وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
اعتبرت الشاعرة التونسية حليمة بوعلاق أن الأدب الشعبي في تونس لا يحظى بالاهتمام بشكل جيد وقالت الشاعرة في تصريح للوكالة : ” إن الأدب الشعبي في تونس لا يحظى بالمكانة التي يستحقها رغم ما له من سحر فني وثراء معنوي وقيمي ،ولعل أكثر الأنماط الشعبية حضورا هو الغناء لا سيما في المناسبات
أما الشعر الذي يعد من أرقى أنماط الخطاب قديما وحديثا فان حضوره في الساحة الثقافية لا يفي هذا الفن القولي حقه ولكن للأمانة نقول إن هذا الكلام لا ينطبق على كل الجهات فالتوزيع الجغرافي والحضاري له تأثيره الجلي في تحديد قيمته وفعله المباشر في الذائقة الفردية والجماعية .
ففي الجنوب التونسي وفي جهة الساحل يعتبر الشعر قداسة لا تغيب عن الأفراح والمناسبات الرسمية أما في بقية المناطق فمازال البعض وخاصة الشباب يستهجن هذا اللون الأدبي ويعده تراجعا للوراء وليس جديرا بالاحتفاظ به في عصر قصيدة الهايكو والثورة الأدبية والتكنولجية وهذا طبعا يعود إلى ضيق اطلاعهم عن التجارب الشعرية الحديثة في مجال الشعر الشعبي وتأتي هنا وظيفة الشاعر لهدم هذا التصور وبناء تصور أكثر إنصافا للشعر الشعبي وقد اضطلعت الجمعية التونسية للثقافة الشعبية بتحقيق هذه المصالحة بين الفئة الشبابية والقصيدة الشعبية وذلك من خلال إلغاء الفصل بين لوني الشعر الفصيح منه والشعبي في الملتقيات الأدبية و تقريب المسافات لتقليص الفجوة بين المتلقي ( القارئ أو المستمع) والباث الذي هو الشاعر الشعبي إضافة إلى إحداث نوادٍ شبابية تعنى بالثقافة الشعبية عامة ورصد جوائز تشجيعية
وأضافت بوعلاق :”لننظر إلى الموضوع من زاوية أخرى وهي الزاوية التعليمية الفكرية فإن الأدب الشعبي لا يحظى بالدراسة النقدية الكافية و إن برزت بعض الدراسية وأطروحات الدكتوراه التي تتخذ منه موضوعا لكنها ماتزال محتشمة، والأشد مرارة أن الأدب الشعبي لا يحتل كرسيا في الجامعة التونسية وحتى ننصف الأدب الشعبي والشعر منه خاصة لابد ان يكون حضوره الإعلامي بنفس الدرجة التي يحظى بها الادب الفصيح وان نؤسس مدرسة او مدارس نقدية جدية وفعالة تؤثر في المشهد الادبي.”
