السبت, 4 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / شعراء يقرؤون للحب والأوطان في أولى أمسيات مهرجان الشارقة السادس عشر

شعراء يقرؤون للحب والأوطان في أولى أمسيات مهرجان الشارقة السادس عشر

انطلقت مساء أمس في قصر الثقافة في الشارقة أولى أمسيات مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورته السادسة عشرة، والتي حضرها جمهور كبير من الشعراء والنقاد والكتاب والإعلاميين ومحبي الشعر، إذ قرأ كل من الشعراء: غسان زغطان- فلسطين وعبدالله الهدية- الإمارات وسليمان جوادي-الجزائر ود.جاسم محمد جاسم العجة- العراق وحليمة الإسماعيلي- المغرب، وقدمت الأمسية  الإعلامية غادة أبشر .

أول شعراء الأمسية غسان زقطان قرأ أربع قصائد هي: الطريق إلى البحيرات, ليس بعد, كمن ينتظرني, ترنيمة الخيول، وقد تميزت قصائده الأربع التي كتبها على التفعيلة بكتابتها بلغة بسيطة، استطاعت أن تشكل لبنات صور جميلة مؤثرة، زاوج خلالها بين مرارة الواقع والحلم، راسماً رموزه الخاصة التي تشبه رائحة أصابعه، وبصمته الخاصة التي تميز بها في تجربته، ليؤكد أن هذه القصيدة قادرة على جذب متلقيها. يقول في قصيدته” كمن ينتظرني”:
حين أذكره
واقفاً تحت ضوء خفيف
كمن ينتظرني لأذكره
حين أشباحنا
تهبط الليل من سلم في صلاة العشاء
على مهل
……ها..
التراويح في إثرها
والتسابيح
والنوم في جنة الراجعين
كمن ينتظرني ليخبرني
نحن في خيمة الأربعين معاً
أو لأخبره:
يا أبي
لا دعاة لنا في النواحي
لا رواة لنا في الكتاب
ولا تابعين.

وقرأ الشاعر عبدالله الهدية ثلاث قصائد، حملت عناوين: أفسدوا الملح- هذا سر مشكلتي- فجرالغواية. انتمت هذه القصائد إلى العمود، وقد كتبت بلغة عالية، حتى قصيدته الغزلية “فجرالغواية” بينما راحت قصيدته “هم أفسدوا الملح” ذات النفس الملحمي تقرن الخاص بالعام، ليكون ذلك الخاص المتناول هو العام نفسه، وهذا ماينم عن رؤية الشاعر كصاحب رسالة مدرك لأهمية قصيدته. من أجواء قصيدته “هذا سرمشكلتي”:

أطلقت في مدك المحظور أشرعتي وجئت أحبو على أشلاء أمنيتي
لملمت بعضي على بعضي على أملي كي أجمع الكل من أنقاض أزمنتي
جمعتني فارساً الساح تعرفني الروح سيفي وحلم العمر أحصنتي
وليت شطر الرؤى وجه البراق وما بنيت من معنويات بأجنحتي
وطرت للنجم مقروناً بنافلتي حتى تجاوز حلمي حد أخيلتي
كحلت دربي بطلع المعجزات وقد محوت ذكرى إيابي من فضا جهتي

  1. وقرأ الشاعر سليمان جوادي ثلاث قصائد هي: “ليلاي الجزائر- وهران تنفض آخرالصعاليك، واستطاع في قصائده التي ركز فيها على الدلالات التي تلامس قضايا أمته، أن يكون سفير آلام إنسانه، من دون أن يتخلى عن خيط الأمل، ضمن معادلته الشعرية، يقول في قصيدته “ليلاي الجزائر”
    ليلاي لاحت
    أم ترى نسماتها
    هبت
    فأحيت ميتا لمساتها
    أم أن غرا زارها
    فاثارها
    فأتت قبيل مجيئها لعناتها
    قالوا: التزم بهوى الجزائر
    وانصرف
    عن حب أنثى
    لاتقلل ذاتها
    ليلاي أنثى
    لا وربك
    إنها أرض الجزائر

ومضت الشاعرة السورية مروة حلاوة بقصائدها المؤثرة لتبين توأمة حبها للشآم والشارقة، في آن، ليكون الشعر ذلك الجسر الذي يربط بين هذين المكانين، بل أمكنتها القريبة كلها، حيث راحت تسرد أوجاعها، إلا أنها لم تعدم الأمل في أن تعود الشام كما كانت، عاصمة للفرح والياسمين. وتقول في قصيدتها “نقشٌ من الماء”
أنثى وتزدحمُ النجوم بشالها
لتقدّ روحَ الضوء من صلصالها
ظلّت على مَرِّ الزمان صبيّةً
حتّى كأنّ الدهرَ من أطفالها
رسختْ بذاكرةِ الصحارى واحةً
غمَز الترابُ غمامتين ببالها
بدويةٌ من آلِ “يَعربَ” أُلبِستْ
ثوباً سماوياً لربّ جِمالها
هو أوَّل العربِ استقلَّ بلهجةٍ
ذهبتْ لآخر نسله بمقالها
وجرتْ على فمهم كأكرم خيلهم
والخيلُ إنَّ الخيلَ من خيّالها
تَفتَرُّ أزهارُ الحروف خضيلةً
لتبوحَ أشجارُ الرؤى بغلالها
وتحلَّ لغز الماء تحت رمالها
فتؤولُ فكرةُ كشفه لمآلها
والناسُ تختلف المداركُ بينهم
فمُغلِّقو أو مغلَقو أقفالها

 

ونوع د. جاسم محمد جاسم العجة في قصائده بين ماهو ذاتي وماهو وطني وقومي، إذ ناست روحه بين أمكنته كلها، لتكون قصيدته المكتوبة على العمود لسان حال لحظته، يكتب مايريده بلغته الشفافة، الموجزة، وإن كان المتلقي يشهد بعض عناصرالقص فيها. يقول:

مولاي لي غصة في بال حنجرتي كم راودتها عن النفس المواويل
مولاي كل الأضاحي من دمي خرجت وكلهم يوم عيد النحر قابيل
وكل من غاص بي للبحث عن وطن لاقاه بي هدهد ساه ومذهول
في داخلي كعبة مذ رحت أرسمها هبت على ريشتي طير أبابيل

 

واختتمت الشاعرة حليمة الإسماعيلي الأمسية بقراءة عدد من قصائدها، محيية الشارقة بقولها: “أتيت لحضن شارقة البهاء بشوق لايصير إلى انتهاء”. ثم قرأت قصائدها: القدس..نورس أيلول- صفصافة الروح. ومما جاء في قصيدة القدس:

أحبكِ ..
سِفْرَ تاريخٍ
و أعياداً
و أمجاداً
مدى الأزمانِ
و الحِقـَـبِ
أحبكِ ..
يا بلادَ الوحي و الإيمانِ
و الإلهامِ و الكتبِ
أحبكِ
قرعَ ناقوسٍ
و صوتَ مؤذنٍ
في الله مُرتغبِ

وعلى صعيد آخر وقع الشاعر الاماراتي المكرم كريم معتوق مجموعته الشعرية المعنونة بـ “المعلقة الثامنة” في ختام الأمسية. و قد صدرت المجموعة بمناسبة تكريمه في المهرجان, وهي من إصدارات دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة 2018 .

شاهد أيضاً

الشارقة أول ضيف شرف عربي بـ” معرض سالونيك الدولي للكتاب” باليونان

تحل إمارة الشارقة بمشروعها الثقافي الكبير أول ضيف شرف عربي على معرض سالونيك الدولي للكتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *