الخميس, 25 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / باحثون يشيدون بالسيرة المشرقة لذاكرة الشعر النبطي الراحل علي بن بخيت العميمي

باحثون يشيدون بالسيرة المشرقة لذاكرة الشعر النبطي الراحل علي بن بخيت العميمي

سلطان العميمي: قصيدة والدي مثلت مرحلة مهمة في الشعر النبطي الإماراتي

راشد المزروعي:  الراحل كان من الشعراء المميزين أصحاب الأصالة  استوحى مفرداته من البادية

عائشة بالخير: الفقيد ترك إرثاً يعوّل عليه في تبصير الأجيال بدرر الشعر النبطي 

نجيب الشامسي: إطلالته الشعرية على امتداد نصف قرن تمثل حدثاً استثنائياً ورصيده الإبداعي سيظل زخيرة للأجيال

عبد الله الهدية :  الراحل كان يمتلك صوتاً جميلاً ويقدم قصصاً من الموروث، وبرع في فنون «التغرودة والونة والردح»

ترك الراوي الشعبي والشاعر علي بن سلطان بن بخيت العميمي، رصيداً زاخراً في الحياة الثقافية الإماراتية سيظل منهلاً للأجيال الجديدة، فابن البادية، عُرف بهذا اللقب، والذي حمل اسم أحد دواوينه الشعرية ووافته المنية عن عمر ناهز 89، ولد عام 1935، شكل حضوراً كبيراً بين المنابر الإعلامية، متحدثاً باسم الشعر النبطي، وراوياً عن أمجاده، حيث استحضر في ذاكرته ما تركه الزمن من كلمات، منذ الماجدي ابن ظاهر حتي يومنا هذا.

أرخ العميمي لمكنونات البادية في شعره، وروي ما كان موجوداً في وديانها البديعة، ولم تكن مساجلاته الشعرية إلا تعبيراً عن طلاقته البليغة في استحضار المفردات، فملأ الراحل الحياة حركة وإبداعاً من خلال ظهوره في البرامج التلفزيونية والإذاعية، وقد جمع أعماله ومساجلاته الشعرية الكاملة نجله الأديب والباحث سطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، الذي يسير على الدرب ويعمل حالياً على تدوين سيرة أخرى من حياة والده في أجزاء تتضمن روايته للشعر منذ زمن بعيد.

ساهمت نشأة علي العميمي بين رأس الخيمة، وأم القيوين، في إثراء مخيلته الشعرية فواجه الطبيعة في البادية بأن صوّرها وأبدع تصويرها، وتجلت مكنوناته الإبداعية في كتاباته الشعرية كونه أحد شعراء القبائل المخضرمين، وقد نعاه الأدباء والشعراء والباحثين بكلمات تعبر عن لوعة الفقد، وتبرز قيمته في ذاكرة الإمارات الثقافية كواحد من الشعراء الذين يمثلون عصب رواية الشعر في هذه المنطقة.

* 300 سنة شعر

وفي تصريح له لصحيفة «الخليج» قال نجله الأديب سلطان العميمي: «يُعدّ والدي الراحل من جيل الشعراء الكبار المخضرمين الذين عاصروا البدايات قبل قيام دولة الاتحاد، شاهد التغيرات وعاصر وجه الحضارة المستنير، لكن قصيدته مثلت مرحلة مهمة في الشعر النبطي الإماراتي، إذ وجهها لتؤرخ لسيرة مشرقة على مر الأيام والسنين».

ولفت سلطان العميمي إلى أنه بصدد إصدار كتاب عن روايات والده الشعرية وما ادّخره من محفوظات عن الشعراء الآخرين على امتداد 300 سنة من شعر الماجدي ابن ظاهر إلى فترة الثمانينيات والتسعينيات لشعراء من مختلف أنحاء الدولة، وأضاف أنه كان رحمه الله يحفظ أشعار سعيد بن عتيج الهاملي، وجويهر الصايغ، وسعيد بن سرور المزروعي وغيره من شعراء النبط القدامي في الإمارات، إضافة إلى إنتاجه الشعري الرصين، فقد كان راوياً مهمّاً لتاريخ الإمارات وللشعر النبطي والسير الشعبية، وكان لديه مخزون لغوي كبير خاص باللهجة المحلية ومفرداتها المتنوعة، مؤكداً أنه أخذ عنه الكثير وتعلم على يديه، فرغم غيابه فإن شجرته لم تزل وارفة في القلوب.

وأوضح سلطان العميمي أن هذا الكتاب سيصدر في عدة أجزاء ليكتنز مخزونه اللغوي، والأمثال والحكايات الشعبية، والسير ومرويات عن الماجدي ابن ظاهر، والسيرة الهلالية، كونه انتهى من تفريغ سيرة والده وسجلها حتى يتسنّى له طباعتها.

د.راشد المزروعي

وأوضح الباحث في التراث الشعبي د.راشد المزروعي أن الراحل كان من الشعراء المميزين أصحاب الأصالة فقد استوحى مفرداته من البادية، وأغلب شعره كان في الحكمة وما يسمى بالاجتماعيات، وتمثل مشاركته في البرامج التلفزيونية والإذاعية مسيرة عامرة تجعل سيرته عتبة الجمال في رواية الشعر الإماراتي في مختلف مراحلة، فهو بحق ابن البادية، وقد صدر له ديوان «على بن بخيت العميمي» فضلاً عن «الأعمال والمساجلات الشعرية الكاملة» لتظل رائحة الطيبين لا تغيب.

د.عائشة بالخير

* لهجة محلية

مستشار البحوث في الأرشيف الوطني والمكتبة التراثية د.عائشة بالخير التي أشارت إلى أنه كان من الرعيل الأول الذي أتقن تفاصيل اللهجة المحلية، ومن ثم ترك إرثاً يعوّل عليه في تبصير الأجيال بدرر الشعر النبطي في مختلف أزمنته، فهو الحاضر رغم الغياب الذي واجه صعوبة الحياة قديماً بالشعر والتأريخ، وازدهت قصيدته بالأساليب البلاغية، وسافر من خلالها إلى عوالم الصحراء والبحر بحس مرهف فجرت ينابيعها بين الوديان، واحتضنها النخيل، فلم يكن له مثيل على حد قولها في صياغة قصيدة اللحظة.

د.نجيب الشامسي

وبيّن د. نجيب الشامسي مدير عام سابق في الهيئة الاستشارية لدول مجلس التعاون الخليجي، أن علي بن سلطان بن بخيت العميمي، واحد ممن حملوا هم الموروث الشعري، وأن فقده موجع بخاصة أنه خاض في سير الأماجد من الشعراء بأسلوبه العتيد، وأن إطلالته الشعرية على امتداد نصف قرن في الإمارات تمثل حدثاً استثنائياً، وأن رصيده الإبداعي سيظل زخيرة للأجيال من بعده.

عبد الله الهدية
وعبّر الشاعر والباحث عبدالله الهدية عن امتنانه العميق لتلك الأيام، التي جمعته بالفقيد الغالي في إذاعة رأس الخيمة عندما كان يستمتع بحكاياته الشعبية وسيره الشعرية في برنامج «واحد في الشعر»، وأنه كان يذكر أن الشاعر الراحل كان يمتلك صوتاً جميلاً ويقدم قصصاً من الموروث، فضلاً عن براعته وتقديمه لفنون مثل «التغرودة والونة والردح» ومن تراث البر والبادية، وكان يحفظ الكثير من الشعر ويروي عن غيره ببراعة وزخم.

شاهد أيضاً

معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. أحد أبرز الأحداث التي ينتظرها المجتمع الثقافي في العالم

  رسخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، مكانته بوصفه واحداً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *