الأحد, 5 مايو, 2024
الرئيسية / حوارات وتصريحات / البريكي: ستة عشر عاماً والشارقة تعيد للشعر مجده

البريكي: ستة عشر عاماً والشارقة تعيد للشعر مجده

بمناسبة انطلاق فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان الشارقة للشعر العربي كتب الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر تحت عنوان “مهرجان الشارقة حلم الشعراء”

ستة عشر عاماً والشارقة تعيد للشعر مجده، وللشاعر صوته، وللقصيدة نبضها، وللغة ماءها، ستة عشر عاماً وغيمة الشعر تواصل رقصتها على أرض الشعور المعشبة، ستة عشر عاماً وشجرة القصيدة تطاول السماء وتغازل النجوم وتمشي على سجادة القمر، ستة عشر عاماً والشارقة تبسط الكف وتمد العطاء وتجري أنهار الجود متدفقة تمر عبر سماء الحلم، ستة عشر عاماً ومهرجان الشارقة للشعر العربي يواصل التوهج ويمضي بثقة نحو مدن الدهشة، فقد استطاع هذا الساكن في الوجدان العربي أن يجعل من إمارة الشارقة المكان الأجمل لإقامة عرس الشعراء، فطارت قلوبهم عبر سماوات البوح، لتحط على أغصان شجرة الشارقة الوارفة بالإبداع.
وترددت ألحان طيور الحرف في أرجاء هذه المدينة الباذخة بالعطاء، والتي تسبح شكراً لله على نعمة الحاكم الذي أسكنها جنة القلب وجعلها واحة للإبداع تضيء جنبات مهرجان الشارقة للشعر العربي، الذي ينظمه بيت الشعر في دائرة الثقافة في الشارقة، فتعود الموسيقى للعزف وترقص المشاعر على إيقاع وقع تلك الحناجر التي أتت من كل حدب وصوب، لتحيي حفلات الشعر الفارقة، فالشعراء يفدون إلى إمارة الشعر ليسكنوا فضاءها وينعموا برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أفاض على الثقافة الخير، وضخ في رئة الشعر أوكسجين البقاء.
لقد جعل سموه بيت الشعر في الشارقة منارة تهدي البحارة، وقبلة تهوي إليها القلوب فأصبح البيت بفعالياته التي تكتسب طاقتها من خلال دعمه ورعايته ومتابعته ملتجأ وركناً دافئاً يأوي إليه الشعراء هروباً من صقيع الرتابة وصخب الوجع وأنين الهموم وعواصف الكآبة، ومن خلال هذا البيت الذي فتح للشعراء باب الإبداع، ومد لهم جسور الجمال وبث فيهم مواجد الشعر بأعذب الألحان، فتمتد خريطة الثقافة وتتسع الرؤيا لتعلن قبل ثلاث سنوات عن مبادرة طارت بالحلم إلى مدن عديدة، وفتحت للقصيدة منابر جديدة شكلت حراكاً ثقافياً شاملاً شهدت له الفعاليات الشعرية، وأسست لرؤية عصرية ترتبط بالماضي وتسكن روحه وتجدد دورته الدموية، لتجري في أوردة الوجدان العربي الذي تربى على الشعر واللغة العربية المتألقة.
إن بيت الشعر في الشارقة وهو يقيم هذا العرس الشعري الكبير يحتفي في كل دورة بمبادرة حاكم الشارقة بإنشاء بيوت للشعر في أقطار الوطن العربي، ويحيي بين أروقته الفكر، وتلتقي الهمم العالية لتبحث نتاج ما تم إنجازه خلال كل سنة، وأثر هذه البيوت في المشهد الشعري العربي.
لم يقتصر دور بيت الشعر في الشارقة على استضافة الشعراء العرب من أقطار الوطن العربي، بل إنه يحتفي بكل تجربة تكتب الشعر العربي وتحافظ على اللغة، ومثلما استضاف في دورته السابقة الشاعر عبدالله بيلا من بوركينافاسو، يستضيف في هذه الدورة الشاعر السنغالي محمد الأمين جوب، ليؤكد أن حاكم الشارقة يبحث عن كل ما من شأنه شحذ الهمة في كل روح تحب هذه اللغة وتهواها، وأن رسالة الشارقة الثقافية عالمية تلتحم بالإنسان من منطلق الإحساس بالكلمة الشعرية الساكنة في عمق التاريخ والتي لا تشيخ ولا تهرم.

شاهد أيضاً

دعوات لتحويل شعر الأطفال إلى هدف تربوي

  ناقش مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أهمية الشعر وكيفية الاستفادة منه كأداة تربوية تعزز تفاعل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *