الجمعة, 19 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / أمسية شعرية زاهية في بيت الشعر بالشارقة

أمسية شعرية زاهية في بيت الشعر بالشارقة

نظم بيت الشعر بالشارقة، الثلاثاء، في قصر الثقافة أمسية احتفت بثلاثة وجوه شعرية، وهم د. سعد الدين كليب ومحمد العثمان من سوريا، و د. عارف الساعدي من العراق،. بحضور محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وقدم الأمسية الإعلامي السوداني عصام عبدالسلام.
وغرد الشعراء المشاركون على غصون القصيدة، فشنفوا أسماع الحاضرين بأجمل الأنغام، وعطروا الأجواء بأريج المعاني، وقال محمد البريكي: «استطعنا من خلال هذه الأمسية أن نستعيد الزمان من خلال المكان، فهذه القاعة شهدت في يناير/ كانون الثاني 2020 أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي، وها هي تشهد أمسية شبيهة بأمسيات المهرجان من حيث الحضور الكبير، وانتقاء الشعراء الذين استطاعوا بحضورهم من حشد الذائقة وإغرائها على الحضور».

افتتح القراءات الشاعر د. سعد الدين كليب الذي ابتدأ بقصيدة منحازة للوطن/ الحجر/ البيت/ التراب، في أبيات تجلى فيها عشق الوطن شعراً نديّاً، يقول من قصيدة «تطريز شامي»:
قلبي على حجرٍ في الشام سكناهُ
لو لم يكن حجراً، كنا عبدناهُ
قال النبيّون هذا كوكبٌ عجبٌ
يا ليتهُ بلدٌ يدنو فنحياهُ
فكانَ ما كانَ مما لم يكن قدراً
فسيفساءٌ، بروح الشرق تيّاهُ
أعقبتها قصيدة أثارت فيها الذات الشاعرة تساؤلات وجودية غارقة في التيه والوحدة والحيرة، الذي يحيلنا للفراغ/ العدم/، في وقفة يقفها الشاعر على حافة ذاته متأملاً ضياعها، يقول الشاعر:
وماذا سوف أفعل هكذا وحدي
بوادٍ غير ذي زرعٍ
أجدّف دونما أفقٍ
وأخبطُ تائهاً توّاهْ
هنا لا شيء أفعلهُ
هنا لا شيء غير الأبيض المسفوحِ
أسقط في حُميّاه
ويصلبني على حُمّاهْ
كأني لم أكن من قبل
الشاعر د. عارف الساعدي ابن الأنهار، وشقيق الحزن، الذي افتتح قراءاته بحكاية النهر الذي غدا رمزاً جسّد أوجاع الشاعر التي يهرب منها إلى محاولة التقاط الجمال من حوله يقول:
منذ أن قيل حزنُه لا يُجارى
ذرف النهر دمعه وتوارى
واختفى العشب من يديه وتاهتْ
ضحكاتٌ على شفاه الحيارى
أيقظِ النهر مرةً بعد أخرى
فنعاس الأنهار شيبُ صحارى
كما قرأ الساعدي بعدها مقطعاً من «مدونة إعرابي»، ثم سافر بالحضور في مخيلة الرسام الذي ينظر للعالم من خلال لوحته محاولاً هدم واقع يرفضه ورسم واقع يشتهيه، إلا أن عوالمه تداخلت وتمازجت حتى تلاشى الخط الفاصل بين الواقع والخيال، يقول من قصيدة «ما لم يقلْهُ الرسام»:
رسمت غيماً ولم أرسم له مطرا
لكنّه كسر اللوحات وانهمرا
وفزّز الماء طيناً كان مختبئاً
في لوحتي، ناطراً في صمته المطرا
وكان في الطين حلْمٌ، لو منحت له
وقتاً نديّاً لكانت لوحتي شجرا
لكنه اختلطت ألوانُنا فإذا
هذا الرماديُّ ليلاً يصبغ الفقرا
اختتم القراءات الشاعر محمد طه العثمان الذي افتتح قراءاته بقصيدة مثقلة بالوجع، ومضمخة بدموع الأمهات، عبر «بريد الثكالى إلى الحرب»، يقول:
(الغناءُ) بريدُ الشعوب إلى الوقتِ
حين تطولُ بها الحربُ
وهْو بريد الثكالى إلى الله
حين يحاصرهنّ الحنينُ لأبنائِهِنَّ
بلا أيِّ جَدوى
وحينَ تهمّشُ عذرية «القصفِ» سادية الأعْدِقَاءْ
بعدها وجه العثمان رسالة إلى شاعر بدائي، تنمّ أبياتها عما يجول بخاطر الشعراء منذ الأزل من فخر بأنفسهم وشعرهم، في محاولة انتقاد مبطنة لهذا الواقع، ثم وقف بين يدي المعري في نص جاء فيه:
لأنـني الريح.. لا أحبــو على زلـلٍ
ولن يُـوَسّدَ في أبْـعـاديَ الدنسُ
ها قد وقفت على الأعتاب مبتـهلا
روحي مَعَرّيَة، والقلب مُخـتـَلسُ
وكرم محمد البريكي المشاركين في الأمسية.الخليج

شاهد أيضاً

الإمارات : إنطلاق مؤتمر الترجمة الدولي الرابع بمشاركة أكثر من 25 دولة

  بمشاركة باحثون وخبراء من أكثر من 25 دولة انطلقت، اليوم، فعاليات مؤتمر الترجمة الدولي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *