الإثنين, 6 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / عناز والصغير وشيخنا عمر يطلقون عصافير القصيدة في بيت الشعر في الشارقة

عناز والصغير وشيخنا عمر يطلقون عصافير القصيدة في بيت الشعر في الشارقة

جمهور كثيف بأمسية تجمع المغرب بالمشرق

بحضور جماهيري لافت نظم بيت الشعر في الشارقة ضمن نشاط منتدى الثلاثاء أمسية عربية شارك فيها كل من الشاعر عمر عناز من العراق والشاعر مخلص الصغير من المغرب والشاعر شيخنا عمر من موريتانيا وقدمها نوزاد جعدان بحضور محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية ومحمد البريكي مدير بيت الشعر.

وقال نوزاد في تقديمه ” اليوم لنا لقاء هنا في بيت الشعر بأمسية تجمع المغرب بالمشرق حيث تتوحد المحبة والقصيدة وتنسى الجغرافيا كل أساسياتها وتصطف كل الأشجار لتستقبل عصافير الكلام.

افتتحت الأمسية بتجل ووجع عراقي حلقت فيه اللغة وطارت العبارات لتعانق سحاب الروح وتقطف نجمة من سماء الدهشة فقد داعب عمر عناز بلطف حرفه نبض دجلة ووجع الفرات بقصائد غارقة في الحب للوطن متشحة بألمه الممتد من الجرح إلى الجرح وقرأ لوطن لا تغادره العاطفة على الرغم من رياح تعصف بقلبه المتعب:

أنا عندي من الكلماتِ سِفْرٌ

 عِراقيٌّ، هوامِشُهُ مُتونُ

 وعندي سَلَّةٌ لاشيءَ فيها

 وعندكِ أنتِ تُفَّاحٌ وتينُ

 فهلّا قُلتِ للأغصانِ ميلي

 على وَلدٍ أصابعه ظنونُ

 على وَلدٍ يُسافرُ في الأغاني

 مسافَتُهُ الى المَعنى لُحونُ

 يُضيءُ بروحهِ نَهرُ اشتياقٍ

 وفي عينيهِ من وَلَهٍ جُنونُ

 بهِ ضدانِ ما اصطلحا، مَلاكٌ..

يَشفُّ هوى، وشيطانٌ لَعينُ

وحلق عناز بحكايات الأنهار وذاكرة الغرقى وخيانة التراب والنار فقرأ:

ما حيلة الشيطان حين قواربي

 مأخوذة بحكاية الأنهار

 أنا طاعن في الماء منذ خيانتين ..

من التراب وكذبة من نار

 لا أنتمي إلا إلي ما في ضمير

 الموج من صدف ومن محار

 لي مثلما للنهر ذاكرة من

 الغرقى ولي حلم من الأمطارِ

الشاعر المغربي مخلص الصغير قرأ مجموعة من النصوص نثر فيها عبق شعوره وألم روحه على وطن كبير يمتد في داخله ويحاول أن توقف حروفه هذا النزيف الأحمر الذي جر معه الكثير من الأوجاع والانكسارات، فكان ناي بوحه حزينا عليه:

نايٌ أنا حلبي

 من خفّةِ الطربِ

أبكي عليَّ بكا

ءَ الريح في القصبِ

عودٌ أنا يمني

والعزفُ آلمني

بحثتُ عن عدني

 في غمرة النَّصَبِ

وقرأ الشاعر مخلص من قصيدة ” الإله البريء ” التي وجهها صفعة على وجه الإرهاب الذي دمر الكثير من القيم والإنسانية:

إلهي أنا طائر الأغنياتِ

سأبقى أغني إلى ما تشاءْ

ألحن فوق الغصون كلامي

وأدعو لأهل الهوى بالشفاءْ

سأبقى أعد النجوم إلى أن

يغطي الظلام رداء الضياءْ

اختتم الشاعر الموريتاني شيخنا عمر الأمسية بقصائد تغنت بالأوطان وسال ماء الشعر فيها وهي تلامس الروح فتروي عطشها وتزهر أعشاب التلقي برشاقة لغتها وجميل صورها فقرأ مشاعره القادمة من شنقيط ليفتح بها قلوب جاء بها الشعر وجاءت إليه عاشقة:

أَمُدُّ يَدِي للحُبّ فيكمْ لَعَلَّهُ

 يَراني بِكِلتا الحالتيْن أخاً له

 وإنْ عرَضَت في القلب منكمْ مَضَاضَةٌ

 تَذَكَّرْتُ أنَّ الخِلَّ من صَانَ خِلَّه

 وإنْ عَزَف الشيطانُ لَحْنَ كراهةٍ

 عَزَفْتُ لهُ لحنا من الحُبِّ مَلَّهُ

 أنا الظِّلُّ..والقَامَاتُ أنتمْ..أحبتي

 فَلا غِلَّ فِي قلبي لمن كنتُ ظِلَّهُ

 تعَلَّمْتُ نَبْذَ َالكُرْهِ قبلَ قصائدي

 فعشت بقلب يعشق الكونَ كُلَّهُ

وقرأ شيخنا لغواية الرحيل شعرا رقيقا يعبر مجرات المعنى ليعود بقصيدته الحالمة وهي تزهو بأناقتها:

جُرُوحي تَوَارَتْ خلف نَايٍ وسَكْرَةٍ

 يَدُورَانِ-مثلَ القلب-في فَلَك المَجْرى

 أُهَدهِد طفلَ الرّوح في مَهْد حُلمه

 وأعصِرُ مِن كَرْم المَجَاز له خمرا

 لأحمل للتِّيه المسافِرِ في دمي

 طريقا من المنفى أقمْتُ بها عُمْرا..

فسبحان من أسرى بعرش صبابتي..

وعَرَّفَه عِطرا ونَكَّرَه شِعرا

 لأخْصِفَ ما أزرَى بآخر بسمة

 على شفة الإمعان من ورق الإسرا

وفي ختام الأمسية كرم محمد القصير ومحمد البريكي الشعراء المشاركين في الأمسية.

شاهد أيضاً

إنطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب و سلطنة عمان ضيف شرف.. الخميس

  تشهد الدورة 33 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي ينطلق تحت شعار “بالمعرفة تبنى الحضارات”، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *