الأربعاء, 24 أبريل, 2024
الرئيسية / دليل الأمسيات / «دبي للثقافة» في جلسة نقدية لـ«دائرة التوابل» لصالحة عبيد

«دبي للثقافة» في جلسة نقدية لـ«دائرة التوابل» لصالحة عبيد

عقدت هيئة الثقافة والفنون في دبي، «دبي للثقافة»، جلسة نقدية ناقشت فيها رواية «دائرة التوابل» للكاتبة الإماراتية صالحة عبيد، شارك فيها مجموعة من أساتذة وطلبة قسم الآداب في جامعة الوصل بدبي، ضمن أمسيات سلسلة «حديث المكتبات» التي تنظمها الهيئة في مكتبة الصفا للفنون والتصميم، بهدف إثراء الساحة الثقافية والأدبية المحلية، والتعريف بأعلام الأدب الإماراتي.

لفتت إيمان الحمادي، مدير قسم شؤون المكتبات في «دبي للثقافة»، إلى أهمية الجلسات الحوارية والنقدية في التعريف بالأجناس الأدبية المتنوعة وتأثيرها في المشهد الثقافي المحلي. وقالت: «تسعى الهيئة عبر «حديث المكتبات» إلى تعزيز شغف المعرفة لدى كل فئات المجتمع، والإضاءة على تجارب الأدباء والكتاب الإماراتيين وأعمالهم الأدبية المتنوعة، ما يساهم في إبراز بصماتهم وإبداعاتهم المختلفة»، منوهة بأن الجلسة النقدية التي تناولت رواية «دائرة التوابل» تأتي في إطار تعزيز ذائقة النقد الأدبي وإبراز أهميته بالنسبة للكُتاب وأصحاب الأعمال الأدبية، ودوره في صقل وتطوير مهاراتهم وتنمية مواهبهم في هذا الجانب.

وخلال الأمسية قدم الدكتور الرشيد بو شعير، من جامعة الوصل، قراءة نقدية في الرواية حملت عنوان «تماهي الأنواع الأدبية في رواية «دائرة التوابل»، أشار فيها إلى أن الكاتبة تأتي في مقدمة الكتاب الإماراتيين الذين كتبوا النص الأدبي بمواصفات خاصة، تزيل الحدود الفاصلة بين الأنواع الأدبية، منذ روايتها الأولى «لعلها مزحة». وقال: «تتماهى مواصفات القصة القصيرة مع مواصفات الرواية في عمل صالحة عبيد «لعلها مزحة»، وفسرتُ ذلك بكون الكاتبة بدأت حياتها الأدبية كاتبة قصة قصيرة، فتمكنت قوالب القصة القصيرة من وجدانها، وعرقلت انتقالها إلى الرواية»، منوهاً بأن هذه الظاهرة لم تكن وقفاً على صالحة عبيد، فهناك كثير من الكتاب – العالميين والمحليين – بدأوا بكتابة القصة القصيرة وأرادوا التحرر منها.

وفي مداخلته، تساءل د. بوشعير إن كان من يبدأ بالكتابة في نوع أدبي معين يعني أن يصبح أسيراً له؟، مبيناً أن التحرر من أسر القالب الأدبي يكون عبر التوقف عن الكتابة فيه، والإقبال على قراءة الأعمال الأدبية العالمية والعربية، ثم التحول عنه، ضارباً مثلاً بالكاتب الإماراتي علي أبو الريش، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الكاتبة صالحة عبيد خططت لتماهي الأنواع الأدبية، وتمكنت من ابتكار نمطٍ جديد من النصوص الأدبية المستوحاة من التاريخ.

وأوضح د. بوشعير في ورقته أن «الهواجس الفكرية المتصلة بأسرار الموت ومصادر المعرفة تُخرج الرواية من الدائرة المحلية إلى الدائرة الإنسانية العالمية من حيث المضمون»، أما من حيث الشكل، فأشار إلى أن «اللغة تُعد أهم عنصر تتكئ عليه الكاتبة، أكثر من اتكائها على المقومات الروائية الأخرى». وقال: «اللغة في «دائرة التوابل» تغدو في يد الكاتبة كالصلصال الذي تشكله كما تشاء عن طريق أساليب الانزياح، فإذا كان كتاب الرواية ينطلقون عادة من المكان، أو الحدث، أو الفكرة، أو الشخصية، فإن صالحة عبيد تنطلق من اللغة»، مؤكداً في حديثه أن رواية «دائرة التوابل» تُعد إضافة نوعية تثري الرواية الإماراتية، وتفتح آفاقاً فكرية وجمالية جديدة وجريئة أمامها.

صدرت «دائرة التوابل» عن دار «منشورات المتوسط» في ميلانو، وهي أحدث إصدارات الكاتبة صالحة عبيد، وتسرد فيها حكاية «شيرهان» التي تسافر إلى مدينة إدنبرة لدراسة التشريح، وتجد نفسها مشغولة بهاجس الموت، واكتشاف أسراره، ما يدعوها إلى طرح مجموعة أسئلة وجودية مرتبطة به، لا سيما وإنها تتخذ من حاسة الشم القوية التي ورثتها بالفطرة، أداة لمعرفة هويات وطبائع وأسرار الآخرين.

شاهد أيضاً

نادي الشعر بكتاب الإمارات ينظم أمسية “الشعر والعالم”

  نظّم نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات،مؤخرا، أمسية شعرية افتراضية عبر تطبيق زووم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *