الأحد, 5 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / حبيب الصايغ للأدباء والكتاب: نحو كتابةٍ شاهدةٍ على مجد الشهيد

حبيب الصايغ للأدباء والكتاب: نحو كتابةٍ شاهدةٍ على مجد الشهيد

أصدر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بياناً بمناسبة يوم الشهيد حيّا فيه سعادة حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات شهداء الوطن قائلاً:
 
نخاطبكم، والخطابُ لا يكون إلا لحاضرٍ ماثلٍ أمام العين وفي القلب وفي عمق الذاكرة؛ وأنتم كذلك.. أعطيتم الحضور معاني لم تكن له، فتجاوزتم به المكان والزمان، وأحلتموه إلى فكرةٍ تضيء، وإحساسٍ يتوهج، وعلامةِ هدايةٍ وإلهام..
 
أنتم الشهداء أبطال الملحمة الكبرى، خضتموها فكنتم وكنّا وكان الوطن.. ندين لكم لا بسلام أرواحنا التي افتديتموها بدمائكم، بل بسلام أحلامنا التي عايشناها معكم طويلاً، وها هي تكبر تغذيها دماءٌ طاهرةٌ نزفتموها، فتغادر طور الحلم الجميل إلى طور الحقيقة الأجمل..
 
أنتم الشهداء، كما لو أنّ الله اختار لكم هذا المرور القصير العابر في الحياة الدنيا، لنعرف نحن أنّ قيمة الحياة لا تحدّدها الساعاتُ وتقاويمُ الزمن، بل الأفعالُ والمواقف.. وهل من فعلٍ كفعل الشهادة؟!.. وهل من موقفٍ كموقف المحبّ المتفاني في حبه؟!..
 
هو يومكم – واليومُ بعمرٍ عند حساب الفعل والموقف قيمةً وأثراً ومعنىً ورسالة – نحتفي فيه بكم، وبالوطن الذي هو أنتم.. ألهذا شاءت الأقدار أن يكون يومكم هو يوم الوطن، أو قريباً منه؟..
 
نحن الذين احترفنا الكتابة، وظننّا أنها طوعُ أمرنا، تستجيب لما نشعر، وما نفكر، وما نحلم.. فما بالنا نحاول في يومكم فلا نستطيع؟.. غير أنّه لا مفرّ.. لا عذر لمن لا يسعى نحو كتابةٍ تشهد على مجد الشهيد، فللمجدِ حقوقٌ يجب أن تؤدّى، ولو بكلمة..
 
لا ندعو ولا نهيب، فمبدعو الوطن لا يحتاجون إلى من يدعوهم أو يهيب بهم وهم السباقون إلى الواجب شأنُهم شأنُ كل من ينتمي إلى هذا الوطن، بل نحيّي ونقدّر ونتوقّع المزيد ممّا يليق بمجد الشهيد، ويحيي ذكراه، ويجذر قيمه..
 
لقد كبرت الإمارات، وتعدّدت أشكال التضحيات يبذلها أبناؤها في سخاءٍ انقطع نظيره، فكان أن حصدت الإمارات الثمر يانعاً مباركاً، وكان أن أصبحت نموذجاً تتطلع إليه القلوبُ قبل العيون، وكان أن تحصّنت أمام تحدّيات وعواصف وزلازل ومكائد ظنّ من وراءها أنها ستطوّح بالبناء، وتهوي به.. لا يعلم قصيرو النظر هؤلاء أنّ بناءً تأسّس على البذل لا يزيده الكيدُ إلا صلابةً على صلابة، وثباتاً على ثبات..
 
هي دروسٌ إذاً تعلّمناها: أن تكون من هذا الوطن يعني أن تكون له أيضاً.. وأن تعتز بهذا الوطن يعني أن تقدّم ما يجعل الوطن يعتزّ بكَ كذلك.. لا فرق بين وطنٍ ومواطنٍ في النهاية، فهما في المعنى واحد، وفي المصير واحد، وفي الكرامة واحد..
 
ولأن الشهادة كرمٌ فلا بدّ من كلمة عرفان بالجميل لمن كان وراء تكريم الكرماء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي أمر بتسمية الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وأصحاب السمو حكام الإمارات. كلمة عرفان بالجميل، مقرونةً بالولاء والعهد الأكيد على أن تظل ذكرى شهدائنا حية نستعيدها كل يوم، بما يرسخ حضورهم، ويعطي لتضحياتهم المعنى النبيل الذي أرادوه.
 
وختم الصايغ البيان بالدعاء إلى الله عز وجل أن يشمل شهداء الوطن بواسع رحمته، وأن يديم على الإمارات وقادة الإمارات وشعب الإمارات والمقيمين على أرض الإمارات نعمة الخير والأمن والسلام.

شاهد أيضاً

الشيخ محمد بن زايد يعزّي الشعب السعودي في وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن

  توجّه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بخالص العزاء للشعب السعودي الشقيق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *