السبت, 20 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / تواصل الأمسيات الشعرية والندوات الفكرية في مهرجان الشارقة للشعر العربي

تواصل الأمسيات الشعرية والندوات الفكرية في مهرجان الشارقة للشعر العربي

تواصل الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الشارقة للشعر العربي فعالياتها، بمشاركة نخبة من شعراء الوطن العربي، حيث شهدت الفعاليات إقامة ندوات فكرية وأمسيات شعرية انطلقت الاثنين الماضي.

وكانت قد شهدت الأمسية الشعرية الثالثة في قصر الثقافة ، والتي حضرها سعادة عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، مشاركة الشاعر العماني حسام الشيخ رفقة الشاعرة روضة الحاج من السودان، وهزبر محمود من العراق، وطلال الجنيبي من الإمارات، وحوراء الهميلي من السعودية، ومولاي علي ولد الحسن من موريتاتيا، ورابح فلاح من الجزائر، وأدار الأمسية الشاعر السعودي مفرح الشقيقي.

وقدم الشاعر العماني حسام الشيخ عددا من قصائده الشعرية التي تفاعل معها الحضور، ناقلا تجربته حيث تنوعت القصائد الملقاة بموضوعاتها ومضامينها، وفيما كانت تصغي إلى صوت الذات فإنها كانت تطرق أبواب الحنين وتستدعي فرح الحياة بلغة شفيفة ودافئة رسمت لوحة شعرية حملت في داخلها كل الألق والتميز.

ومن قصيدة «وأما الجدار» قال «الشيخ»:

هل كنت صوتا من الغيب البعيد أتى

لما تلفت لكني لم أجد جهة

مررت بالحقل كان السور مهترئا

بجانبيه وكان الجوع قد نبتا

وعقب الأمسية وقع الشاعر السعودي حسن الزهراني ديوانه «سرنمة» الحائز على جائزة الشارقة للشعر العربي 2023 ضمن «مهرجان الشارقة للشعر العربي» في دورته التاسعة عشرة، وجسد العمل الأدبي فلسفة الشاعر في بناء قصائده التي تتميز بأسلوبها المحكم في الصياغة التعبيرية، رغم تباينها في خطابها ودرجات تأويلها.

وفي مقر بيت الشعر أقيمت محاضرتان انطلقت الأولى بإدارة الباحثة التونسية لامعة العقربي في جلسة قدمها الدكتور محمد مصطفى أبو الشوار حول موضوع «تجليات الجائحة في الشعر القديم»(الطواعين والزلازل)، والتي تمحورت حول قدرة النص الشعري على التعبير عن المبدع من جهة الاشتغال، والتأثير في المتلقي من جهة التداول، من خلال ممكنات الإبداع الفني ومستوياتها اللغوية والتصويرية والإيقاعية والبناء قصد إنتاج رؤى إبداعية تمثل الرسالة الموجهة للمتلقي الذي ينفعل ويتأثر بها، عن طريق موضوع الطاعون، وركزت الدراسة على أربعة محاور تناولت فيه المحور الفكري في تناول الظاهرة، والمحور الوصفي الذي تناول تجلياتها في القصيدة العربية القديمة فيما اصطلح عليه الباحث بـ «شعر الطواعين» و«أدب الجائحة»، الذي جسد إحساس الشعراء بالعجز أو الرهبة، ومحور يقوم على التتبع التاريخي لموضوع الطواعين إلى حدود القرن الثامن، كما تطرق المحور الأخير إلى دراسة استعمال الشعراء للطاعون لا بوصفه موضوعا خاصا وإنما بوصفه حاملا للقول والتعبير عن معاني المغالبة والصراع بل والغزل أيضا.

وفي ورقة أخرى، قدم الباحث الأردني الدكتور سالم عايد الدهام بحثه بعنوان «تجليات جائحة كورونا في الشعر العربي المعاصر بين المعنى والمبنى» عبر نماذج مختارة من مدونة الشعر الأردني، حيث حلل فنيا وسبر أغوار معاني ومراحل تطورظاهرة الطواعين المعجمي، متطرقا إلى أهمية الموازنة بين مضامين التعبير والتقنيات الكتابية، ومستقرئا السياقات الأدبية المحيطة باللغة والأساليب النصية، انطلاقا من عتبات العناوين الخاصة بالنماذج الستة المختلفة التي اعتمدها متنا تحليليا في دراسته، مؤكدا من خلالها على تأثيرات الجائحة وصولا إلى الحقول الدلالية في متونها.

في حيث تناول بحث الباحث المغربي الدكتور محمد الديباجي موضوع «مواكبة الشعر والشعراء للإنسانية أثناء فترات الكوارث والأوبئة»، متخذا من الكوليرا نموذجا للدراسة، ومستعرضا عددا من النصوص الشعرية التي عبر من خلالها الشعراء عن مشاعر الإنسان في حروبه ضد المرض والموت، وقد رصد البحث مختلف تمثلات الوباء في الشعر العربي، ويرى الدكتور الديباجي أن هذه القصائد تعبر عن مواكبة الشعر والشعراء للإنسانية أثناء الفترات الحرجة التي تعرفها، وأنها «تعبير عن آلام الشعوب وآمالها مما يشكل الرسالة السامية للشعر».

أما الجلسة الثانية والتي أدارها الأستاذ الدكتور محمد الضبع فتناولت جلستها الأولى والتي قدمتها الباحثة السعودية الدكتورة الريم مفوز الفواز موضوع «دلالة الفرح في شعر عزلة كورونا، كدراسة في ضوء رؤية الموضوع والتشكيل الجمالي للشعر الرقمي»، حيث استعرضت الشواهد الشعرية التي تناولت موضوع العيد تحت وسم افتراضي، وكانت معارضة لأبيات المتنبي، لتوضح عبر مختلف الأمثلة ذلك الإطار التفاعلي الرقمي الذي انتهجه الشعراء أثناء العزلة ليخففوا من حدتها وليصنعوا فضاء افتراضيا للقصيدة، كما بينت من خلالها صورة التناقض في نفوسهم، مؤكدة على عمق الموقف الجدلي الذي خلقته تلك التجربة في نفوس الشعراء.

في حين قدم الباحث الدكتور سعد التميمي بحثه «من عزلة كورونا إلى فضاء التأمل»، موضحا أهمية العزلة الوبائية في تشكيل المشهد الشعري الحديث، ويستعرض عبر مجموعة من النماذج أثر ذلك أولا على مستوى الفرد الشاعر الذي دفعته العزلة الجبرية إلى إعادة ترتيب رؤاه الإبداعية، وثانيا على مستوى المشهد الأدبي الذي شهد ازدهارا بعودة سلطة اللغة والشعر خلال يوميات الجائحة، كونها عززت التفاعل بين الشعراء والمتلقين، كما يوضح أثرها على المؤسسات الثقافية التي نقلت نشاطاتها إلى العالم الافتراضي مما سهل التواصل والتبادل الثقافي بين مختلف الأقطار العربية، لتكون بذلك القصيدة قد شكلت سدا منيعا في مواجهة عزلة الوباء، وكانت توثيقا لحظيا لتطوراته، وتنبيها موجها للإنسانية.

كما تناولت الباحثة المغربية الدكتورة صباح الدبي في بحثها «أصول العلاقة ودلاليات الأثر» مفاهيم الشعر وأثره ومهمته الحيوية والتفاعلية في الفضاء التاريخي، بدءا من العلاقة بين الشعر والأوبئة ومقاومة الموت وما نتج عنها من نصوص في مدونة الشعر العربي، مرورا بنماذج مختلفة تبرز التوظيفات المتنوعة للصدمة وتبعاتها، وصولا إلى الفضاء الرقمي وتأثيره على الشعر، وتذهب الدكتورة صباح إلى أن العزلة صنعت أفقا جديدا للشعراء، وأن «ما يصنع جوهر المكان والزمان هو هذا الإحساس الذي يفجره الشعر، لذلك كان أثر الجائحة كبيرا على الذات الشاعرة، إذ يخضع التقويم الزمني والحدود الجغرافية للمكان لهذا الأثر العظيم.».

شاهد أيضاً

انطلاق المهرجان الدولي للشعر المرئي بأثينا.. اليوم

تُشارك الشاعرة المصرية سالي روحي في الدورة ال 11 للمهرجان الدولي للشعر المرئي، والذي سيقام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *