الأحد, 5 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / أدباء عرب يناقشون أثر تنوّع الأجناس الأدبية على هوية المبدع

أدباء عرب يناقشون أثر تنوّع الأجناس الأدبية على هوية المبدع

استضاف ملتقى الكتاب، في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ندوة حوارية، تحت عنوان “كلهم أقلامي”، استعرضت تجارب ثلاثة من الأدباء العرب في الكتابة بأجناس إبداعية مختلفة، وأثر كل واحد منها على الآخر، متوقفين عند العلاقة التي تربط الشعر، بالنثر، والمرئي والمقروء.

وشارك في الندوة، التي أدارها الكاتب محمد أبو عرب، كلّ من الشاعر والروائي الفلسطيني المتوكل طه، والأديبة العراقية بثينة الناصري، والكاتب المصري سعيد سالم، الذين استعرضوا خلال الجلسة، سيرهم الأدبية في التنقل بين كتابة الرواية، والقصة، والقصيدة، إلى جانب الدراسات، والترجمة.

وفي مداخلة له، أكد د. المتوكل طه، أن الكتابة عملية شائكة ومعقدة، فالمبدع يمرّ أمامه في لحظة جميع من كتبوا وأبدعوا، وعليه أن ينهل من سيل المعارف والخبرات والجماليات التي خلّفوها ورائهم، لافتاً إلى أن الاستفادة من الآثار الإنسانية الإبداعية تنمي من قدرات الكاتب والمؤلف على مواصلة الإبداع، بل وتسمح لمشاريعه الأدبية بالاستمرار والديمومة.

وتابع، أن المبدع يجب أن يعمل بقوة، وأن يبذل جهداً دائماً وموصولاً، وألا يملّ في عملية الكتابة، لأنه كلما صب في نهر الإبداع فاض، وإذا توقف سينضب، وأكد أن المدارس تعلمنا بأن للرواية مواصفات وعناصر وكذلك القصة والشعر، وتعلمنا أن للشعر أجناس، وأعرب عن اعتقاده بأن الحياة بطبيعتها تسيل على بعضها البعض، وأن الحياة لوحة، فيها كلّ الألوان التي تتلاقى وتتقاطع وتتماهى مع بعضها البعض، وتنتج توليفة في منتهى الجمال والخصوصية، لوحة أخّاذة وثرية، تجبر المتذوّق أن يعود وينهل منها مراراً كلما كانت أجمل وأفضل.

وأوضح المتوكل طه، أنه لا حدود صارمة بين الإبداع، فالقصة يمكن لها أن تأخذ من المقال، ومن الشعر والسينما، وتقترب من أخذ بعض تقنيات الرواية، والشعر أكبر من أشكاله، وأكبر من منظريه، فهو يفيد من النثر والنص والسينما والعكس، والرواية كذلك من المسرح والسيناريو، وبالتالي لم تعد هناك حدود فاصلة بين الأشكال الأدبية، وأوضح أنه يكتب لتخرج الكتابة باحثة عن شكلها، وبالتالي لا يوجد ضرورة للتعسف في الفصل ليكتب المبدع وليبحث الموضوع عن شكله النهائيّ.

وفي ورقة نقاشية قدّمتها الأديبة العراقية بثينة الناصري، أكدت فيها أن الكاتب يستطيع من خلال كتاباته أن يخلق عوالم وكائنات يستطيع بسلاسة أن يتحكم فيها وفي مصائرها، لافتة إلى أن الحياة بحدّ ذاتها مغامرة وعلى المؤلف المبدع أن يخلق قصصاً ناجحة يستطيع من خلالها أن يدمج أجناساً أدبية ويتعلم من مختلف التجارب لينجح بمشروعه.

وأوضحت الناصري، أنها تحب التجديد في كتاباتها، وتؤمن بأن المستقبل للصورة لا للكلمة حيث فرض علينا الواقع التكنولوجي أن الغد سيكون له لغة تفاهم خاصة به وهي الصورة باعتبارها لغة عالمية، لهذا قامت بكتابة السيناريو لتحول كلماتها إلى أفلام، في واحدة من المنجزات التي كشفت لها أبعاداً أخرى للكتابة، مؤكدة أهمية هذا العامل، وأن انتماء الكاتب لمجالات إبداعية متنوعة، يسهم في الارتقاء بالمشروع الذي يشتغل عليه.

بدوره، أشار الكاتب سعيد سالم، إلى أن الكتابة تولد من كلمة، المشروع الإبداعي بشكله النهائي هو وليد لحظة وصدفة وكلمة، مؤكداً أن المبدع تعتمل الفكرة في ذهنه، وإذا أراد قولبتها شتتها، لافتاً إلى أنه قام بكتابة العديد من الأجناس الأدبية قصة أو سيناريو أو مقال ورواية مستنداً فيها إلى عنوان وفكرة واحدة.

وأوضح أن تضمين الكتابة بأنواع مختلفة من الأجناس الأدبية يثري العمل ويسهم في تشكيله بصورة مغايرة، ويضيف لمخزون الكاتب الفني الشيء الكثير.

وأكد أنه قام بتحويل نصوصه السردية إلى مسلسلات درامية إذاعية، وقام بتحويل قصصه القصيرة إلى حوارات، وشدد على أن الخبرات المكتسبة من تنوع ممارسة الكتابة في فروع الأدب المختلفة ينتج عنها تعلّم حرفية الحوار شكلاً ومضموناً بما يتناسب مع شخصية الأديب، والاستفادة من تطوير سير الأحداث والانتقال من زمن إلى آخر وغيرها من الفوائد، لهذا هناك الكثير من المعارف التي يستفيد منها المؤلف في دمجه للعديد من الأجناس الأدبية في مشروعه الإبداعي وهذه ضرورة.

شاهد أيضاً

الشارقة أول ضيف شرف عربي بـ” معرض سالونيك الدولي للكتاب” باليونان

تحل إمارة الشارقة بمشروعها الثقافي الكبير أول ضيف شرف عربي على معرض سالونيك الدولي للكتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *