الخميس, 18 أبريل, 2024
الرئيسية / قصائد الشعراء / صواعك في دمي/ سناء مصطفى

صواعك في دمي/ سناء مصطفى

رحَلْتُ وفي دمِى يومًا
حقائبُ أنتَ ساكِنُها
لأنِّي خِفْتُ أن أنسَى
ملامحَ وجهِك المُلْتاعْ.
*****
حَمَلْتُكَ سُكَّرَ الكعْكِ
الذي نَقَشَتْهُ لي أمِّي
وخاتمَ عمريَ الممتدِّ
من سقفِ الرضا والنورِ
حتى سقْطَةٍ في القاعْ.
*****
حَمَلْتُكَ قاضيًا وقَفَتْ
بساحةِ حُكْمِهِ أُمَّانِ
تلك تشدُّ نِصْفَ الطفلِ
والأخرى تمزِّقُهُ إلى أرباعْ
*****
حَمَلْتُكَ واضحَ التأويلِ
عند الجهر والنجوى…
جناحُك خنجرٌ بيني
وبين الريحِ إن جاءتْ
تمدُّ إلىَّ ألف ذراعْ.
*****
حَمَلْتُكَ في المطاراتِ
الجوازاتِ التى تنكبُّ تفحَصُها
عيونُ الضابطِ المهمومِ بالتفجيرِ
تصرخُ طلقةً شَذَّتْ عن الإيقاعْ.
*****
حَمَلْتُكَ جَدَّةً تحكي عن الأمراءِ والفرسانِ
تدخل في مساءاتي..
صلاحَ الدين مهزومًا
ترفرفُ شَهْقَةً تنعِي إلى الشهداءِ ثورتَهم..
فتسقطُ من رُبَى الجولانِ- وحدك –
فوقَ صنعاءَ التي تبكي على كَتِفَيْكَ
تغسلُ وجهَها المحمومَ مرَّاتٍ
بدجلةَ ..ثمَّ – مُنكسرًا- تغوصُ بهُوَّةِ الأوجاعْ.
*****
حَمَلْتُكَ في مسامِّ الروحِ أين ذهَبْتُ
أحبارًا تحاصرني…
مجازًا يقذفُ النيران في أوراقيَ الخضراءِ
يأمرُ حرفَهَا فَيُطاعْ.
*****
هربنا من مصائرنا…
أنا أمضي بلا وطنٍ يرافقُ ظِلِّيَ المنشقَّ في سفري….
وقلبُ حقيبتي وطنٌ بلا أتْباعْ.

شاهد أيضاً

بيروت تُسَرِّحُ حزنها … قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي

ماذا هناكَ الآنَ؟ يسألُ كاسَهُ ويشدُّ عن غبَشِ السُّؤالِ نعاسَهُ ويقولُ: يا بيروتُ، طاولةُ الهوى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *