الثلاثاء, 16 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / دراسات وتقارير / الإمارات الأولى عربياً والعاشرة عالمياً في عدد عناصر التراث الثقافي المسجلة في اليونسكو

الإمارات الأولى عربياً والعاشرة عالمياً في عدد عناصر التراث الثقافي المسجلة في اليونسكو

 

في إنجاز ثقافي كبير يُواكب النهضة الحضارية لدولة الإمارات في مختلف المجالات ووصولها للمريخ والقمر، كشفت أحدث إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في ديسمبر (كانون الأول) الحالي عن تصدّر الإمارات كافة الدول العربية في عدد عناصر التراث التي اعترفت بها اليونسكو وأدرجتها ضمن قائمتها الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي للبشرية، لتصبح الإمارات في المرتبة العاشرة عالمياً في هذا المجال مُتفوّقة على العديد من الدول والثقافات والحضارات العالمية.
وعلى الرغم من أنّ دولة الإمارات بدأت سلسلة نجاحاتها منذ العام 2010 حينما تمّ تسجيل أولى ركائز تراثها لدى المنظمة الدولية، إلا أنّها نجحت خلال فترة قياسية وعلى مدى 12 عاماً فقط في تسجيل 13 عنصراً في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، باعتبارها تراثاً ثقافياً إنسانياً يهم البشرية كافة، وهي: الصقارة، السدو، تراث الإبل، نُظم الأفلاج، التغرودة، العيالة، العازي، الرزفة، القهوة العربية، مجلس الضيافة، النخلة، إضافة للتلّي، وحداء الإبل اللذين تمّ إدراجهما مؤخراً قبل أيام، لتُصبح الإمارات بذلك الأولى عربياً والعاشرة عالمياً في عدد عناصر التراث الثقافي المسجلة لدى اليونسكو.
وتوّج إدراج هذه العناصر التراثية الإماراتية الأصيلة في اليونسكو مسيرة طويلة في مجال تسجيل مُقومات تراث الدولة وإحيائه وتوثيقه واستدامته، باعتباره إرثاً حضارياً وثقافياً يجب الحفاظ عليه للأجيال المُقبلة، حيث شهدت الإمارات في العقود الماضية تحوّلاً مُهمّاً في إطار نجاح استراتيجية إحياء التراث الثقافي عبر تنميته والعمل على استدامته، وتعزيز الجهود للحفاظ على هوية وثقافة شعب الإمارات التي أرسى دعائمها المؤسس المغفورله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ونجح خبراء التراث الثقافي الإماراتيون في إنجاز قوائم لجرد العشرات من عناصر التراث غير المادي، وذلك ضمن الإجراءات والمُتطلبات والمعايير الدقيقة التي تفرضها اليونسكو لاعتمادها، إذ يستغرق إنجاز ملف كل عنصر منها عدّة سنوات ويتطلب جهوداً مُضنية ومكثفة.
ووفقاً لمنظمة اليونسكو، فإنّ التراث الثقافي غير المادي، هو التراث الحي للإنسانية، وهو يشمل مُجمل الأشكال التعبيرية والعادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية والمعارف والمهارات التي ورثها الآباء عن الأجداد. وهو يُشكّل عاملاً مهماً في الحفاظ على التنوع الثقافي في مواجهة العولمة المتزايدة، فضلاً عن القيمة الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي ينطوي عليها نقل المعارف من جيلٍ لآخر.
وحول عنصري التراث الثقافي الإماراتي اللذين تمّ تسجيلهما في ديسمبر (كانون الأول) 2022 بقائمة التراث الإنساني، تصف منظمة اليونسكو حداء الإبل بأنّه هو أحد أشكال التعبير الشفهي المتعدد الأصوات ويُرافقه عزف الرعاة على آلات موسيقية أو حركات يؤدونها من أجل التواصل مع إبلهم. ويستمد هذا الشكل من التعبير الإيقاعي إلهامه من الشعر، ويستخدم الرعاة مجموعة خاصة بهم من الأصوات التي اعتادت عليها الإبل. ويمكن استخدام الحداء أيضاً من أجل جمع الجِمال بسرعة في حال وجود خطر مباشر. ويجري تناقل هذه الممارسة ضمن العائلات وهي تساعد على إقامة علاقة قوية بين الإبل ورعيانها وبين الرعيان أنفسهم.
أما التلي فهو حرفة يدوية تقليدية تُمارس في مناطق مختلفة من الإمارات، وتقول منظمة اليونسكو في بيان الاعتراف بالتلي تراثاً إنسانياً، إنّ هذه الحرفة التقليدية تُنقل بشكل غير رسمي من الأمهات إلى البنات، وكذلك بشكل رسمي من خلال الدورات التدريبية وورش العمل التي تُعقد في المدارس والجامعات ومراكز تطوير التراث. كما ويتم الترويج لهذه الممارسة الحرفية أيضاً خلال الفعاليات والمهرجانات والمسابقات المُختصّة التي تُنظّمها المؤسسات الحكومية. وتُضيف المنظمة الدولية أنّ النساء تلتقي في البيوت والأحياء السكنية لتضفير التلي مما يُعطيه بُعداً اجتماعياً كونه يوفر فرصة للتفاعل الاجتماعي وتبادل ونقل المعرفة بين الأجيال. كما وتعمل هذه التجمّعات أيضاً كمنتديات ثقافية لتبادل الحكايا والأمثال الشعبية والأشكال اللفظية الأخرى للتراث الثقافي غير المادي للإمارات.

شاهد أيضاً

مشاركة مميزة لجمعية الناشرين الإماراتيين في معرض بولينا لكتاب الطفل

  استمراراً لجهود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسِّسة والرئيسة الفخرية لجمعية الناشرين الإماراتيين، الموجَّهة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *