الأحد, 5 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / المبدعات اليمنيات..معركة “النصف الحلو” ضد “ثقافة العيب” !

المبدعات اليمنيات..معركة “النصف الحلو” ضد “ثقافة العيب” !

 

المجتمع ينتصر لذكوريته..وفاتورة مؤلمة تدفعها الكاتبات

البعض رفعن الراية البيضاء وهناك من قبلن التحدي ضد “سي السيد”

لهذه  الأسباب يعزف البعض عن الإرتباط بالمثقفات!

تحاصرنا المفاهيم السلبية والمغلوطة في مجتماعتنا العربية، مفاهيم تنتصر علينا، منها علاقة المرأة المبدعة مع مجتمعها الشرقي.

يمنيا، يخضن المبدعات معركتهن الخاصة مع المجتمع ونظرته القاصرة (وعيا وثقافة) للمبدعة، يدفعن فاتورة مؤلمة نتيجة ذلك.  البعض رفعن الرايات البيضاء تاركات مسيرتهن الأدبية، معلنات استسلامهن خضوعا لأحكام المحيط الرافض لتواجد الكاتبة أو الفنانة. فيما هناك من فضلن الصمت وهو الصمت الذي تمجده شريحة واسعة من المجتمع، على الرغم من أنهن أكثر علما ومعرفة وحضورا من الرجل. انها حكاية جور المجتمع الذي لايعدل بين أبنائه، فيظلم”النصف الحلو”، وينتصر لذكوريته ويهتف لـ”سي السيد”.

في مقابل ذلك، هناك كاتبات أعلن التحدي فاتحات النار على “ثقافة العيب”، متجاوزات عقدة المجتمع الذكورية، مواصلات مسيرتهن الإبداعية بكل إصرار.

إنهن نساء متفوقات آثرن النجاح الشخصي، قهرن المستحيل في مجالاتهن الإبداعية والعملية، يؤمن بأن الزواج مسالة اختياريه، حريصات على دقة الإختيار، ولايتركن أبواب القبول مفتوحة، لكل من يطرق باب الزواج، مستفيدات من تجارب زيجات سابقة لزميلات لهن أنتهت بالفشل.

فكيف ينظر المجتمع اليمني للمبدعة، ومامدى قيمة ابداع المرأة في مجتمعها، وماهي الفاتورة التي دفعتها الكاتبة، ولماذا يعزف معظم الشباب عن  الإرتباط بفتاة مبدعة أو تفوقه علميا؟. تساؤلات طرحتها وكالة أنباء الشعر، على العديد من الشاعرات والأديبات والكاتبات اليمنيات.

حيث أجمعت العديد من المبدعات  على أن نظرة المجتمع لاتزال قاصرة للمرأة المبدعة، سواء كانت أديبة أو شاعرة أوفنانة، مؤكدات في أحاديث للوكالة بأن المجتمع ينتصر للثقافة الذكورية.

منى بن عيدان:النظرة القاصرة لأدب المرأة دفع بالكثيرات إلى الانسحاب

فها هي الشاعرة الشعبية منى بن عيدان، تؤكد بأنه على الرغم من الإنجازات التي تحققها المرأة اليمنية بصفة عامة والمبدعة بصفة خاصة، الا أن الإحتفاء بها يكون خجولا وهامشيا، مقارنة بانجازات الرجل. مشيرة بأن النظرة القاصرة لأدب المرأة دفع بالكثيرات إلى الانسحاب من عالم الكتابة والفن خوفاً من ظلم المجتمع لهن .
وحول عزوف الرجل على الإرتباط بالفتاة المبدعة، تشير منى بن عيدان، إلى أن الفتاة عندما تُكمل تعليمها وتتفوق في مجال دراستها، وتكون مبدعة كشاعرة أو قاصة أو فنانة أو كاتبة، معروفة بالمجتمع ولها مكانتها، فإن أول مايشترط عليها الشاب الذي تقدم للزواج بها، تركها للعمل والتخلي عن مجالها الإبداعي، حيث يُريدها زوجة مكانها البيت، خوفا وغيرة منها بأن لاتكون اكثر شهرة ونجاحا منه بالحياة. وتؤكد بن عيدان إلى أن الفتاة هنا هنا ترفض الإرتباط به، كونها لاتحب الإستبداد.

وتضيف، أما إذا حصل الزواج، فإن غيرة الزوج تزداد بحكم عمل الفتاة ومكانتها بالمجتمع، فتبدأ المشاكل وتكبر، حتى تصل إلى مرحلة الإنفصال.

هيام الشرعبي:الفتاة المثقفة.. ناجحه بكل المقاييس وهذا ما قد يرفضه الكثيرون

بدورها، الكاتبة هيام الشرعبي، تشدد على أن الفتاة المثقفة هي فتاة ناجحه بكل المقاييس وهذا ما قد يرفضه الكثيرون، على حد تعبيرها.

معللة عزوف البعض على الإرتباط بالمرأة المبدعة، إلى القوة التي تتحلى بها اي فتاة مثقفة كون الثقافة سلاح تكسب الفتاة الثقة والعمق اللذان بدورهما يمدانها بالقوة الكافية لمعرفة حقوقها والمطالبة بها عوضا عن ان الفتاة المثقفة تمتلك منطق يؤهلها للتخلص من ما قد يكبلها فتجيد التقدم و مواكبة العصر .

وتضيف الشرعبي، قد يشعر بعض الرجال بالنقص حيال اي نجاحات تحققها نسائهم وخصوصا في المجال الادبي الابداعي بحكم ان هذا المجال تطغى عليه الموهبة و التراكم الثقافي من المفردات والصور التعبيريه مرورا بالأحاسيس إلى طريقة التفكير مما يدل على التفرد والتميز الذي لا يرضاه بعض الرجال كعادة استفحلت في المجتمع .

علما بأن علاقة الارتباط، هي علاقة شراكة بين الرجل والمرأة قائمة على مبدأ الاحترام والود ، لكن مجتمعنا الشرقي وخاصة اليمني، يقدمها كعلاقة قائمة على إستقواء الرجل ورضوخ المرأة.
لذا بكل تأكيد رفض المرأة المثقفة لهكذا فكرة منتشرة في المجتمع يعرضها للانفصال وهذا لا يعتبر فشل انما تغيير لثقافة المجتمع والواقع المزري .

هيام الشامي : عزوف البعض على الإرتباط بفتاة مبدعة غيرة من نجاحها

وتتفق هيام الشامي في رأيها مع ماذهبت اليه زميلتها هيام الشرعبي. حيث تقول الشامي حول قضية التحقيق، بإعتقادي أن العلاقة بين الرجل والمرأة يجب أن تكون علاقة تبادلية بحيث يكمل كلاً منهما الآخر، لكن واقعياً مانلحظه هو بالفعل أن الرجل يخاف من ارتباطه بفتاة متعلمة، مثقفة، ناضجة، ظناً منه بأنها تنظر بتعالي عليه بمعنى (تشوف حالها عليه)، والسبب يكمن في أن الفتاة في هذه الحاله تكون مدعومة ومعززة بهذه الصفات وقادرة على اتخاذ قرارتها بنفسها ولها القدرة على تطور نفسها دون اللجؤ للرجل، فسلاحها في مضمار الحياة هو العلم فيكون هو محور تمركز تفكيرها بعكس الرجل يحب المرأة التي تحتاجه في كل امورها وتستشيره بكل خطوة تخطوها ويحب يفرض قوة رأيه وفكره ويحصرها في بوتقة عقليته المجردة .
لذلك يهرب الرجل من ارتباطه بشاعرة مثلاً، الشاعرة يظن انها تسكب مشاعرها وأحاسيسها لحروفها اكثر من زوجها وتهتم بتنميق الكلمات والابيات اكثر من تنميقها لألفاظ تعاملها معه كمثال بسيط فقط .
وتتابع الشامي، أما فشل الزواج من مثقفة، هو ان المرأة المتعلمة لديها معيار محدد للعيش مع الرجل فإذا صادف والمعيار اختلف في تفكيرها لايمكن ان تتقبل هذا الرجل واذا حاولت تقبله والتأقلم مع تغييراته لاتستطيع تحمل ماقد يحدث من صدع يحدث بينهماوبالتالي ينتج الانفصال بينهما والمسؤل هنا تكون المرأة .

وفي حالة الرجل الذي لا يسمح ان تكون للمرأة متحررة بحدود العلم والثقافه ومميزاتها في المجتمع بحيث انها استطاعت كسر كل حواجز وقيود تجعلها متقوقعة ضمن عادات وتقاليد بيئية مجتمعية وأثبتت فعلاً انها نصف المجتمع، هنا اعتلت المرأة منصباً بنظر الرجل لا تستحقه فيقوم بصدها وكبت حقها هذا فيؤدي إلى زيادة الشرخ الذي يهدم بيتهما وتنفصل علاقتهما وتصل للفشل .هنا السبب يكون الرجل . لكن الإسلام كرم المرأة وأكرم الرجل كذلك وفرض لهم حقوق وواجبات لحياة تكون نتيجتها المودة والرحمة.

بسمه محمد: هناك من ينظر للكاتبة أو الفنانة نظرة قاصرة

أما القاصة بسمة محمد، فترى بأن بعض عادات وتقاليد المجتمع، ونظرتهم القاصرة للفتاة، هي جزء من السبب وراء المشكلة، كون البنت تظل بنت ولايمكنها أن تصل إلى مكانة الولد.

وتقول، مهما بلغت البنت من تعليم ومن مواهب مرموقه….لا يُنظر لها الا بالأقل، بعكس الشاب، لما يكون متعلم وعنده موهبه طبعا تقوم الاسرة وتدعمه معنويا وماديا وتفتخر فيه، اضافة الي المجتمع.
بعكس البنت لاينظر الاهل الي مستواها التعليمي والا ينظر الى موهبتها ومكانتها بين جمهورها، فأي نصيب يطرق بابها للزواج حيا به، حتى ولو كان أقل منها مستوى ثقافيا وتعليميا،
المهم يكون رجال..غرضهم تزويجها فقط للستر….فهنا ترفض البنت عنادِ لماتراه من ظلم من الاسرة أو المجتمع.

وتؤكد بسمة محمد، إلى أن البعض من الناس ينظرون للمثقفة والفنانة تحديداً، نظرة قاصرة ودونية وغير مستحبة. منوها بأن ذلك يدفع الشاب إلى عدم تفضيل الإرتباط بفتاة مثقفة ومبدعة.

فاطمة الهدار:المرأة احيانا تكون هي السبب

لكن الشاعرة فاطمة الهدار، توضح بأن الفتاة احيانا تكون هي السبب بنفسها، وذلك لانها تضل متمسكة بمواهبها وعملها الإداري، حتى لو هذا الرجل بيقوم بكل متطلباتها. وتذكر الهدار، بأن العديد من الفتيات، يحرصن على الإرتباط برجل يكون بمستواها العلمي.

وترى بأن فشل زواج المتقفات(الفنانة،الشاعرة،القاصة)، يرجع لغيرة الرجل أو تحفظ منه على زوجته فيحصل ان الزوجة تفهمه خطأ وبعدها تحصل المشاكل ومن ثم الطلاق.

شاهد أيضاً

الشارقة أول ضيف شرف عربي بـ” معرض سالونيك الدولي للكتاب” باليونان

تحل إمارة الشارقة بمشروعها الثقافي الكبير أول ضيف شرف عربي على معرض سالونيك الدولي للكتاب …

تعليق واحد

  1. خالد عبدالله الخامري

    لم تكن المرأة اليمنية بمنأى عن التطورات الاجتماعيةوالسياسية والابداعية في البلاد.. فلقد اسهمت وبجدارةفي صناعةالتحولات التنمويةالجوهرية وتحولات حضارية فارقةفي تاريخ البلاد …
    واعتقد ان المجتمع اليمني أضحى أكثر تقديرا لجهود المبدعةوالمثقفة وفي مختلف مجالات الحياة. في الريف والحضر.
    ولا يجوز التعميم او استعظام رؤية قاصرة لفئة من الناس كعينة تعبر عن المجتمع كله…
    المرأة المثقفة عموما والمبدعة خصوصا اقتحمت عاجيةالنظرة
    الاجتماعية القاصرة لها ولنتاجها الفكري والثقافي والابداعي منذ عقود من الزمن.. ونحيي عظمتها وحنكتها وقدرتها في الانتصار لذاتها… ولا أخفي فداحة ابتزاز التوظيف السياسي وكذا الايدلوجي الحزبي لقضيتها والمن عليها وتوظيفها لقضايا الحزب او التنظيم وهذا ما يمارس حقيقة حتى الساعة.

    حروفي تنحني اجلالا لكل مبدع ومبدعة وأقدر عظيم رؤية كل مبدعة ومعاناتها ممن حولها.. فنحن لا نستطيع نفي ظاهرة تهميش البعض لا المجتمع كله فعلا للمبدعة ودورها والقيمة الابداعية لابداعاتها وفي كل مجالات الحياة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *