الثلاثاء, 19 مارس, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / جائزة ماكس جاكوب الفرنسية من نصيب الشاعر السوري نوري الجراح

جائزة ماكس جاكوب الفرنسية من نصيب الشاعر السوري نوري الجراح

توج الشاعر السوري نوري الجراح بالجائزة الفرنسية الشهيرة “ماكس جاكوب”، بداية الأسبوع الجاري في العاصمة الفرنسية باريس، والتي تأسست سنة 1950، ونالها كبار الشعراء عبر العالم. ونال نوري الجائزة عن مختاراتها الصادرة عن دار “أكد سود” العريقة والتي صدرت السنة الماضية بعنوان “ابتسامة النائم”، إلى جانب سلسلة من المختارات الشعرية التي صدرت له حديثا بالإنجليزية واليونانية والإيطالية والتركية والفارسية والهولندية والإسبانية، وآخرها المختارات التي أصدرها الشاعر المغربي مخلص الصغير بالعربية، بداية هذه السنة.

فيما يلي كلمة الشاعر التي ألقاها في حفل تتويجه بالجائزة:

أتوجه بالشكر إلى من اختارني لهذه الجائزة الرفيعة وإلى جمعية ماكس جاكوب. بوصفي شاعرا سوريا في المنفى استقبلته ذات يوم خيمة فلسطينية في بيروت أهدي الجائزة برمزيتها الاستثنائية لطفلين لاجئين تنكر لهما العالم: طفل فلسطيني أقام الاحتلال كيانه الملفق في غرفة نومه وعلى أنقاض كيانه الوجودي وشرده في أربع جهات الأرض، وطفل سوري حطم الطغيان عالمه وأرسله ليسكن القبور والمعتقلات وخيام العالم.

يمكن أن نتفق وأن نختلف في صنيع الشاعر وتعريف الشعر، لكننا أبدا لن نختلف في حقيقة أن الشعر هو الحب، وأن الشعراء يبتكرون الشعر ليصونوا العالم من الشر ويوسعوا الأفق… تلك هي المقاومة بالكلمات.

في الشعر اكتب نفسي وأكتب آلام السوريين المتروكين لقدرهم الدموي وقد دفنهم الطغيان في المراكب الغريقة وحولتهم المأساة إلى طرواديي العصر.

قصيدتي مدينة أصوات في عالم تهدمت مدنه. وهي مدينتهم المجازية ومدينة جميع المنفيين.

عندما تنسج القصيدة الشال للمرأة والوسادة للطفل والكرسي للشيخ عند باب البيت، عندما ترمي القصيدة فتات الخبر للطائر، وتبني المحطة للقطار الذي سيصل غدا بالعائد من الغياب. عندما يرتب الشعر الأشياء اليومية الصغيرة بكلمات لم تسمع من قبل، عندما يصنع الشعر الدهشة وعندما يخز الضمير ويوقظ الحواس ويلهب الخيال؛ إنما هو يصنع المعنى الذي من أجله ذهب الشجعان إلى الموت دفاعا عن الحياة، ولأجل فكرة او موقف.

في البواكير الدمشقية عندما بدأت أكتب في دفتر صغير بخط طفولي كلماتي الاولى المضطربة حسبت انني أقلد الشعراء.

واليوم، بعد عقود من العيش بعيداً عن مسقط الرأس، والمغامرة الشرسة مع الكلمات في أمكنة شتى أقف هنا ليقال لي: أنت شاعر.

شكرا للكلمات التي صدقتني أكثر مما صدقت نفسي.

المجد لمن آمن بقوة الكلمات.

شاهد أيضاً

لبنان : المسحراتي عادة رمضانية تقاوم الإندثار

  تختلف عادات شهر رمضان ، الذي ترافق لياليه وأيامه الكثير من العبادات والواجبات والروحانيات، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *