وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
لم تكن أمسية عادية، تلك التي حاكم خلالها الروائي والكاتب المعروف عبده خال شخوص رواياته أمام الحضور في فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة تحت عنوان «عبده خال يناقش أقدار شخصيات رواياته»؛ إذ قال خال: «تلاحقني تلك الشخصيات التي سكنت أعماقي -ذات زمن- بسؤال ملح: لماذا أخرجتنا، وكتبت علينا أقدارا لا نفتك منها بينما أنت مازلت تحيا لتعيش قدرك.. وكل الخشية أن تُلحق بنا شخصيات مهشمة.. نحن الآن نقاضيك أمام حضور الليلة». عبده خال الذي حضر للجمعية الخميس الماضي يحمل رواياته في كيس واحد، سرعان ما أعتقها من ذلك الكيس وتحدث عن شخصياتها بنبرة تجمع بين الوجع والألم من ناحية وبين الأمل والفرح من جهة أخرى؛ إذ تحدث خال في الأمسية التي أدارها المشرف على المنتدى الثقافي بالجمعية الدكتور جمعان الغامدي، عن تجربته مع كل رواية كتبها وما صاحبها من أحداث بطريقة مسرحية أسرت الحضور الذي امتلأت به جنبات المكان.
المحاكمة الأدبية رفيعة المستوى، التي شهدتها الأمسية، تحدث فيها الروائي عبده خال عن شخصيات رواياته، وتأثره بها وأثرها عليه؛ إذ أوصلته للمرض، وأدخلته العناية المركزة وجعلته يجلد من ساحر، وتحدث خال بلغة لا تقل جمالا عن رواياته، حيث أدمعت العيون وتعالى الضحك وامتزجت المشاعر والأحاسيس في مشهد لا يمكن وصفه، بحسب عكاظ.
وعن الأمسية، التي شهدت مداخلات عدة من أغلب الحضور، تحدثت الدكتورة لميا باعشن قائلة: «نشاط جميل لجمعية الثقافة والفنون بجدة وأمسية ناجحة بكل المقاييس، تفاعل معها الحضور وأظهرت أجزاء من قدرات عبده خال على شد انتباه الحضور كما يفعل قلمه». ومن جانبه، قال الدكتور حمود أبو طالب: «شكراً لجمعية الثقافة والفنون بجدة على كل نشاطاتها النوعية الحافلة وعلى برامجها الثرية، فقد قضينا ليلة جميلة باختيار روائي عربي كبير، وتفاعل من الحضور كان مميزاً ونتمنى أن تتكرر».
بينما عبر الروائي عبده خال بقوله: «سعدت بحضور من أحبهم ويحبونني وأسعدني الإصغاء الذي سيطر على الأمسية وفرحت كثيرا بمن تحدث عن الشخصيات ومن استمع إلى شكوى الروائي من شخصياته، وأشكر جمعية الثقافة والفنون بجدة على هذه الأمسية الجميلة». بدوره، قال مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة محمد آل صبيح: إن عبده خال الإنسان المبتسم المبهج خط بقلمه همومنا وقضايانا عبر مقالاته التي كان لها الأثر في التصحيح، كما أنه من خلال رواياته التي استشرف فيها المستقبل والواقع، صور لنا العالم الموازي بلغة رفيعة تضعنا أمام محاكمة ذواتنا، أمس أدركت أن عبده خال يسكن في وجدان كل إنسان كما إن الإنسانية كلها تسكن وجدان وفكر عبده خال، في محاكمة أبطال رواياته كان عبده القاضي والخصم وكان على مسافة واحدة من الجميع. وفي الختام قدم مدير الجمعية وسام الإبداع لخال.
