الجمعة, 29 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / زكي نسيبة : رؤية الشيخ زايد بتراثه الغني بالإنجازات أذهلت العالم

زكي نسيبة : رؤية الشيخ زايد بتراثه الغني بالإنجازات أذهلت العالم

ألقى معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الامارات العربية المتحدة محاضرة ثقافية ليلة أمس في معرض العين للكتاب حول أثر مدينة العين في التكوين الفكري للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وذلك ضمن البرنامج الثقافي لمعرض العين للكتاب .

حضر المحاضرة التي جاءت بعنوان “زايد والعين ..أثر المكان في وجدان القائد المؤسس” عدد من المسؤولين والمثقفين وجمع غفير من جمهور معرض الكتاب .

واستهل معاليه حديثه في المحاضرة التي قدم لها الإعلامي على عبيد بالقول ” أعتز وأتشرف بتواجدي معكم اليوم في هذا الحدث الثقافي الهام الذي يعنى بأثر مدينة العين في وجدان القائد المؤسس، محتفيا برؤية الشيخ زايد رحمه الله وبتراثه الغني بالإنجازات التي أذهلت العالم بأسره.. وأود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على استضافتي في هذه الجلسة القيمة ” .

وأضاف : “لو استعرضنا كلمات تفخر كافة الأمم بوجودها مثل: إنجازات، وتنمية، وبناء، وتمكين، وتعليم وغيرها الكثير، لوجدنا أنها وببساطة شديدة تلخص مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أقام دولة اتحادية متطورة ومتقدمة بكافة المقاييس، وقاد ريادتها لتحتل مكانة سائدة في مصاف الدول الأكثر تقدما في العالم.. ولا تكاد تذكر الدول ذات الدخل الفردي المرتفع ورفاهية العيش، إلا وتكون الإمارات في طليعتها.. كل هذا وأكثر بفضل جهود الشيخ زايد رحمه الله وإيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب وأن لشعبه وبلاده القدرة على تحقيق المستحيلات “.

وذكر معالي زكي أنور نسيبة في حديثه قائلا ” عندما نريد الكلام عن العلاقة الحميمة التي كانت تربط الشيخ زايد رحمه الله بمدينة العين وبالمنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي، علينا أن نصورها على أنها كانت علاقة عشق وشغف ومحبة، رافقته رحمه الله طوال مسيرته التاريخية.وكما جاءها طفلا صغيرا برعاية أم حنون أتت به لكي تجد الامن والأمان في واحاتها الخضراء الجميلة، بقي على مر السنين، وبالرغم من مشاغله الجسيمة، يتردد عليها، ويتغنى بمفاتنها، ويحرص على نموها وازدهارها، وتأمين ارقى معايير العيش الكريم لسكانها.

وقال : بقدر اهتمامه الكبير بتنمية العين وتطويرها، للانتقال بها من قساوة العيش والحاجة، إلى مصاف المدن العصرية الحديثة في زمن قياسي، حرص الشيخ زايد بنفس الوقت ان تحافظ المدينة في تنميتها الحضرية على خصائصها العمرانية التراثية، بحيث لا ترتفع فيها ناطحات سحاب تحجب النظر عن أشجار النخيل الزاهية في الأفق ، او عن كثبان المدينة الرملية الذهبية، وعن تضاريس جبل حفيت الشاهقة.

وأضاف : حرص كذلك رحمه الله على حماية واحات العين الرئيسة ومواقعها الاثرية في قراها المتناثرة، من تداخل التوسع العمراني الحثيث داخل تلك الواحات والمواقع.. هذا الحرص على مراعاة التراث الحضري برغم سرعة وتيرة التغيير والنمو في جميع المرافق والبنى التحتية دفع بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو لادراج المدينة في التاسع وعشرين من يونيو 2011 على لائحة مواقع التراث الإنساني العالمي.

وذكر معاليه أن اختيار مدينة العين، أتى كما خطط لها الشيخ زايد، واستمر على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، لتميز المواقع الثقافية فيها، وبشكل خاص الأهمية الجيولوجية والأثرية والتاريخية لجبل حفيت، وحضارة هيلي، وبدع بنت سعود، ومناطق الواحات، ونظام الأفلاج، التي تعطيها الكمالية والتنوع التي يصعب تواجدها في مواقع أخرى من هذا النوع في العالم.

وأوضح أن المغفور له الشيخ زايد رحمه الله هو اول من تجول في تلك المواقع وحدد حيثيات مواقع الحضارات القديمة لبعثات الآثار في خمسينات القرن الماضي أثناء ترحاله الدائم في صباه في كل المناطق المحيطة بالواحات، في رحلاته الدؤوبة للاطلاع على شئون شعبه وللقنص والاستكشاف ..مشيرا إلى أن بعثة اليونسكو التي أتت بدعوة من هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث لتقيم مدينة العين كموقع مرشح على لائحة التراث الإنساني أبلغت المسئولين آنذاك ان المدينة بأكملها عبارة عن متحف حضاري وثقافي.

وقال معاليه : عمل الشيخ زايد رحمه الله على إنشاء أول مدينة ألعاب عالمية كموقع ترفيه مثالي، وأول حديقة حيوانات، وأول متحف أثري، أمر دائرة الثقافة بالإمارة آنذاك – وكنت اعمل فيها، ببنائه في العام 1971، هو “متحف العين الوطني” الذي يقع بالقرب من قلعة الشيخ سلطان، وهو أقدم متحف في الدولة وأراده أن ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما “قسم لآثار” الذي يقدم للزائر نبذة شاملة عن عادات وتقاليد البلاد، كما يحكي تاريخ أوائل الناس الذين سكنوا المنطقة قبل أكثر من 8000 عام .. وقسم آخر يستعرض تاريخ حقبة ما قبل النفط، وعرضا لمهنة صيد السمك، والغوص بحثا عن اللؤلؤ، بالإضافة إلى عرض للآلات الموسيقية والمشغولات الفنية.

وأضاف : يأتي ذلك كله قبل أن تنتهي أعمال البنى التحتية التي كانت المدينة بأشد الحاجة اليها، إيمانا منه بأن المرافق الاجتماعية والحضرية والثقافية، التي تعنى براحة المواطن والزائر، وتحافظ على الثروات الطبيعية والبيئية، وتعرف المواطن والزائر بتراث الوطن، يجب أن تكون أيضا في أعلى مراتب أولوياته .. منوها إلى أن الشيخ زايد كان يحرص منذ سبعينات القرن الماضي ان نرافق جميع زوار الدولة من الملوك ورؤساء الدول وكبار المسئولين الى مدينة العين كجزء رئيس من برامج زياراتهم الرسمية.

وأكد معاليه أن اهتمام الشيخ زايد رحمه الله بالزراعة وبشجرة النخيل، وحرصه على محاربة التصحر، وتوسيع الرقع الخضراء، والعمل على تحقيق الأمن الغذائي، مع المحافظة على البيئة، أصبحت اليوم جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الشعبية لدولة الامارات، وهو نهج يسير على هداه الجيل الحالي من قيادتنا الرشيدة.

وقال معالي زكي نسيبة : لا استطيع أن أنهي مداخلتي حول أثر العين في التطوير الفكري للشيخ زايد رحمه الله دون أن أتطرق إلى الحديث حول رؤيته للتعليم ..لقد قطع المغفور له الشيخ زايد على نفسه عهدا بأن يكون التعليم كالماء والهواء، فالتعليم في فكر زايد كان نافذة وعتبة مهمة من عتبات الثقافة والفكر، وقد أصر على التعليم الإجباري والمجاني من الريف إلى الحضر، واستطاع خلال 30 عاما أن يمحو الأمية بالكامل في دولة الإمارات.

وأضاف : كان التعليم العالي بمفهومه الحالي هو الآخر حلما بعيد المنال، ولم يكن هناك خيار أمام القائد الذي اختار العلا طريقا ومنهجا لبناء شعبه على أسس حضارية عريقة إلا أن يدشن جامعة الإمارات العربية المتحدة، ففي سيوح منطقة عود التوبة بالعين اختار زايد تلك البقعة لأن تكون مركزا للإشعاع الحضاري والفكري على صعيد الدولة والمنطقة بل والعالم، كان يؤمن بأن جامعة الإمارات ستكون قاطرة التنمية البشرية في الدولة، وهيأ الشيخ زايد لهذه الجامعة أسباب النجاح، بل شرفها بأن حدد رسالتها وأهدافها بنفسه، وأكد على أنها جامعة عربية إسلامية تغرس القيم وتعزز ثوابت الأمة، وتصقل قدرات الشباب، وتكسبهم مهارات العصر، وتؤهلهم لخدمة مجتمعهم.

وختم قائلا : ندعو العلي القدير أن يسدد خطانا لكي نسير على نهج زايد في مدينة العين وفي جامعته العتيدة التي اتشرف اليوم برئاستها لنكمل معكم رسالته الخالدة.وام

شاهد أيضاً

فهد رميض الشمري في ذكريات رمضانية :أول يوم صوم في طفولتي كان”فاشلاً”

تفتح وكالة أنباء الشعر العربي نافذة يومية، تحاور فيها الشعراء والشاعرات عن ذكرياتهم الجميلة مع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *