السبت, 4 مايو, 2024
الرئيسية / حوارات وتصريحات / أحمد الحريشي: شاعر المليون أثمر إشعاعا حقيقيا للتراث والفن العربي

أحمد الحريشي: شاعر المليون أثمر إشعاعا حقيقيا للتراث والفن العربي

اعتبر الشاعر والباحث المغربي أحمد الحريشي أن شاعر المليون أثمر بحفظ التراث الشفهي لمنطقة الخليج وأوصل صداه إلى بقية المنطقة العربية، وبمناسبة انطلاق الموسم الثامن من شاعر المليون قال الشاعر الحريشي للوكالة: “إن مسابقة “شاعر المليون” لتعتبر أضخم مسابقة شعرية للشعر الشعبي والنبطي خصوصا على مر عصوره، إذ تجمع فيها ما تفترق في غيرها، فهي لما تكتسبه من عناية خاصة ومن دعم رمزي وإعلامي ومادي لدولة الإمارات العربية المتحدة مشكورة، لتعتبر الأخت الكبرى لمسابقة لا تقل أهمية ووجاهة وهي مسابقة “أمير الشعراء”  التي تبدو للوهلة الأولى أكثر امتدادا جغرافيا، بيد أن المتمعن في أهداف زارعي هذه الوردة والراعين لها في تربة الخليج العربي استطاعوا أن يدفعوا بعطرها إلى حدود أبعد، حيث استطعنا نحن في المغرب العربي مثلا  أن نقرب عن كثب من الموروث الجمالي الخليجي النبطي في سماته التقليدية والتجديدية والتجريبية وأوزانه وقيمه وبنيته المعجمية والإيقاعية والأسلوبية والدلالية والرؤيوية التي تمتح من عمق اللغة العربية الفصحى وعادات نموذجها القيمي العربي الأصيل، وهو لعمري مطمح عزيز لتكريس الهوية العربية الخليجية والدفاع عن نموذجها الإنساني المقترح المتشبث بأصوله والمنفتح على القضايا والمشتركات الإنسانية ، فمسابقة شاعر المليون بلجان تحكيمها الأكاديمية ساهمت في نظري في خلق دينامية حقيقية في الرؤيا الإنسانية التي تحقق تمثل “LA représentation” الإنسان الخليجي لنفسه وتقديمه إلى العالم من جهة أخرى، بالإضافة إلى دفع الشعر النبطي إلى تأمل نفسه كي يحقق تطوره الجمالي من داخل بنيته واشتراطات هذه البنية ذاتها، ومنه فإن اشتغال مسابقة “شاعر المليون”، بعد زيادة قيمة الجائزة الأولى- على البعد الرؤيوي واللغوي والثقافي المنتج لهذا النص النبطي المائز هو اشتغال عميق وحفري في تأطير الذات والهوية ونوع من المقاومة الجمالية للحفاظ على روح التقدم العمراني والمدني والحضاري لدول الخليج، والذي يكمن في خصوصية الإنسان قبل حداثة العمران، وفي البنيات الفوقية في أنماط التفكير قبل البنيات التحتية الخليجية المبدعة في هندسات التعمير.

وأضاف: “وفي النهاية لا أستطيع إلا أن أعتبر أن فكرة المسابقة قد تبرعمت واشتد عودها وأثمرت إشعاعا حقيقيا لهذا التراث والفن العربي عامة والخليجي خاصة، إذ بفضلها نجد من تجاوز مرحلة التلقي إلى مرحلة الإنتاج والكتابة من خارج الفضاء الخليجي نفسه، وكذا تبوء القصيدة النبطية مكانة الصدارة لتألقها الحقيقي غناء وإلقاء ودراسة ونجوم وقنوات، يجعلنا نؤكد على ضرورة النهج نفسه من قبل الحكومات والهيئات العربية الأخرى للحفاظ على ما تبقى من موروث شفهي شعبي لأنماط مماثلة كالقصيدة العامية المصرية والزجل المغربي و”الغنا” الحساني، والملوف التونسي والملحون الأندلسي وغيرها من أنماط تدل على ثراء القدرة الجمالية الخلاقة للمواطن العربي بمختلف تجلياته الإبداعية الفنية”.

شاهد أيضاً

جمعية الناشرين الإماراتيين: الذكاء الاصطناعي ثورة تكنولوجية

  أكدت جمعية الناشرين الإماراتيين أن الذكاء الاصطناعي يشكل ثورة توصَف على أنها نقلة نوعية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *