وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
يتميز الجزء الخاص بالأدب العباسي ضمن موسوعة تاريخ كامبردج للأدب العربي، بأهمية المواضيع التي يضمها، والتي استمدت أهميتها من أهمية العصر العباسي نفسه، فهو من أكثر العصور العربية والإسلامية اتساعًا في الزمان والمكان، ومن أكثرها غزارة في الإنتاج الأدبي والفكري.
ويوضح هذا الجزء من الموسوعة أنه لا يوجد عصر من عصور الأدب والفكر في العالم، يشبهه من حيث الكم والكيف، وبطبيعة الحال لم يستطع المشاركون في كتابة هذا الجزء من الموسوعة الإحاطة بكل شيء، ولا حتى الإحاطة بموضوع واحد من المواضيع، فهذا الجزء مثلاً لم يتحدث عن الترجمة الأدبية التي نهض بها العباسيون إلى مستويات مرموقة، والتي لا يمثلها ابن المقفع وحده، الذي تناوله الفصل الثالث.
وعلى الرغم من تناول الكتاب أعلاماً مهمين مثل الجاحظ وأبي حيان التوحيدي وابن المقفع، فإنه لم يتطرق إلى أعلام مهمين آخرين، مثل سهل بن هارون وابن الزيات، وتحدث عن الشعر والشعراء المهمين، لكنه لم يتحدث عن التجديد في أوزان الشعر ولغته، وهما من أهم ما يميز الشعراء العباسيين.
وعلى الرغم من ذلك يستطيع القارئ أن يخرج من قراءة هذا الجزء بفهم كبير، لأهم المواضيع التي شغلت العصر العباسي كله، وأهم الأفكار التي ظهرت في ذلك العصر، والتي ما تزال تشغل المفكرين والباحثين إلى يومنا هذا، فقد تناول هذا الجزء الشعوبية في الأدب العربي، وما اتصل بها من مواضيع، وتناول الشعر السياسي والغزل، والشعر الصوفي وأهم قضايا النقد الأدبي، لا سيما القضية التي شغلت هذا العصر في النقد وعلم الكلام، وهي قضية إعجاز القرآن وخلقه وأزليته.
كتاب مهم جدًا، به الكثير من المعرفة عن الأدب العباسي، بأقلام نخبة من علماء العالم في الأدب العربي، وترجمة رائعة جاءت طبيعية فلا يشعر القارئ إنها ترجمة، ولكن يشعر أن عربية طبيعية، فيها الكثير من المتعة والمهارة، أنصح المثقفين والطلاب بقراءة هذا السفر المهم …