الإثنين, 6 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / “أعطني الناي وغنَ” أمسية شعرية في اتحاد الكتاب بأبوظبي

“أعطني الناي وغنَ” أمسية شعرية في اتحاد الكتاب بأبوظبي

 

نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمسية شعرية وحوارية، تحت عنوان “أعطني الناي وغنَ” بمشاركة الشاعرين ياسر سعيد دحي والطبيب ثابت المعلم، وعازف العود أدهم الحلبي وبحضور جمع من الكتاب والمثقفين، وذلك مساء أمس الأربعاء في المركز الإبداعي، في أبوظبي.

أدارت الأمسية الروائية آن الصافي بأسلوب جميل تناوب فيه الشعر مع الفكر، وعمدت إلى طرح عدد من الأسئلة تتعلق بتجربة ضيفي الأمسية، وكان كل شاعر يضيء على رحلته مع ألق الشعر، في إطار رده على السؤال، ثم ينتقل لقراءة إحدى قصائده، على أنغام وإيقاع ألحان موسيقية عذبة قدمها الفنان أدهم الحلبي.
عقب ذلك كرّمت مديرة اتحاد الكتاب فرع أبوظبي الأديبة شيخة الجابري المشاركين في الأمسية، وأثنت على ما قدموه من أشعار راقية، موضحة أن الحركة الشعرية في تقدم وازدهار، وأن المشهد الشعري مبشر بالخير، ويجود بمواهب أدبية واعدة، كما أشادت بجهود الإمارات في دعم الحركة الثقافية، ومنها تخصيص برنامجين متميزين للاحتفاء بالشعر الفصيح والنبطي، وهما “أمير الشعراء” و “شاعر المليون”.
كما لفتت إلى دعم عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للثقافة والمثقفين محلياً ودولياً، فقد أسس في كل دولة عربية بيتاً للشعر، في إطار حرصه على استمرارية وتقدم الحركة الأدبية، والتي يعتبر الشعر من أهم أركانها.

كما كرمت الجابري، ابنة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعرة نجاة الظاهري، بمناسبة انتهاء مدة عملها في الاتحاد وانتقالها لمؤسسة أخرى، وأشادت بجهود الظاهري التي عملت بجد وإخلاص، من أجل خدمة الثقافة والإعلاء من مكانتها، ونجحت في استقطاب العديد من المثقفين والمبدعين إلى الاتحاد.
وفي إطار رده على أسئلة مديرة الأمسية حول مدى التواصل بين أجيال الكتاب، قال الشاعر ياسر سعيد دحي: “أنا على علاقة اتصال وتواصل مع إصدارات العديد من الكتاب والأدباء مثل علي أبوالريش وكريم معتوق، وعلي كنعان، وهذا يساهم في ردم الفجوة، عبر القراءات المتواصلة والحديثة لهم، وقد كان لدي هاجساً بأن أقرأ لكتاب معاصرين”.
وبالنسبة لرأيه في المشاركة بالجوائز الأدبية أضاف: “أخشى مما يقال ما بعد الجائزة، فالاحتفاء قد يطفئ أنواراً داخلية كبيرة في الكتابة، والبعض الآخر قد تزيده الجوائز نوراً”.
وعن الحركة النقدية ومدى اهتمامها بالشعر أوضح دحي: “كان الجيل السابق من النقاد لديه اعتناء واهتمام في الشعر، وظهر عدة مدارس نقدية، ولكن اليوم للأسف نجد تراجع على مستوى كبير في عدة مجالات، لدينا ردة ثقافية، ردة في الفن، وفي الجمال، عانينا منها جميعاً”.
وعن أحب قصائده إلى قلبه، قال بأن قصيدته “دعاء” لها مكانة خاصة بنفسه لارتباطها بذكر والده، ولكن كل قصيدة لها مشاعرها الخاصة ومن الصعب تفضيل واحدة على أختها.
وقرأ ياسر دحي من ديوانه “على حافة الورق” وهو أحدث ما صدر له، ويشتمل على قصيدة طويلة حوارية بينه وبين الشاعر الراحل أحمد راشد ثاني والشاعر أحمد العسم، كما قرأ قصائد أخرى منها “جدار” و “لا تقف في الظل” التي قرر بعد كتابتها الخروج من عزلته، كما قرأ قصيدة “ليتني وتر” و “للأنامل” التي أهداها لجميع أصحاب الأنامل المبدعة من كافة المجالات والتخصصات، وفيها يقول:
للأنامل التي من ماء السماءْ
للغناء الذي سال لحناً
وللضياءْ
الذي سال عشقا وحبا ونداءْ
للأنامل التي علمتني كيف أكون
وكيف أصبح وردة للصباح
ولوحة للمساءْ.
للأنامل التي علمتني
كيف أحلق طائراً
بعيدا في مداه
قريبا كانحناءْ
للأنامل التي أخذتني وردة للعشق
وأمطرتني سحباً ولوناً وماءْ.
للأنامل التي علمتني كيف أغرد
وكيف اكتب صوتاً جديداً
للأنامل .. للأنامل .. هذا النداءْ.

وفي حواره مع مقدمة الأمسية قال الشاعر ثابت معلم، أنه يميل لكتابة الشعر العمودي وشعر التفعيلة، ويحترم كافة الأجناس الأدبية، موضحاً أنه ينحدر من أسرة عرفت بتوجهها للعلوم كالهندسة والطب، ولكنه أغرم بالقراءة منذ طفولته، ولم يكن يتابع برامج رسوم الكارتون للأطفال، إنما يقضي وقته بالقراءة فقد قرأ لابن المقفع وهو في الصف السابع.
وعن المشهد الثقافي أضاف: “نعاني من مسافة بين المبدع الشاب والمبدع الكبير، وأتمنى أن يتم تنظيم أمسيات تجمع الأجيال معاً، موضحاً أن الشاعر يحاول إيصال فكرة، وأننا جميعاً نكتب لنبقى، فالكتابة طريقة للخلود، والاستمرارية تعتمد على الموهبة، وتعتمد على نمط الحياة، ومبيناً أنه من عشاق الورق ورائحة الورق، ويميل للقراءة منه، بعيداً عن القراءة الإلكترونية، وأن وسائل التواصل والمنصات أتاحت النشر فاختلط الأمر، وتباينت مستويات الكتابة، ولكن كل ما هو أصيل سيدوم”
وعن حضور القصيدة ومباغتتها للشاعر، قال: “في البدايات الشاعر يركض خلف القصيدة، وهي تحتاج منه أدوات، وعندما تكتمل أدواته يصبح أكثر قدرة على كتابة القصيدة”.
وقرأ “دمعة على سلم الطائرة” و “إنارة من الله” وقصائد أخرى من ديوانه “حرف مشبع بالحب” وختم بقصيدة قال فيها:
عانقيني لِكي تُضيءَ بِقلبي
حُجُراتٌ يَضِلُّ عنها الصَّباحُ
لم أُتِحْ قبلَكِ الرُّجوعَ اختِياراً
إنَّ أَخسَرَ العاشِقِينَ المُتَاحُ
واقتراحٍ بأنْ نعودَ، وهل أجـ..
..ـمَلُ منهُ في الحياةِ؟…اقتِراحُ
إنَّما لم يعُدْ بنا، لو رجِعنا
ما يعيدُهُ للطُّيورِ الصُّداحُ
صَدِئَت ذكرياتُنا في عروقي
أفرِغيها مُجدَّداً يا جِراحُ
دأبُها الصَّفعُ، ليسَ فيها مُزاحٌ
هذهِ الدُّنيا؛.. أينَ منها المُزاحُ؟!
في بلادٍ مِن تَضحياتٍ فَشِلنا
أن نُضَحِّي لِحُبِّنا يا كِفاحُ
يا صديقي، وقد سَئمتُ صُراخي
فهجرتُ الكلامَ، وهوَ مُباحُ
لا تلُمني على سُكُوتي، فعندي
داخلَ الصَّمتِ في عيوني صياحُ.

شاهد أيضاً

الشيخ محمد بن زايد يعزّي الشعب السعودي في وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن

  توجّه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بخالص العزاء للشعب السعودي الشقيق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *