الخميس, 2 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / سماح ضيف الله المزين للوكالة :شعراء غزة طيور تبدع الغناء في قفص كبير

سماح ضيف الله المزين للوكالة :شعراء غزة طيور تبدع الغناء في قفص كبير

عبرت الشاعرة الفلسطينية سماح المزين عن استيائها من تجاهل وسائل الاعلام العربية لشعراء غزة حسب قولها ووجهت رسالة عتب عبر الوكالة قالت فيها: الوضع السياسي في غزة يغلق أي طريق يهمّ بفتحه مبدع، وبرغم ذلك يظل المبدع يغرد بدون تراجع أو رهبة، وإن كان الحصار يزيد من عمق المشكلة، إلا أنه ليس السبب الوحيد الذي يعوق انطلاق المبدعين الغزيين، من أهل الأدب، الشعراء تحديدًا.

لعل الانقسام بين حماس وفتح أثر كثيراً وبشكل سلبي على اشتهار شعراء غزة؛ لأن أية حكومة عربية أو مؤسسة كبرى تفضل التواصل الدائم والتعامل مع حكومة رام الله التي تعد الحكومة الشرعية الوحيدة – من وجهة نظر سياسية – وهذه مشكلة حقيقية، حيث يفحص الانتماء السياسي للشاعر كي يسمح له بالمشاركة الأدبية خارج غزة، وعلى هذا الأساس يجري الانتقاء، هناك كذلك سبب آخر عزز هذا التهميش وهو ظهور غزة دائماً في دور الضحية المظلوم والجريح النازف على شاشات ومنابر الإعلام العربي، وهذا يقع بالدرجة الأولى على كاهل أبنائها من الإعلاميين بالذات؛ لأن في غزة حياة داخل بطن الموت الذي يغلف المشهد كاملاً، إنها تنزف إبداعاً وتفوقاً وجمالا حقيقياً في أكثر من مجال، وعلى أساس الانقسام فإن شعراء غزة يظلم الانقسام بعضهم جداً ويحكم عليه بتهمة انتماء سياسي بينما لا يكون لديه أي انتماء إلا للقضية والقصيدة.

إضافة إلى الوساطة والمحسوبية التي تسيطر بشكل أو آخر على عقول وتعاملات سواد كبير من أصحاب القرار العرب، ومن بيدهم منحُ الفرصة أو حبسُها عن الغزّيّين، وربما حتى من قبل الغزيين أنفسهم.

والشهرة العربية لن تتحقق إن لم تتم استضافتهم في مهرجانات شعرية عربية! فكيف يمكن أن يتعرف إليهم الجمهور العربي إن لم تسلط أضواء الإعلام – على الأقل – عليهم؟

فالشهرة عربيًا تأتي بعد المشاركة وليس قبلها؛ فحتى المتنفس الوحيد الذي يجده الشاعر الغزي للانتشار – وهو الإنترنت، أصبح مكتظاً بالغثاء، وفتح – إلى جانب الآفاق الإيجابية – آفاقاً سلبية ليس أولها إتاحة السرقات الأدبية باحتراف مقيت، والسرقة المقنعة كاقتباس الفكرة دون حياء، أو لملمة ما يعجب المتظاهرين بالشعر والإبداع من مفردات وأفكار لدى غيرهم واختزالها بشكل أو آخر، ولا آخرها التقليد فصاحب الشخصية الإدارية المتميز في التسويق للنفس قد يعلو كثيراً وهو مجرد فقاعة جميلة من الخارج مفرغة أو بالون تم نفخه بغاز مسروق، ولدينا تجارب مؤلمة كثيرة في هذه الزاوية ومن هذا الصنف من المعاناة.

وأنا أكتب اليوم هنا لأوصل رسالتي عبر منبر وكالة الشعر الموقّرة، رسالة عتب محفوفة بحب وأمل وحميمية، عتب ان على المؤسسات الثقافية والأدبية العربية عمومًا والخليجية خصوصًا – فهي الأكثر حضورًا وصدارةً في المشهد الثقافي العربي وصاحبة السبق في إقامة المهرجانات الشعرية الكبرى – أعتب عليها في استثناء أبناء غزة، متى كان للشعر لون محدد وقالب مغلق؟ لتصبح مشاركة الشاعر محكومة بموافقة السياسي ورجل الحكومة، الذي يشغل منصبًا إداريًا لا علاقة له بالشعر وتذوقه، فيرشح من شاء ويهمل من شاء.

بعض المؤسسات تعلق هذه المشكلة على الحصار وصعوبة خروج شعراء غزة للمشاركة، لكن وإن كان الحصار يعد آخر الأسباب؛ ومع أنه السبب الأصعب والأكثر جحودًا، ومع ذلك فهو ليس عصيًا على الحل، فبعض المؤسسات من الخارج استضافتني شخصيًا عبر وسائل التواصل المتاحة بالصوت والصورة (سناب شات – سكايب – فيس بوك – واتساب – أقمار صناعية… وغيرها) وتعد هذه أيضًا مشاركة، وإن كانت غير الذي نرجوه، إلا أنها حلٌ مؤقت، ودعوة حنونة من إخوتنا الذين يشعرون بمعاناتنا نحن الشعراء الغزيون، كما أن أصحاب الدعوات الرسمية الخارجية، وبعض المسافرين ذوي الأسباب قد يسمح لهم بالسفر عن طريق المعبر الآخر المتاح مروراً بالمملكة الأردنية الشقيقة.

أختم بشكري الجزيل لوكالة أنباء الشعر التي تفسح لنا المجال لنتحدث، وتمنحنا المنبر لنوصل رسالتنا، وتؤثث لنا الفضاء لنحلّق، أرجو أن تصل الرسالة ويخترق الصوت حواجز السياسة ويصل إلى قلوب أهل الأدب الذين هم روح هذا العالم المادي الجامد وفؤاده!

شاهد أيضاً

تمديد المشاركات في جائزة «سرد الذهب»

  أعلن مركز أبوظبي للغة العربية تمديد الموعد النهائي لتقديم طلبات المشاركة في الدورة الثانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *