وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
كشف الكاتب والكوميدي باسم يوسف عن كواليس مقابلتيه الشهيرتين مع بيرس مورغان حول الحرب في قطاع غزة، وذلك خلال أمسية حوارية في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وشهدت حضوراً وتفاعلاً كبيرين، حيث عبّر يوسف عن سعادته بوجوده في المعرض الذي وصفه بأنه «حدث تاريخي عريق».
قال باسم يوسف خلال الأمسية التي أدارها المُحاور الإماراتي أنس بوخش: «عندما بدأت الأحداث في غزة تواصل معي المنتج الخاص بيرس مورغان لإجراء مقابلة، وكانت الصورة المنتشرة في الإعلام الغربي سيئة جداً، وشعرت بأن الحديث في هذا الوقت أشبه بالانتحار، فرفضت في البداية، لكن مع تكرار الطلب، وحجم المعلومات المغلوطة المنتشرة حولنا في الإعلام الغربي، وافقت، وأنا أعي أن المقابلة ستكون بمثابة سيف ذي حدين، ففكرت أن يكون أسلوبي في الحديث كوميدياً».
وأضاف: «عندما لمست أن المقابلة الأولى أدت الرسالة المطلوبة، قررت إجراء مقابلة ثانية، وخاطبت بيرس وأخبرته أنني أرغب في مقابلته شخصياً وجهاً لوجه. وكان التحضير لها مختلفاً تماماً، فكان الهدف أن أشرح قضية لا يتم تقديمها بشكل صحيح في الإعلام الغربي، تواصلت مع أصدقاء لي، وشكلت 3 فرق من أنحاء العالم ما بين باحثين وأكاديميين في التاريخ من الضفة الغربية وغزة وأماكن أخرى، وعملت مقابلات طويلة جداً على مدار أسبوعين، تلقيت خلالها كماً كبيراً من المعلومات، وكان التحدي كيف سأقدم هذه المعلومات، فاخترت أن يكون الهدوء، ومنح المُحاور أمامي مساحته الخاصة هو الأسلوب الأمثل، حتى أستطيع الحصول على مساحتي، وإيصال رسالتي، وهو ما حدث بالفعل».
وانتقل باسم يوسف بعد ذلك للحديث حول تجربته في تقديم «ستاند أب كوميدي» باللغة الإنجليزية، وقال: «كنت في البداية أقدم عرضاً حول تجربتي ومواقف من حياتي بالإنجليزية، لكن كانت الفكرة أنه يجب تقديم الجديد، وألا أكرر العرض نفسه، حتى أستطيع أن أجعله مصدر دخل لي، ويساعدني كذلك على دخول مجال الإعلام، وحينها كانت فكرة عمل «ستاند أب كوميدي» بالإنجليزية، وهنا كان التحدث، حيث كان أول عامين صعبين للغاية، وشعرت بالإحباط في نظرات الناس بسبب أدائي، وكنت في مرحلة صعبة، حتى بدأت بتحسين تجربتي، ثم انتقلت لتقديم برنامج باللغة العربيّة، وكان مختلفاً تماماً».
وأضاف: «الفكرة التي أدركتها أنه لا يجب أن تنظر للرحلة بشكل كامل من البداية، ولا تتطلع إلى النهاية كيف ستكون، بل لا بد من التركيز على الحاضر، وما تملكه اليوم، والقادم سيأتي، لذلك لا تشغل نفسك بماذا ستكون في المستقبل، لأنك ستصل فقط في حال ركّزت في ما تقوم به الآن، مع عدم إغفال التخطيط بالتأكيد».
وتناول باسم يوسف تجربته في عالم الكتابة، وقال: «موضوع كتابي «نادية في مغامرة ساحرة» بدأ من خلال الكلام مع الوكيل الخاص بي، سألني هل تحب كتابة كتاب أطفال، أجبت أني لم أفكر يوماً في ذلك. قال لي اجلس مع نفسك واستحضر ماذا ستقول لطفلتك لو كنت ترغب في الحديث معها، وأنا بالطبع مهاجر مصري في أمريكا، فكيف أقوم بعمل كتاب يدمج حضارتين، الحضارة التي عشتها أنا وما تعيشه طفلتي اليوم في أمريكا، فكانت الفكرة أن شخصية الكتاب الرئيسية واسمها نادية على اسم ابنتي موجودة في مدرسة، وتعاني مشاكل، لأنها قادمة من بيئة ومكان مختلف، وفي الوقت نفسه تملك أداة تمكنها من العودة لتاريخها القديم، واستلهمت ذلك من قصة علاء الدين، فكانت فكرة الكتاب الرئيسية الحديث عن الاختلاف، وكيف يمكن التعلم والاستفادة منه، لأنني أؤمن بأن الحياة عبارة عن رحلة تعلم مستمرة».
وردّاً على سؤال حول أهمية القراءة، قال يوسف: «لا بد من اختيار الموضوع الذي تهتم به، وأن تفتح الكتاب وأنت ترغب في إكماله للنهاية»، وأضاف: «أنا شخصياً أحب أن أقرأ في التاريخ، لأنه قصص وحكايات حقيقية، ومن الجميل أن تقرأ الحدث نفسه من أكثر من مصدر، ومن وجهات نظر مختلفة، وهذا شيء باهر، يعزز التفاعل الإنساني».
وفي الختام تحدث يوسف عن أهم ثلاثة دروس خرج بها في هذا العام، حيث أشار إلى أنّ أولها «أن تكون دائماً قابلاً للتعلم باستمرار، والدرس الثاني التعاطف، بحيث يفتح الشخص قلبه وعقله للناس، وتحديداً للمختلفين معه، وثالثاً الصبر والتأني وعدم الاستعجال لتحقيق ما تصبو إليه».
