الإثنين, 6 مايو, 2024
الرئيسية / دليل الأمسيات / “عادات رمضان” في معهد الشارقة للتراث

“عادات رمضان” في معهد الشارقة للتراث

نظم معهد الشارقة للتراث أمسية رمضانية، في مقر مجلس ضاحية واسط، الإثنين، بحضور الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، وسعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وذلك ضمن برنامج المعهد الفكري والثقافي الرمضاني، حول عادات رمضان في الماضي، وتحدث في الأمسية التي أدارها الدكتور عادل الكسادي، الباحث والأكاديمي في المعهد، الراويان سالم سعيد بن معيل الكتبي، وراشد بن ناصر عيسى الزري.

وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: “يسعدنا تنظيم مثل هذه الأمسيات الرمضانية الاجتماعية، ضمن برنامج المعهد الفكري الرمضاني، والتي تشكل فرصة لنا للقاء كبار السن وتعميق أواصر الترابط معهم، بالإضافة إلى تناول مجمل الممارسات الثقافية والطقوس الدينية التي كانت تصاحب الاحتفال بحلول الشهر الكريم، ونمط المعيشة والحياة في كنفه، وترقب ليلة القدر، والألعاب الشعبية والأكلات التراثية التي كانت ومازالت شائعة في المجتمع الإماراتي، وصورة رمضان في الذاكرة وما تختزنه من ذكريات ومعلومات غنية تحيل إلى رمزية الاحتفاء بالشهر ومكانته في نفوسنا جميعاً”.

وتطرق الراوي الكتبي إلى رمضان في خمسينات وستينات القرن الماضي، وكيف كان الناس يتعاملون معه والاستعداد له واستقباله، قائلاً: رمضان في تلك الأيام كان مختلفاً في كثير من التفاصيل، ففي تلك المرحلة كان الناس ينتظرون الإعلان عن رمضان من خلال مراقبة الشهود لهلال رمضان، وعلى إثر ذلك يتم الإعلان عن حلول الشهر الفضيل من خلال مدفع يتميز بصوته العالي، وكان المدفع يسمى الرقاص، يسمعه الناس عن بعد، في مناطق أخرى.

وتابع الكتبي: كانت موائد الإفطار الرمضاني في الماضي بسيطة، وكانت تعكس نوعاً من التعاون المجتمعي في الاستعداد والتجهيز والطبخ، وكانت الموائد غالباً مكونة من العيش والطحين والساقو، في حين لم تكن اللحوم متوافرة بالكثرة كما هو الحال هذه الأيام، وعندما يتوافر اللحم لسبب أو لآخر، غالباً ما يتم توزيعه على الأهل والجيران والأصدقاء وسكان الفريج، وكانت تلك الأيام تشهد تبادل وتوزيع الطعام على بعضهم البعض.

وأضاف: أما الحلويات فكانت تأتي بعد صلاة التراويح، حيث يتجمع الرجال في مكان ما في منطقة الفريج، ويتناولون تلك الحلوى كاللقيمات وغيرها، في سهرة بسيطة محببة، ومن ثم يغادر كل شخص إلى منزله من أجل الاستعداد للسحور، لقد كانت أياماً جميلة.

ومن جانبه تحدث الراوي الزري عن الشهر الفضيل في الماضي، خصوصاً عن طقوسه في منطقة الحيرة والهلال، واستعاد تلك الطقوس الرمضانية، في سردية لاقت تفاعل الحضور، حيث تطرق الراوي إلى كثير من التفاصيل التي شدت الحضور إلى الماضي، وعبروا عن إعجابهم بطقوس رمضان تلك الأيام.

وتطرق الراوي الزري إلى الكثير من المشاهد والأحداث التي استحضرها من الذاكرة، بما فيها مشاعر الطفولة في رمضان، وكيفية استعداد الناس لاستقبال رمضان وبشارة هلال رمضان.

إلى ذلك، ولد الراوي سالم سعيد بن معيل الكتبي في عام 1948م في منطقة واسط، ولخبرته الطويلة والقديمة في دروب وطرق الشارقة أصبح ملماً بالخارطة الطوبوغرافية للشارقة وحافظاً لمواقع آبار المياه العذبة “الطواية” والمزارع ومواقع المقابر والأسواق وأصحاب البيوت وعاصر مراحل إنشاء المحاكم والدوائر الحكومية، ويعتبر من رواد المعرفة بالتطور الحضري للشارقة في الفترة الانتقالية ما قبل إنشاء دولة الإمارات لخبرته في الطرقات والمواقع المهمة.

أما الراوي راشد بن ناصر عيسى الزري، فقد ولد في منطقة الحيرة بالشارقة، وبدأ حياته العملية مبكراً مع والده في حرفة صيد السمك، ثم سافر إلى الكويت للعمل، كما سافر إلى الهند والبصرة. ويحتفظ الزري بمعارف تراثية واسعة عن البحر وأنواع السفن والأسماك والسفر البحري، كما أن له ذاكرة ممتازة عن ذاكرة الشارقة المكانية من مساجد وآبار ومعالم تراثية قديمة.

شاهد أيضاً

“عذب المعاني” أمسية شعرية في ليالي الشعر ضمن “أبوظبي للكتاب”

  شهدت “صالة منف” في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ضمن فعالية “ليالي الشعر” إحدى أهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *