الجمعة, 29 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / كتاب جديد يساعد على فهم إيقاعات الشعراء

كتاب جديد يساعد على فهم إيقاعات الشعراء

 

اهتمام بمدخل استيعاب أوزان الشعر وتحولاتها في فهم الشعر والإيقاع، يحضر في كتاب جديد للناقد والشاعر صلاح بوسريف، صدر عن دار القلم العربي للنشر والتوزيع، بعنوان “أوزان الشعر وإيقاعاته”.

ووضع هذا الكتاب “أوزان الشعر وإيقاعاته ملء يد الدارسين أو التلاميذ والطلبة، الذين يسعون إلى خوض بعض مضائق الشعر، ليس في ما يحمله من مجازات، بل بما فيه من أوزان وإيقاعات، وما (…) فيه من بناء، وما جرى من هدم”.

ونبه بوسريف إلى أنه “حتى عندما نكون غير عابئين بأوزان الشعر، ولا بما اقترحه الخليل من قواعد واشتراطات، فمعرفتنا بالأسس التي عليها كان يقوم علم العروض، وما صاحب ذلك من تحولات وبدائل، هي من الشروط التي لا يمكن بناء معرفة شعرية حديثة دون معرفتها، ووعي مشكلاتها”.

وتابع: “الذين يذهبون اليوم إلى الإيقاع، بكل هذا اليسر، لا يدركون أن العَروض هو أحد مكونات الإيقاع، وأن التفكير في إبدال شعري لا يمكنه أن يتم دون العودة إلى ما كان أساس هذا البناء كله”؛ فـ”معرفة أوزان الشعر وما حدث من تحولات إيقاعية هي من بين مداخل المعرفة بالشعر”.

وذكر الباحث أن النداء الذي دفعه إلى خوض غمار إعداد هذا العمل كان “تعليميا بالأساس”، وحاول فيه أن يكون “أكثر اقترابا من الدارس الذي يريد معرفة “الأسس”.

هكذا، كرّس الكاتب المقطع الأول من الكتاب لـ”أوزان الشعر”، أي بالقواعد التي استنبطها الخليل الفراهيدي ثم من أتى بعده من المهتمين بهذا العلم، فيما اهتم المقطع الثاني من الكتاب بـ”إيقاعات الشعر” التي وقف فيها عند لحظتين أساسيتين، هما لحظة “الشعر الحر” ولحظة “الشعر المعاصر”.

وفسر بوسريف تقسيم المقطع الثاني بسعيٍ إلى “وضع الدارس أمام لحظتين اختلفتا من حيث المنطلقات والأسس؛ ففي اللحظة الأولى، كان المشروع النظري لعروض الشعر الحر كما عملت نازك الملائكة على تكريسه هو الأساس في عملنا، لأن نازك الملائكة حرصت على أن تكون الأسس النظرية لعروض الشعر الحر ذات صلة بـ”أوازن الشعر” العربي القديم، أي بما عمل الخليل على وضعه من قواعد. وهذا ما جعل من عملها يبقى مشدودا، رغم ما تعرّض له نظام الشطرين من تفتّت، إلى الماضي، أي إلى “الأصول” التي تعود في أساسها إلى عمل الخليل (…) القافية عندها ستظل ذات أهمية قصوى في هذا الشعر رغم جدته. لكن حين تذهب إلى الشعر المعاصر تتغير وضعيات هذا الشعر، وتصبح هذه القوانين، وغيرها، مما ذهبت إليه، محض هباء”.

هذه اللحظة الثانية أقدم فيها الشاعر على “تفتيت نظام الوقفات الثلاث، وعلى استباحة استقلال الشطر، حيث أصبح التدوير أحد المكونات التي تحكم نظام الشعر المعاصر وبناءَه”.

ولا يدعي الكتاب الإحاطة بكل أشكال ومقترحات الشعر المعاصر؛ لأن منها الذي “لا يزال النقد، وحتى البحث الأكاديمي، قاصرا عن مقاربته. فما يجري من تغيرات في إيقاع الشعر هو في جوهره تغيرات ولو في صيغتها الجزئية، تمس البنية الفكرية للإنسان العربي”، وهي بنية “لا تزال في أغلبها مقيمة في الاستقرار والثبات؛ أي القاعدة والنمط”.

شاهد أيضاً

فهد رميض الشمري في ذكريات رمضانية :أول يوم صوم في طفولتي كان”فاشلاً”

تفتح وكالة أنباء الشعر العربي نافذة يومية، تحاور فيها الشعراء والشاعرات عن ذكرياتهم الجميلة مع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *