الإثنين, 6 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / حضور مميز في ملتقى “الشارقة الدولي للراوي” بيومه الثاني

حضور مميز في ملتقى “الشارقة الدولي للراوي” بيومه الثاني

تميز اليوم الثاني من ملتقى الشارقة الدولي للراوي في نسخته الـ 18، بحضور حيوي لافت من قبل طلبة المدارس، ما يؤكد على جهود معهد الشارقة للتراث، من خلال مختلف أنشطته وفعالياته، في حفظ وصون والتراث ونقله للأجيال، حيث استمع الأطفال إلى قصص وحكايات قديمة من بعض “الشواب”، الذي رووا لهم الكثير من القصص والحكايات عن البحر والصيد واللولو، وتلك الأيام التي عاشها الآباء والأجداد، كما تنقلوا بين شارع الحكايات ومنصة بحر الثقافة ومسرح الدمى وفضاء الحكايات وحديقة الحكايات وصف الحكايات ومنطقة الورش، لمتابعة تلك الفعاليات التي لاقت تفاعلاً حيوياً من قبلهم، من خلال الإصغاء الجيد والمتابعة والسؤال التي تعبر عن استمتاعهم بمختلف فعاليات الملتقى.

وتنوعت متابعة الأطفال للفعاليات، سواء في شارع الحكايات، وورشة رسم الحكايات الخرافية وشخصياتها، ورشة صناعة الأقنعة، وورشة تعليمية عن فن الأوريغامي، وكانوا متواجدين أيضاً في فعاليات صف الحكايات، حيث تابعوا الحصة الأولى التي تناولت “هكذا تروى حكاياتنا”، ومن ثم عرض حكي، وجاءت الحصة الثانية بعنوان “نصنع الحكاية بأيدينا”، وفي الحصة الثالثة تعرف الطلبة على عنوان جديد هو “لنصطد بديحة”، وقدمت الحصص المنشط هند السعدي، وتكررت هذه الحصص في الفترة المسائية.

وأكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لملتقى الشارقة الدولي للراوي، أن الملتقى حدث ثقافي استثنائي، ويحتل مكانة مميزة على خارطة الفعل الثقافي بالشارقة بشكل خاص، وفي الإمارات بشكل عام، وهو حدث عالمي بامتياز، وتتجلى أهميته في أكثر من مستوى، من بينها أنه مهم لكل المعنيين بالتراث الثقافي والرواة والإخباريين.

وتابع المسلم: “عندما نستحضر مسيرة 18 عاماً في مشوار الملتقى، وتلك البدايات البسيطة لكنها الحيوية، وصولاً إلى قيمته الكبيرة اليوم، نقول إن ما حققناه من نجاح وتميز، لم يكن ليرى النور لولا الدعم المستمر والكبير من قبل راعي الثقافة والتراث والمعرفة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لذلك أصبح الملتقى علامة فارقة في المشهد الثقافي”.

ولفت إلى أن إضافات نسخة هذا العام متعددة ومتنوعة، من بينها برنامج “المجاورة”، وهو برنامج جديد يتيح للراوي الجديد الاحتكاك بالرواة المخضرمين من خلال مجاورتهم عملياً والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم وتقنياتهم لتقديم رواياته بفن جديد.

وتابع: “لقد أعد الملتقى هذا العام معارض جديدة، من بينها معرض الدمى العالمي، الذي يقدمه الفنان الإيطالي أوغستو غريللي الذي اشتهر في أوروبا كأحد أهم فناني الدمى، وأهم جامعيها، فضلاً عن كونه صاحب مسرح عرائس مشهور جال في مختلف أنحاء أوروبا طوال الخمسين سنة الماضية”.

ولفت المسلم: “إلى أن شعار الملتقى هو “الحكايات الخرافية”، والحكايات الخرافية كما يعلم الجميع، هي الشكل الأقدم لأدب الشعوب والأمم والجماعات الاجتماعية، والمعبر عن خيالهم الشعبي، وهو أدب تناقلته الأجيال شفاهة منذ بدايات التاريخ البشري حتى اليوم، فتلك الحكايات تعبر عن تفسيرات العقل البشري وتصورته عن محيطه الطبيعي وظواهر الكون، وغيرها، ولأنها كذلك، فقد تم تخصيص طاولة مستديرة تتناول الحكاية الخرافية في 4 جلسات، جلستان عن الحكاية الخرافية في الخليج، وجلستان عن الحكاية الخرافية في العالم”.

حلقة شبابية تجمع الأجيال

شهد الملتقى في يومه الثاني حلقة شبابية بعنوان “لقاء الأجيال”، مقاربة ثقافية بين جيل حملة الموروث الثقافي وجيل الشباب، شارك فيها رواة وباحثون ومجموعة من الشباب، حيث جمعت الحلقة بين رواة شباب ورواة كبار، وركزت على علاقة الشباب الإماراتي بالتراث.

وأوضحت الباحثة فاطمة المغني، أن هذا اللقاء بين الأجيال يعتبر تجربة جديدة ومهمة ومفيدة للشباب من حيث كيفية إيصال الحكاية لهم، وكيفية تعاملهم معها، والاستفادة من التكنولوجيا لخدمة التراث والحكاية، حيث شكلت الحلقة فرصة مهمة لتفاعل الأجيال وتبادل الآراء والمقترحات بين الأجيال فيما يخص الحكاية والرواة، وكيف يمكن للشباب الحفاظ على الحكاية، وماذا يمكن أن يقدموا من إضافات تسهم في استمرار حضور الحكاية وانتقالها عبر الأجيال، لافتةً إلى أن الجيل الجديد قادر على أن يضع الحكاية في قالب جميل وجذاب ويكون له دور كبير في استمرارية حضور الحكاية في المشهد الإبداعي.

أنيسة فخرو

تناولت الندوة التي جاءت بعنوان “أنيسة فخرو، عطاء وثراء”، حيث تم تكريمها في اليوم الأول من الملتقى، مسيرة الدكتورة فخرو، وإصداراتها المتنوعة، وجهودها في عالم التراث، ومسيرتها في حفظ وتوثيق التراث البحريني.

وأدار الندوة الدكتور عادل الكسادي، وشارك فيها بالإضافة إلى الدكتورة فخرو، غسان يوسف، فاطمة يوسف، منصور سرحان.

واستعرضت الندوة تجربة الدكتورة فخرو في الحكايات الشعبية من خلال كتابها “حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة”.

وذكرت الدكتورة أنيسة فخرو، أن كتابها “حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة” يحوي 100 حكاية موثقة، وتشكل جزءاً من النسيج الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي كان سائداً في مملكة البحرين منذ الزمان القديم، وكلمة حزاوي تعني التخمين وتقدير الشيء، وفيها نوع من الوعي والإرشاد.

ولفتت فخرو إلى أن الراوي الأصلي في كتابها هو جدتها الحاجة شيخة بنت راشد بنت بو راشد عبد الملك، رحمها الله، التي استقت منها مختلف القصص والحكايات عن جدها الحاج الشيخ يعقوب بن يوسف بن محمد بن عبد الملك، رحمه الله، الذي كان يعمل وقتها في التجارة وتنقل كثيراً بين الهند والعراق وسلطنة عمان وشرق آسيا بحثاً عن الأخشاب.

وأضافت أن كلمة حزاوي تعني التخمين وتقدير الشيء، وفيها نوع من الوعي والإرشاد، ولفتت إلى أسلوب البساطة في سرد الحكايات الشعبية في كتابها، حيث يؤشر ذلك إلى سهولة إيصالها إلى الكبار والصغار بأسلوب السهل الممتنع، مع الحفاظ على مضمونها وهضم واستخراج المقصد من الحكاية.

وتطرقت في كتابها إلى موقع المرأة في حكاياتها، من حيث أنها كانت مميزة وتحظى بحضور كبير، في حين أن أغلب الحكايات كانت تثبت مكانة الأم وأهميتها، تماماً كما هو حال اللغة العربية وموقعها المهم بين أوساط المجتمع البحريني في تلك الفترة، واعتبار العربية الجذر الرئيسي الذي تنهل منه كل اللهجات، كما عددت البيئات الصحراوية والقروية والمدنية التي شكلت مصدراً للحكايات الشعبية.

ويتضمن كتاب الدكتورة فخرو 120 لوحة تعبر عن الحكايات السردية رسمت من قبل فنانين متمرسين، مصنفةً إياه ضمن الدراسات الأنثروبولوجية، علماً أن المحرك الأساس للقصص حسب قولها هو الواقع الاجتماعي الذي كان سائداً في تلك الفترة بالبحرين والذي كان يغلب عليه الفقر والعوز، كما هو الحال في استحضار حكاية “إم الروازن”.

وفي ختام حديثها، تقدمت الدكتورة فخرو بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على اهتمامه بالثقافة وكل عناوينها وفروعها، وعلى دعمه السخي واللامحدود للمثقفين وأهل الراوة والباحثين في التراث المادي واللامادي، كما شكرت معهد الشارقة للتراث ممثلاً برئيسها سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، على دعوتها وتكريمها لجهدها المخلص والدؤوب في حفظ وتوثيق التراث البحريني والخليجي والعربي، داعيةً إلى أهمية تحويل الحكايات الشعبية إلى مسرحيات ودراما، وترجمتها أيضاً في المناهج الدراسية من باب توسيع الاستفادة.

خورفكان ودبا الحصن

لا تقتصر فعاليات النسخة الـ 18 للملتقى على مركز إكسبو، فهناك فعاليات وبرامج وأنشطة في فرعي المعهد بخورفكان ودبا الحصن، حيث يستضيف فندق الأوشيانيك في قاعة الدانة، حزمة من الفعاليات، تضمنت فيديو عن الملتقى ومسيرة 18 عاماً مع الكنوز البشرية الحية، وفيديو آخر عن الحكايات الخرافية، حيث شعار الملتقى، بالإضافة إلى مشاركة خاصة من ذوي الإعاقة في برزة الرواة، كما شارك الجمهور الذي تفاعل مع الملتقى بتقديم حكايات خرافية، وشهد الملتقى مسابقة للجمهور عن الملتقى، وتضمنت الفعاليات وجود ركن خاص بمعرض الرواة.

وكذلك هو الحال في المركز الثقافي بدبا الحصن، حيث تابع الجمهور هناك العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة.

كما شهد مركز التراث العربي، ليل أمس الإثنين، افتتاح معرض أوغستو للدمى في مركز التراث العربي، وهو معرض رئيس مصاحب للملتقى يستمر لمدة ثلاثة أشهر، ليتسنى للطلبة والجمهور زيارته بشكل متكرر ومكثف والاستفادة منه قدر المستطاع، والمعرض يقدمه الفنان الإيطالي أوغستو غريللي، الذي اشتهر في أوروبا كأحد أهم فناني الدمى، وأهم جامعيها، فضلاً عن كونه صاحب مسرح عرائس مشهور جال في مختلف أنحاء أوروبا طوال الخمسين سنة الماضية.

قال الراوي

شهد فعليات الملتقى مناقشة كتاب الباحث والناقد سعيد يقطين، “قال الرواي، البنيات الحكائية في السيرة الشعبية”، الصادر عن المركز الثقافي العربي في بيروت عام 1997، وبحسب المؤلف، فإن “قال الراوي”، يمثل امتداداً لكتاب الكلام والخبر، لأنه يرمي إلى وضع الخطة السردية العامة المقدمة فيه موضع التحليل والتطبيق، لذلك يمكن اعتبار هذا الكتاب محاولة لتأسيس “سرديات للقصة”.

وعندما نتخذ من السيرة الشعبية موضوعاً للاشتغال من خلال الانطلاق من التساؤل عن حكائيتها نبغي تقديم ملامسة أوسع لمختلف مظاهر القصة أو المادة الحكائية، كما تتقدم إلينا من خلال نص له تمثيليته الحكائية على صعيد السرد العربي برمته.

في هذا الكتاب محاولة جادة لإعادة صياغة العوامل الحكائية في السيرة الشعبية، من خلال ربط مختلف المقولات والبنيات الحكائية بعضها ببعض، لتأكيد كون السيرة الشعبية “نصاً واحداً ثقافياً”، وعبر ربط النص بالسياق الثقافي ـ الاجتماعي يتأكد لدينا كون السيرة الشعبية “موسوعة حكائية” تلتقي مع التصنيف الموسوعي الذي تبلور في القرنين الثامن والتاسع الهجريين، والذي جاء استجابةً لغاية معرفية وثقافية خاصة، حاولت السيرة الشعبية تجسيدها على نحو متميز لأن طابعها الجمالي والإبداعي والتخييلي أعطاها إمكانية أكبر وأوسع.

شاهد أيضاً

الشيخ محمد بن زايد يعزّي الشعب السعودي في وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن

  توجّه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بخالص العزاء للشعب السعودي الشقيق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *