الإثنين, 6 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / شعراء يقرؤون للحب والجمال والوجدان في ثاني أمسيات مهرجان الشارقة

شعراء يقرؤون للحب والجمال والوجدان في ثاني أمسيات مهرجان الشارقة

واصل مهرجان الشارقة للشعر العربي جلساته الشعريّة وسط حضور نخبوي واسع، من النقاد والإعلاميين، والمهتمين، وتواجد لوسائل الإعلام، إذ أقيمت مساء أمس الأربعاء في قصر الثقافة بالشارقة، الأمسية الشعرية الثانية التي شارك فيها : أحمد عبدالله التيهاني ( السعودية)، ووبشرى عبدالله ( الإمارات)، ومحمد تركي حجازي( الأردن)، وأسامة تاج السر( السودان)، وحسن عامر( مصر)، ونالت قراءات الشعراء إعجاب الحضور الذي تفاعل مع النصوص التي ألقيت، وقابلها بالتصفيق .

بدأت الأمسية التي قدّمتها الإعلامية صفية الشحي بالشاعر أحمد التيهاني الذي أشار إنه سيلقي قصائد تحتوي على مفردات نسيها المعجم، وهو بذلك يسعى جاهدا لإعادة إحيائها، وشحنها بدلالات جديدة، فتجلّى، وتجلّت كلماته، وهو يفرد جناحي قصيدته لتحلق عاليا، وهو يتغنى بالحبيبة الغائبة، ومن خلالها يتذوّق (طعم كفيها):

لِكَفَّيْكِ طَعمٌ يُرَاقِصُ في الرُّوحِ رُوحَاً لديكْ

لِكَفَّيْكِ عَزْفٌ يُنَبّئُ أوتارَ قلبِ المُغَنّيْ بِحُمّى يديْكْ

أكَفَّاكِ دمعٌ؟ تَرقْرَقَ كالهَمْسِ في راحتيكْ

وتَخْضَرُّ..تَخْضَرُّ أورَاقُ عُمْرٍ..

يَطولُ إذا ما تَلَذَّذَ بالفرْحَةِ البِكْرِ في ناظِرَيْكْ

لِكَفَّيْكِ حَرْفٌ يسُوقُ اللغَاتِ قصيداً إليكْ

وَهَبْتُكِ كُلِّيْ، وفَجْراً يُلَيِّلُهُ الشَّوقُ عندَ ادّكاريْ

يُريدُكِ أُخرى, وأُخرى وألفاً

وَلَسْنَ سِوى أنتِ..

أنتِ النساءُ انتَخَبْتُكِ مِنْ كَرْمِهِنَّ الـمُدَلَّى عليكْ

وهَبْتُكِ كًلِّيْ

هَبِيْنِيْ,

وحَسْبيْ

هَبيْنيْ السّعادةَ في مُقْلَتَيْكْ

تلته الشاعرة الإماراتية بشرى عبد الله التي عبّرت في نصوصها عن الذات الملتاعة، مفصحة عن حيرتها، وهي تطلق أسئلة مفتوحة تتناسل عن أسئلة دون أن تصل إلى إجابات  :

أيّ الجراح ستعزف من نوتة خذلت وترا؟

أي المدئن تسكنك الآن؟ أي البلاد تزخرف حزنك؟

واختتمت قراءاتها بقصيدة وجدانية تعيد الأذهان إلى سنين خلت، وقد أشارت أنها  اعتادت أن تختتم بها قراءاتها بناء على نصيحة لصديقة لها  :

كنّا إذا مرَّ الغرامُ بنا

التحفنا الرِّيح

خبَّأنا المراجيحَ التي

شهدتْ ولادةَ حبنا

كنَّا صغاراً لا نعي الحبَّ

ولاندري إذا ما ضجَّ خافقنا برعشته

ونسألُ .. هل شعرت بما شعرتُ به ؟

كنَّا إذا وطأت خُطانا

ضفةَ الأمطار

بلَّل طيننا

وبْلُ الهيامْ

إنْ خفتُ لذتُ به

ليصنع من رداء الحبِّ

أشرعةً تظلل ما تناسلَ من كلامْ

وأخطُّ فوق الماءِ

اسمينا

فتمحو حرفنا الأمواجَ

نكتبُها .. تعاندُنا

فتمحوها

فنكتبُ مرةً أخرى

فتمحوها”

وجاءت نصوص الشاعر الأردني محمد تركي حجازي لتحملنا على أجنحة الكلمات إلى عوالم أخرى يتأجج فيها الشعور، وتسمو المخيلة، وتستفيق الذاكرة على أبواب الحكمة الخالدة، كاشفا عن طاقة شعرية، وقدرة على التوغل في تفاصيل دقيقة تلامس الروح، والوجدان،  كما رأينا في قصيدته (في ظِلال الأَمير):

عَلى رَبوَةٍ للحُسْنِ حَطَّتْ مَنـازِلُ

يُطَوِّقُـها مِن كَـوْثَرِ الخُلْدِ ساحِلُ

وَيعْبَقُ مِن أَنفاسِها بَوْحُ نَشْــوَةٍ

وَحُمّى شِفـاهٍ أَضْرَمَتْهـا الأَنـامِلُ

 مَنازِلُ مِن عُرْي القُرى وَهيَ طِفْلةٌ

تَنامُ بِحُضْـنِ الفَـجْرِ وَالّليْـلُ غافِلُ

 تُعِدُّ أوانيها مِن الصُبْحِ وَالنَّـدى

وَتُعْتِقُ حُلْمـاً أَرْهَقَتْـهُ السَلاسِـلُ

 يُجَـدِّفُ أَوْتـاراً بِأقفـاصِ غَيْمَةٍ

تُطارِدُهـا بـيْنَ السُّفـوْحِ الأَيائِلُ

وَيُسْرِجُ فَوْقَ الّليّلِ أَسْـرابَ نَجْمِهِ

فَتَسْقُطُ أَقْـراطٌ وَتُسبـى جَدائِـلُ 

هُنـاكَ أَضاعَ الوَقْتُ أَبْوابَ قلْـبِهِ

وَما عــادَ عَـنْ دَقّاتِها يَتَسـاءَلُ 

نَـديْمَ الضِياءِ العَذْبِ مَعناكَ سائِلٌ

بِقيْـثارَةٍ أَنْـقى وَصَوْتـُك ناهِـلُ

واحتشدت الطبيعة بأنهارها، وعصافيرها في نصوص الشاعر السوداني أسامة تاج السر، التي ازدحمت فيها الصور الشعرية، التي عكست قدرة الشاعر على الاندماج بالبيئة، ضمن مناخات حالمة، كما في قصيدتيه  “كجذور الغمامة في النبع”، و” عطر حبيبتي والنهر” التي يقول في المقاطع الأولى منها :

يمتصُّ عطرُ الوردِ عبرةَ عاشقٍ

في ضفةِ الأحلام أرهفَ وجدَهُ

لوُضوءِ عاشقةٍ،

تماهتْ في الرؤى الخضراءِ

غنّى وجدُها.

ينسابُ بينهما نداءُ الحُبِّ

يلبسُ فوضوية َ موجةٍ للشطِّ تعبرُ،

والحنين يردُّها.

والنهرُ يفرشُ دربَها بالماءِ خوف ضياعِها

فتعودُ مثقلةَ الحنينِ إليه

أينعَ نهْدُها.

للوردِ ما للنهرِ

من شبَقِ التخلُّقِ والخُلودْ

فالوردُ يبذرُ عطرَه في النَّسْمِ،

 ينمو العطرُ شلالاً

بخاصِرَةِ النشيدْ

والنهرُ يعبرُ كلَّ حِينٍ ذاتَه بالحبِّ

في ثوبٍ جديدْ

وحبيبتي كالنهر تعبُرُني إليَّ

وكلما عبرتْ

رأيتُ الشوق ينبتُ في الوريدْ.

لحبيبتي فوضى تناسِبُ ما يقولُ النَّهرُ

علَّمها إذا فرحتْ ترُشُّ الشوقَ تحتّ الحاجبينْ”

وكان الشاعر المصري حسن عامر مسك ختام الأمسية،  فألقى ثلاثة نصوص عبّرت عن انتمائه للأرض، والإنسان، والحياة،  وكشفت عن موهبة متفجرة، وقدرة على امتلاك ناصية القصيدة ، يقول في نصّه  ( أريدُ لهذه الأشياءِ أن تبقى  ):

لو أنَّ سَيِّدَةً ستقرأُ ما كتبتُ غدًا وتبكي

سوفَ أَسْقُطُ دمعةً وأذوبُ

لكني أريدُ لهذه الأشياءِ أن تبقى

وأن أبقى دمًا حُرًا،

ولحمًا ساخنًا في صحبةِ الإنسانِ

قلبي حكمتي وعصايَ

أعبرُ بالقطيعِ النهرَ،

أحملُ رايتي بين الجياعِ

أحبُّ ما دامتْ هناكَ يَدٌ مُسَالِمَةٌ،

وما دامتْ بواريدُ الجنودِ غَفَتْ أغني : 

أيها القمرُ البعيدُ أضئْ

ويا ريحُ افتحي شُبَّاكَ محبوبي”

وبعد انتهاء الأمسية انتقل الجمهور إلى قاعة أخرى مع الشاعر نور الدين صمود الذي وقّع مجموعته الشعرية المعنونة” من المغارب إلى المشارق” التي صدرت عن دائرة الثقافة بالشارقة بمناسبة تكريمه في المهرجان .

شاهد أيضاً

إنطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب و سلطنة عمان ضيف شرف.. الخميس

  تشهد الدورة 33 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي ينطلق تحت شعار “بالمعرفة تبنى الحضارات”، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *