الجمعة, 3 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / د.طلال الجنيبي: القصيدة هي ذلك الكائن الخلاب الذي يختارك قبل ان تختاره

د.طلال الجنيبي: القصيدة هي ذلك الكائن الخلاب الذي يختارك قبل ان تختاره

للنقد آداب وأخلاق ومبادئ يجب احترامها

المشاركات النوعية تضعني أمام مسؤولية كبيرة تجاه المتابعين والمحبين

هو شاعر يعيش مع الحرف في كل حركاته وسكناته، عندما يعتلي منبر الشعر فتنهمر عليه الصور البيانية كأنها قطرات الندى  فيرشفها ويصنع من رحقيها عسلا، بنكهة ابداعي شعري جميل، وأين ما حط رحاله تجد البوح في الجنبات، فهو من جيل يعشق الكلمات ويتفنن في صوغها وتغريدها، فهو غريد الشعر، هو الشاعر الاماراتي د. طلال الجنيبي الذي كان لنا معه هذا الحوار

طلال الجنيبي اسم عرفته الأجيال منذ ربع قرن تقريبا فعرفنا على طلال الشاب الشاعر وطلال المتمرس والمتمكن من منصة الشعر؟

لأي درجة تشكل الموهبة عنصرا هاما في نجاح الشاعر أم أن التجربة وطول عمر الابداع يكون له الدور الأكبر؟

طلال سعيد الجنيبي

كإنسان وكشاعر وكاستاذ جامعي متخصص بالموارد البشرية والإدارة السلوكية كان ولا زال مؤمناً بأن الموهبة هي أساس الإبداع بلا اي شك فهي البذرة التي تتعهدها التجربة والتمرس و التطوير بالرعاية والعناية ثم تسقيها بالعلم والمعرفة والإطلاع حتى تتشكل ملامح التجربة الإبداعية بشكل  ناضج تتحقق من خلاله شروط الإبداع في المنتج الفكري الجمالي.

تجوب أصقاع الأرض حاملا معك زادك الشعري كيف تجد انطباعات من يسمع شعرك في الدول غير العربية؟

في الأوساط الثقافيه غير العربية تحديدا يكون تلقي الشعر بعناية أكبر و بحميمية أكثر من المغتربين ذوي الأصول العربية او المستعربين او المهتمين بالثقافة العربية والثقافات الشرقية عموما نظرا للعطش إلى الإستماع إلى ما يربطهم بالآخر البعيد عبر بوابة الشعر تحديدا في حالتي.

الأمر يحمل بعدا إضافيا عند من لا يجيدون اللغة العربية حيث يلعب أسلوب إلقاء الشعر ونقل مشاعره وأحاسيسه الكامنه دورا كبيرا في إيصال مضمون هذا الجنس الأدبي الراق الذي اختاره العرب ليكون ديوانهم إلى ذائقة المتلقي.

عندما اقدم نتاجي الشعري العربي في المنابر الغير عربية تبرز اهمية الإلقاء ولغة الجسد بشكل صارخ، ومن خلال هذا الجانب الذي اتميز به بحمدالله تعالى وعبر اسلوب التوقيع الصوتي الذي عرفت به والتصق بي و الذي يقرب النص الشعري من روح ووجدان المتلقي  يسهل ايصال الشعر لمتلقيه حتى وان لم يكن مجيدا او حتى عارفا باللغه بمساعدة الترجمة الفورية التي تفسر المعنى وهي التي غالبا ما تحضر مرافقة للالقاء الشعري على هذه المنابر الثقافية الغربية في غالب الأحيان.

أنشأت حالة مختلفة في الشعر وهي “التوقيع الصوتي” حبذا لو تضعنا في صورة عن هذا الانجاز ؟

 (التوقيع الصوتي) هو اسلوب إلقاء يشبه الغناء او الإنشاد ولكن يختلف عنهما في آلية تشكله الإلهامية وارتباطه الحصري بنصه الشعري المرافق له.

التوقيع الصوتي يمثل بالفعل حالة صوتية مختلفة متفردة ولدت كمفهوم وكممارسة تطبيقية على يد الشاعر الإماراتي الدكتور طلال سعيد الجنيبي قبل ما يقارب العقد من الزمان و قدمها لجمهوره وربطها بأشعاره وتم تأصيلها وتمحيصها ودراسة جذورها  نقديا على يد عدد من أساتذة الجامعات المتخصصين في الدراسات النقدية مما أضفى عليها مصداقية وخصوصية اضافت لهذه الحالة الشعرية الإلقائية الإبداعية.

وتوقيع الشعر صوتيا هو في حقيقته توقيع شخصي يمهر النص بخصوصية أسلوب قائله وهو ايقاع يستخرج الموسيقى الداخلية من باطن النص الشعري ليلبسه إياه ويظهر إيقاعه بوضوح وجمال.

والغاية منه تقريب المنتج الشعري الإبداعي من أذن وروح وذائقة المتلقي الذي يستمع إلى نص شعري مرطب ومعرق بموسيقاه الشعرية الداخلية

لذلك اعرف دائما بشاعر التوقيع الصوتي اوغريد الشعر وماشابه في دلالة واضحة على تأثير هذه الحالة على تجربتي الشعرية على وجه العموم

ونحن أولاد بيئة تقريبا تؤثر فينا جميعا فهل كان للبيئة الأثر في ابداعك ب”التوقيع الصوتي”

البيئة تؤثر حتما على كل اشكالنا الإبداعية ولكن ربما كثرة السفر والترحال والإختلاط بثقافات مختلفة كان له الدور الأكبر في ظهور ملامح التجربة الشعرية عموما والتوقيع الصوتي خصوصا.

وانت تبحر في بحر االقصيدة كيف تتراكب صورها وكيف تبني بنيانها حتى تصبح بغاية الجمال؟

القصيدة هي ذلك الكائن الخلاب الذي يختارك قبل ان تختاره. تتجمع قطرات الإلهام من مصادرها المختلفة المتنوعة من تجارب وذكريات ومشاهدات عبر جميع الحواس لتستقر في إناء الروح الشفاف الذي يسكبها على جسد اول قصيدة تقرران تغادر ذات الشاعر إلى فضاء النص الإبداعي المعلن لتولد القصيدة وتصافح أهواء الجمال والإبداع والإمتاع عند من يجد عندها بعض ما يبحث عنه.

هل لقصيدتك وقت زمني تأتي به أم أنك تقودها لوقت يناسب فيض بوحك؟

لاوقت للبوح الشعري ولازمان ولامكان. هي حالة ولادة مفاجئة لاتستشير طبيبها ولا والديها ، الفكرة والشاعر ..!!

من خلال مشاركاتك الكثيرة في مهرجانات عربية هل حدثت معك أية حالة بأن انتقد أحدهم وانت على المنصة؟

لم يحصل ان انتقدني احدهم على المنصة ولا احسب ان هذه الحالة تتكرر الا عند من لايملك الثقة الكافية والايمان بمنتجه الابداعي. عموما المنصة ليست مكان استقبال النقد وليس من اللائق ان يوجه النقد بهذا الاسلوب. للنقد آداب وأخلاق ومبادئ يجب احترامها عند توجيه النقد والا تحول الى تجريح لايقبله حتى المخطئ أو المسئ على نفسه في غالب الاحيان كما ارى.

ماذا عن مشاركاتك الأخيرة في ومنها اسبانيا ؟ المربد؟ افرابيا؟ الشارقة للشعر العربي؟ وهل من دعوات جديدة؟

مؤخرا شاركت في ايام زايد الثقافية بأسبانيا وقدمت امسيات بالبيت العربي بمدريد بحضور ثمان سفراء عرب وجمهور نوعي ملأ القاعة التي شهدت ترجمة فورية لنصوصي بالاسبانية. بالعاصمة الإسبانية أقيمت لي امسيات شعرية بالأرشيف الوطني الإسباني وباقدم قسم دراسات عربية باوربا بجامعة كليمنتي دي مدريد والذي تاسس قبل مايربو عن الخمسمائة عام غي ظل تغطية إعلامية مميزة لمشاركاتي الشعرية الأوربية.

شاركت كذلك بمعرض الشارقة للكتاب بأمسيتين ووقعت ديواني الشعري الثاني (على قيد لحظة)

في مطلع هذا العام2018  لبيت دعوة مهرجان افرابيا وطرحت اشعاري بحضور نائب الجمهورية السودانية بالخرطوم.

وبعدها كانت مشاركتي الموفقة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب والتي كان لها اصداء واسعة و تكلل بلقاء مطول بقناة النيل الثقافية عن تجربتي الشعرية.

وقبل ايام انتهيت من مشاركتي بمهرجان المربد الشعري بالبصرة والذي كانت الإمارات ضيف شرف فيه وقد كان لمشاركتي الأخيرة بالمربد الكثير من ردود الفعل الإيجابية التي تجاوزت التوقعات وكان لأسلوب التوقيع الصوتي حضورا مميزا من على هذا المنبر الشعري العراقي العريق في مدينة انجبت الفراهيدي وسيبويه والسياب وغيرهم وامام جمهور نوعي مختلف.

وعندما تأتيك دعوة للمشاركة بمهرجان غربي ماهي المسؤولية التي تضعك عندها هذه الدعوة

كل هذه المشاركات النوعية تضعني امام مسؤولية كبيرة تجاه المتابعين والمحبين والذات قبل ذلك كله للحفاظ على هذه المنجزات والمضي قدما في طريق العطاء والإبداع الشعري.

لقد فاقت قصائدك  500 قصيدة  ومع هذا لم تنشر سوى عدة دواوين

في الحقيقة قصائدي تجاوزت الألف وليس الخمسمائة رغم ان العدد لايقدم ولا يؤخر فالعبرة بالكيف لا بالكم، وصدر لي ديوانين شعريين فضلا عن ثلاثة دواوين شعرية مشتركة

.ديواني الاول بعنوان (بوح على الضفاف) و ديواني الثاني عنوانه (على قيد لحظة) وهو من اصدارات دائرة الاعلام والثقافة بالشارقة وقد وصل للقائمة النهائية لأفضل اصدار بمعرض الشارقة للكتاب وترشح ضمن افضل اصدارات الكتاب الإماراتيين في جميع المجالات للعام2017.

نجد الكثير من الشعراء بعد تجربة طويلة من الشعر يخطون في مجال الرواية او القصة فهل لك تجربتة معها؟

لم تراودني فكرة كتابة الرواية إلى هذه اللحظة وربما تكون كتابة الرواية مشروعا مؤجلا فمن يدري

بماذا يحب أن ينهي طلال الجنيبي حواره

اود ان اشكركم في ختام هذا اللقاء المميز واشكر جمهوري الحبيب ومتابعي أشعاري الكرام على دعمهم الدائم ووقوفهم المستمر الدائم.

واقول ان الشعر هو كائن الشعور الأجمل الذي يحلق في سماء الإبداع ليلامس مكامن الجمال في ارواحنا بشغف لايضاهى

شاهد أيضاً

“أبوظبي للكتاب” يستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع النشر

شكل الذكاء الاصطناعي محورا مهما من محاور نقاشات معرض أبوظبي الدولي للكتاب. واستضاف المعرض ندوة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *