بعد ما يقارب العقدين من التوقف عن إصدار الكتب صدرت للشاعر العراقي محمد جلال الصائغ المجموعة الشعرية الثالثة بعنوان “متسع لحب آخر” عن دار نون للنشر والتوزيع.
جاءت المجموعة ب120 صفحة ومن القطع المتوسط, وتحتوي على 55 قصيدة في الغزل تتراوح بين القصيرة جدا والطويلة وهو الاصدار الثالث بعد قصائد تحترف العشق 1998 وكتابات وردية في زمن رمادي 1999 من أجواء المجموعة:
يا نخلة الروح
قلبي ليعقوب نِدّاً في البكاءِ غدا
مُذْ أَورَقَ الحلمُ في بُستانها نَكَدا
مُذْ زُلْزِلَ الشوقُ في صدري وَمُذْ عَبَثَتْ
كَفُّ الليالي فكانَ العُمْرُ مَحْضَ سُدى
وَمُذْ تَغَنَّيتُ بالدُنيا وَبَهْجَتها
وما وَجَدْتُ لصوتي في الفضاءِ صدى
يا نَخْلَةَ الروحِ يا حُباً يُبَعْثِرُني
يا عالماً لمْ يَزَلْ بالعِشْقِ مُتَّقِدا
إليكِ كَمْ سافَرَتْ في البالِ أُغنيةٌ
فأَوْرَقَتْ في حكايا الظامئين ندى
إليكِ كَمْ…والأماني كُلُّها أحْتَشَدَتْ
أمامَ شُباكِكِ المفتوحِ فيَّ مَدى
إليكِ كَمْ…آهِ يا حُلماً قَد احْتَضَرَتْ
في مُقْلتيهِ مَسراتٌ وهامَ هُدى
لا تَتْرُكي لبحارِ اليأسِ أَشْرعتي
فـــإنَّ قلبي رقيقٌ والرياحُ مُدى
وإِنَّ بي خوفَ أَنْ أمْضي إلى أَجَلي
ودوننا ألْفُ صوتٍ للضياعِ حَدا
أخافُ – يا كُلَّ مَنْ أهوى- البكاءَ فلي
خَلْفَ أبْتساميَ دمعٌ جُنَّ واحتشدا
ولي جراحٌ بِعُمْقِ الروحِ يُرْعِبُني
أَنْ تَسْتَفيقَ فَتُلقيني بِكَفِّ ردى
يا نَخْلَةَ الروحِ رُدي بَعْضَ ما سَرَقَتْ
مني الليالي فَعُمري قَدْ مَضَى بَدَدا
ردي السنين التي من قبل قد مرقت
لكي أرمم قلباً في هواك شدا
رُدي إليَّ دمي….نبضي سَيَشْهَدُ لي
إني لِحُبِّكِ مَنذورٌ وإِنْ بَعُدا
لي وَعْد أَنْ نَلتقي يوماً وإن نَفِدَتْ
مِنّا الدُروبُ فَهذا الحُلْمُ ما نَِفدا