تحت عنوان “الكلمة الخفية” تنشر الوكالة أسبوعياً مادة تعبر عن صورة لأحد الأدباء من الوطن العربي في الشعر الفصيج والمحكي والشعر النبطي, وفي القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً والهايكو, والنقد والخاطرة وقصيدة النثر وصورة اليوم مع الناقد العراقي حسان الحديثي الذي كتب:
التأمل في صور السياب جزء من الفهم والمتعة ، السياب شاعر يسبح بخياله ويطيف بفكره في الجزء الاخر البعيد من العالم الشعري ، ولكن انطلاقه دائما من واقع ، من حقائق رآها عياناً ثم سخر لها قدرته الشعرية الهائلة في الوصف والتشبيه
ومن ذلك قوله في انشودة المطر:
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبرَ أمواجِ الخليجِ تمسحُ البروق
سواحلَ العراقِ بالنجومِ والمحار،
كأنها تهمُّ بالشروق
فيسحبُ الليلُ عليها من دمٍ دثار.
ولو تأملنا الشطر الاخير بقوله:
فيسحبُ الليلُ عليها من دمٍ دثار
لاضطربت لدينا الصورة ولأصابنا الوهم، ثم الاستفهام؛ كيف يسحب الليل دثارا احمراً كأنه الدم على السماء؟
هنا أود ان انشر هذه الصورة الواقعية للسماء ساعة السحر قبيل الشروق رصدتها كاميرة احدهم والتي توضح بشكلٍ جلي دقة ما رأه السياب.