الخميس, 2 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / عبدالله الشوربجي: أنا وغيري بعيدون عن الهيئات الرسمية الثقافية المصرية

عبدالله الشوربجي: أنا وغيري بعيدون عن الهيئات الرسمية الثقافية المصرية

 أسعد جدا بفوزي بجائزة غير مالية

أدعو لإلغاء وزارات الثقافة في البلاد العربية

شاعر يتكنى باسم المتنبي “أبو الطيب المصري”، يحلق في فضاء إبداعي مختلف، يبتعد عن الرسميات الثقافية ويبحث عن الجوائز غير الربحية، هو ابن النيل وابن الصعيد، ابن بلد الشعر والشعراء، ابن مصر

هو الشاعر المصري عبدالله الشوربجي الذي ينظر إلى وزارة الثقافة بشكل عام تعيق العمل الثقافي ولا تقدمه، هو الشاعر الذي يعتبر نفسه بعيدا عن الهيئات الثقافية الرسمية ولا يرغب في الاقتراب منها، وإلى عالمه الشعري والابداعي أخذنا في هذا الحوار

بداية هل تغير رأيك بوزارة الثقافة المصرية أم مازلت ستلغيها إن أصبحت وزيرا؟

طبعا .. بل سأدعو إلى إلغائها من كل البلاد العربية فعلى مدى قرن من استقلال الدول العربية، لا يلاحظ أي تأثير لهذه الوزارات في الثقافة العربية، فلا المرأة أخذت حقوقها، ولا القانون أصبح مطاعاً بالفطرة، ولا الرأي الآخر محترماً. على العكس، هناك تراجع ثقافي مريع مقارنة بأواسط القرن الماضي.

في مصر مثلاً، بقي الفنان التشكيلي، فاروق حسني، وزيراً للثقافة لربع قرن من دون أن يُحدِث أي تطوير في الثقافة بل تراجعت في عهده، إذ تقلص عدد المبدعين وانحسر دور المثقفين، وبعضهم تعرض للاغتيال أو المضايقات بينما هاجر آخرون. وعندما سُئل حسني عن أسباب التراجع والتوقف عن إنجاب أمثال طه حسين ومحمد عبده ونجيب محفوظ وعباس العقاد وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، كان جوابه مدوياً: (( ونا مالي ))

مجتمعاتنا تحتاج إلى وزارات ثقافة نشيطة تسعى إلى تغير الثقافة التقليدية التي تنتمي إلى عصور سحيقة. فهي ما زالت تمارس عادات لا تخدم الدولة العصرية ..

وزاراتنا ومؤسساتنا الثقافية مدعوة لأن تمارس دوراً رائداً في تطوير المجتمع وتخليصه من عاداته البالية عبر طرق مبتكرة منها تنظيم المسابقات الثقافية والاحتفاء بالمتميزين في كل مناحي الحياة

برأيك كيف يتجسد فساد مؤسسة ثقافية مسؤولة عن نشر واصدار دواوين شعرية وغيرها من الكتب؟

مازلت عند رأيي أن مؤسساتنا الثقافية تحتاج إلى غربال ولك أن تعلم أن ثلاثة أرباع العاملين بدار الكتب والهيئة المصرية العامة للكتاب والثقافة الجماهيرية يكتبون .. منهم المجيد وأغلبهم لا يستحق .. وينشرون كتبهم وينظمون مهرجانتهم ومؤتمراتهم على نفقة الدولة ويدعون أصدقاءهم وهلم جرا وأشك أنهم يعرفون شاعرا مجيدا أو كاتبا ..وبالتالي فالثقافة دائما في أزمة والمسافة بعيدة بيننا والآخرين ولك أن تعرف أن تقريرا في فرنسا لوزارتي الثقافة والاقتصاد في سنة 2011 أفاد بأن عائدات القطاع الثقافي تساوي سبع مرات مداخيل صناعة السيارات. وإن كانت الدولة الفرنسية  تنفق حوالي 13 مليار يورو على مجالات ثقافية مختلفة، فإن الوثيقة تسعى إلى إبراز ما يمثل “الناتج المحلي الإجمالي الثقافي” والذي يقارب 58 مليار يورو من العائدات أي ما يعادل 3.2 بالمئة من القيمة المضافة الفرنسية في 2011. وتمثل هذه المداخيل ضعف عائدات قطاع الاتصالات وتساوي سبع مرات مداخيل صناعة السيارات وتوشك أن تعادل عائدات القطاع الزراعي

الساحة المصرية مليئة بالشعراء لكن من يتصدرون المنابرقلة برأيك لماذا يغيب البقية ولماذا يتركون الساحة لهذه القلة ؟

هو غياب إجباري فالساحة والمنابر يديرها من لا يبحث عن المتميز ويكفيه أن يسدد خانات على ورق ليحصل على المكافأة والمتميزون لم يتركوا الساحة وربما تجاوزوها لساحات عربية سواء بالنشر أو الجوائز أو المشاركات والزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في البحر

بعد إصدارك عدد من الدواوين وكلها عن دور نشر خاصة ماسبب بعدك عن الهيئات الثقافية الرسمية في مصر؟

بعد اثني عشر ديوانا جمعتها في خمسة أجزاء بعنوان ( أبوالطيب المصري ) التقيت مدير النشر في أهم مؤسسة ثقافية في مصر  واتصل وألح وبالغ وحاول وحايل أن أنشر عن طريقهم ولما رضخت وتقدمت بالديوان منذ أربع سنوات لم يعرض على لجنة الفحص حتى الآن .. أنا وغيري بعيدون لأن كما قلت سابقا موظفي الثقافة الرسمية ينشرون أعمالهم وأعمال أصحابهم ومن له مصالح مشتركة فقط ولا غير

الرباعيات.. ماقصتك معها وكيف تجرأت وخضت هذه التجربة؟ وماذا أضافت لك؟

مسألة تكثيف فكرة معينة في أربعة أبيات هي مسألة صعبة للغاية تحتاج تحديا جميلا وهو ما أخذني للرباعيات إضافة إلى أني عاشق غيور للعربية والرباعيات الأشهر فارسية ( عمر الخيام ) أو باللهجة المصرية ( صلاح جاهين ) فوجدتني أكتب فيها وفصحت فن الواو المصري فكتبت المربعات بالفصحى

أبو الطيب لقب يمتاز به المتنبي فهل لقبك أبو الطيب تيمناُ به؟

بالطبع فالمتنبي شاعر كل العصور الأول وإن كنت لم أختر هذا اللقب لنفسي إلا أنني أعتز به ويشرفني

في الساحة الشعرية المصرية شعراء عامية لمع نجمهم وأصبحوا حديث الشارع فيما لم يحصل إلا قلة قلبيلة جدا من شعراء الفصحى على بعض هذه الشهرة برأيك لماذا؟

لا يوجد إلا واحد  اختلف في تسميته شاعر صنعه برنامج للشعر الفصيح وأحداث يناير والشهرة لا تعني الشاعرية وإنما هي تعبر عن تردي وضحالة ثقافية عامة

قلت في تصريح سابق إنك تحضر مفاجأة فماهي مفاجأتك يا شاعرنا؟

صحيح وأوفيت بما وعدت حيث صدرت لي أول رواية شعرية في تاريخ الأدب العربي بعنوان ( كفر العرب )

فزت بالعديد من الجوائز المحلية وشاركت في العديد من الجوائز العربية فماذا تقدم الجوائز للشاعر؟

الجوائز تقدم دعما ماليا ينتهي بنفاد آخر قرش فيها والدعم النفسي أن تجد شعرا يتفوق فهوالأهم لذلك أسعد جدا حين أفوز بجائزة غير مالية

والشعراء الذين يكتبون فقط للجنة تحكيم أية مسابقة لا يدفعهم إلا الحاجة المالية ولو كانت وزارات الثقافة جعلت لهم معاشا يكفيهم لما فعلوا وأنا منهم

هل ترى المشهد الشعري في مصر أنه معافى أو أنه في وضع متدهور؟

المشهد الشعري في مصر والعالم العربي متطور جدا وهناك شعراء على امتداد الخريطة يستطيعون إحداث الفارق لو وجدوا اهتماما وأؤكد ما أعلنته دائما أننا في عصر الشعر وسنبقى ليوم القيامة

ماجديدك الآن ؟

جديدي هو أنني انتهيت من كتابة الجزء السادس من ( أبوالطيب المصري ) وسأقدمه للمطبعة قريبا

وبماذا ننهي هذا الحوار؟

أشكرك وأشكر الوكالة ناقذتنا التي نطل منها على الجديد دائما

شاهد أيضاً

“أبوظبي للكتاب” يستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع النشر

شكل الذكاء الاصطناعي محورا مهما من محاور نقاشات معرض أبوظبي الدولي للكتاب. واستضاف المعرض ندوة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *