ستؤسس مشاريع النشر والقراءة الموجهة للاجئين لجيل يمتلك المعرفة ويدرك كيف يوظفها في العلوم والاقتصاد والآداب والابتكار وغيرها.

وفيما إذا ساهمت المشاريع الثقافية بالدولة في تشجيع الناشرين والكتاب دخول عالم صناعة النشر، أكدت الشيخة بدور القاسمي ذلك باعتبارها أحد أهم المحفزات الرئيسية لصناعة النشر فالمشاريع والبرامج والفعاليات الثقافية التي تطلقها الحكومات تشكل فرصةً لالتقاء الناشرين وعرض إصداراتهم أمام الجمهور وتوقيع اتفاقيات حقوق الملكية والتوزيع، ونأمل خلال المرحلة المقبلة أن نسهم في تعزيز هذا النوع من المشاريع بالتنسيق بين الاتحاد الدولي للناشرين والجهات المختصة في كل دولة.

شاهد أيضاً

فرنسا: فتح باب الترشح لجائزة الأدب العربي

  أعلنت مؤسسة /جان لوك لاغاردير/ الفرنسية، ومعهد العالم العربي بباريس، عن فتح باب الترشح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *