الجمعة, 3 مايو, 2024
الرئيسية / دليل الأمسيات / “دور الأدب في تعزيز الهوية والتراث الإماراتي”.. جلسة حوارية في اتحاد الكتاب

“دور الأدب في تعزيز الهوية والتراث الإماراتي”.. جلسة حوارية في اتحاد الكتاب

 

نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء الثلاثاء جلسه حوارية تناولت “دور الأدب في تعزيز الهوية والتراث الإماراتي” بمشاركة أديبتين إماراتيتين لهما باع طويل في تناول عناصر التراث في نتاجهما الإبداعي، وهما الكاتبة عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، والكاتبة مديرة مؤسسة بحر الثقافة مريم الغفلي.

وعقدت الجلسة في المركز الإبداعي في مقر فرع اتحاد الكتاب في أبوظبي، وأدارتها الدكتورة ناجية الكتبي بحضور مديرة الفرع الأديبة شيخة الجابري وعدد من الكتاب والمثقفين.
وأكدت مقدمة الأمسية على أهمية موضوع الجلسة، مشيرة إلى دعوة رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في العام الماضي لتسليط الضوء على استدامة التراث، وأن حكومة الإمارات في استراتيجيتها تركز على التراث.

وناقشت ناجية الكتبي ضيفتي الجلسة في تجربتيهما في الكتابة القصصية، وتعزيز الهوية الإماراتية واختلاف أدب الطفل عن أدب الكبار في هذا المجال، ودوافعهما من الكتابة.
وأوضحت الدكتورة فاطمة المزروعي أن الوسط الثقافي تعرَف على تجربتها ككاتبة بحوث علمية وقصص للكبار منذ مدة طويلة، ولكن في مجال النشر تأخرت بعض الشيء، مضيفة أن كتباتها للطفل ضمن نوعين، كتابة موجهة للطفل الإماراتي وتنطلق فيها من البيئة الإماراتية وما فيها من خصوصية، وكتابة أخرى موجهة للطفل العربي بشكل عام، وقد كتبت بداية للطفل من عمر 5_ 7 سنوات ثم كتبت للأعمار الأصغر، وتحاول أن تقدم تجربة مختلفة عن السائد، وأنها تناولت العديد من عناصر التراث مثل النخلة، وركزت على السنع باعتباره أمراً هاماً، كما ركزت على الشق المعنوي من خلال كتابة مقالات بمجلة تراث.
وعن سبب اختيارها كناشرة إصدار كتب مجسمة وبارزة يتحسسها الطفل قالت: “الإنسان إذا كرر ما لدى الآخرين لن يقدم الجديد، وقد أصدرت كتاب ثلاثية الوالد المؤسس الشيخ زايد، كأول كتاب مجسم بالشرق الأوسط في أبوظبي، ووجد إقبالاً جيداً على قراءته واقتنائه من قبل مختلف الفئات العمرية، مؤكدة على أهمية استمرار الكاتب بالكتابة، والرسائل لا بد أن تصل، وفي معارض الكتب نتعرف دوماً لردود أفعال القراء.
وأضافت: “لدي مقال شهري بمجلة تراث، وتكلمت بالتفصيل عن عدة أمور من صميم تراثنا، مثل تسنين الطفل وما يقام له من فعاليات، وتحدثت عن الطعام كالهريس والذي وجد منذ أكثر من 1000 عام، وتطرقت للأغاني الشعبية، والحكايات الشعبية والمشترك الإنساني، والتغرودة، ومعاناة الناس قديماً عندما كان يأتي الجراد بأسراب كبيرة في ذلك الوقت، كما تناولت الألعاب التراثية، وركزت كثيراً على تراث إمارة أبوظبي”.
وأوضحت المزروعي أنها تكتب لأن الكتابة حياة، مبينة أنها قدمت عدة أعمال أدبية للطفل العربي تناولت فيها مواضيع عامة تهم الجميع مثل الغضب، الصداقة، دون التركيز على البيئة، وأنها تبحث عن مبرمج جيد، لإصدار مزيد من الألعاب والإصدارات التراثية المشوقة والمتميزة للطفل.

وذكرت مريم الغفلي: “أن الكتابة للطفل أكثر مسؤولية من الكتابة للكبار، وبالنسبة لي بدأت أكتب لأحفادي، وأحرص على توصيل العادات والتقاليد، والقيم، والأشجار المحلية، وبعض الطيور المحلية، والقيم، من خلال القصص، وحتى الزي الإماراتي طالما تناولته في لقاءاتي”.
وقالت: “في عام 2008 أسست مدرسة للسنع كنت حينها متطوعة بمؤسسات الشيخ محمد بن خالد ال نهيان، في مدينة العين، وكان اللقاء يتم مع طلبة المدارس في الخيمة ثم يستلم الطلبة قصة مكتوبة تعزز لديهم الهوية”.
وأوضحت أن “أطفال المدن بعيداً عن الأسر الممتدة بحاجة لتوعيتهم وتعريفهم على التراث، لكن سكان أطراف العين وليوا، نجد الطفل بعمر 5 سنوات يتصرف كرجل، ولكن بشكل عام الكتابة للطفل التي تتناول محتوى التراث والبيئة الإماراتية قليلة”.
وعن سبب حديثها في رواياتها عن التراث أضافت: “عشت مرحلتين ما قبل الاتحاد فترة الستينات، الصحراء والجبال والخيم والعرش، ثم النقلة النوعية التي عشنا جمالياتها وعرفنا قيمتها، والتطور غير المسبوق الذي ما زلنا نشهده ونعايشه في وطننا، وأثناء طفولتي كنت محبوبة لكبار السن أجلس معهم وأساعدهم، كما كان والدي معلمي وصديقي تعلمت منه أشياء كثيرة، واخترت التوثيق من خلال كتابة الرواية، وتضمينها الأمثال الشعبية، والأشعار، حرصاً مني على نقل ذلك للأجيال القادمة وكما قال الشيخ زايد طيب الله ثراه “من لا ماض له لا حاضر له”.
وقالت الغفلي: “لو لم أجد صدى وتشجيع من طلبة الجامعات والمدارس لما استمرت كتاباتي، واليوم صار لدي تراكم معرفي” فالقراءة مدرسة بلا أسوار، وهي المعلم الأول الذي يطوف بنا في هذا العالم”.

وفي ختام الجلسة كرمت الأديبة شيخة الجابري المشاركات فاطمة حمد المزروعي ومريم الغفلي، وناجية الكتبي، مشيدة بتجاربهن وما تقدمانه من أعمال أدبية ثرية تدعو للفخر، لافتة إلى أن العديد من الأعمال الأدبية والتراثية الإماراتية تمت ترجتمها ومنها كتابها “زينة المرأة الاماراتية” الذي صدر منه نسخة باللغة الكورية ونسخة باللغة الإنجليزية.

شاهد أيضاً

13 شاعراً يضيئون احتفالية بيت الشعر في المفرق

  اختتمت مساء أمس الأول الاثنين احتفالية بيت الشعر في المفرق، التي استمرت على مدى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *