الجمعة, 3 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / “الناشرة الإماراتية” نقلة نوعية للكتاب المحلي

“الناشرة الإماراتية” نقلة نوعية للكتاب المحلي

حقق قطاع النشر في الإمارات، نقلة نوعية على مدى الأعوام العشرة الماضية، لجهة زيادة الإصدارات وتنوع موضوعاتها لتشمل مختلف الأجناس الأدبية والعلمية والاقتصادية، وظهور دور نشر لكاتبات وناشرات إماراتيات وعربيات، ما عزز حضور المرأة في المشهد الثقافي، ورفع مستوى المنافسة في سوق النشر العربي.

وأدت جمعية الناشرين الإماراتيين، منذ تأسيسها في العام 2009، دوراً بارزاً ومهماً في دعم الناشرة والكاتبة الإماراتية، والعربية، وتمكينها من المنافسة في هذا القطاع الذي يحتاج باستمرار إلى التنوع والابتكار والإبداع، واستطاعت أن تترك بصمتها الواضحة في سوق النشر عبر تقديم الكتاب الإماراتي والعربي الذي يحتاج إليه القارئ وفق أحدث تقنيات الإخراج والعرض والتوزيع.

والحديث عن المرأة ودورها في مجال النشر، يقودنا إلى التوقف عند تجربة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، التي تمثل نموذجاً رائداً للمرأة الإماراتية والعربية، باعتبارها أول امرأة عربية يتم انتخابها لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين، نظراً لجهودها الكبيرة والمتواصلة في تطوير صناعة النشر، لتصبح اليوم ملهمة لكل الناشرين الإماراتيين والعرب، ومحركة لقطاع النشر الإماراتي لدورها في نقل قطاع النشر المحلي إلى أفق جديد من النهوض والتميّز.

تقول إيمان بن شيبة، مؤسس ورئيس تنفيذي لدار سيل للنشر: «تمكنت المرأة الإماراتية من إثبات حضورها بشكل كبير في عالم النشر من خلال الكتب التي تنشرها، والمتخصصة بالشباب والقيم العائلية والمهارات الذهنية وغيرها الكثير من المواضيع، التي أسهمت في إثراء المشهد الثقافي على المستوى المحلي، إلى جانب فتح قنوات تواصل مع الناشرين الدوليين».

وأضافت، «يتطلب النجاح في عالم النشر امتلاك العديد من المهارات التي يجب على الناشرة أن تتحلى بها، إذ عليها أن تكون محبة ومقبلة بجد على عملها، وقادرة على إيجاد محتوى مميز ومؤثر، وأن تطلب المساعدة ممن لديهم خبرة في سوق النشر لمساعدتها في التعرف إلى السوق واحتياجاته، وأن تتعاون كذلك مع ناشرين آخرين ما يضيف لها خبرات قد يمتلكها الطرف الآخر، إضافة إلى أهمية أن تكون متيقظة لكل متغيرات السوق».

وأكدت بن شيبة، أن المرأة الإماراتية تمكنت بفضل جهود جمعية الناشرين الإماراتيين بقيادة الشيخة بدور القاسمي، من فرض حضورها على خريطة النشر إقليمياً ودولياً، والمشاركة في مختلف المحافل المحلية والدولية، والتفاوض بشأن عقود النشر الخاصة بدور النشر التابعة لهم.

من جهتها، ذكرت نور أحمد عرب، كاتبة وصاحبة مؤسسة نور للنشر «إن للمرأة دوراً مهماً في مجال صناعة النشر داخل الدولة وخارجها، إضافة إلى دورها في التركيز على قضايا معينة تهم المرأة والأسرة والمجتمع في العناوين المنشورة، فجميع الكتب التي قمنا بنشرها في الدار كانت لنساء كاتبات من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية، فتم نشر إصدارات للكاتبات الإماراتيات فاطمة المزروعي، وأمل الشامسي، وموزة القايدي، والشاعرة السورية ديمة عبد الحق، والكاتبة العراقية مريم القيسي، والكاتبة البحرينية نسرين النور، وحالياً نعمل على نشر إصدارات للكاتبة البولندية ايلي شيمانسكا، والكاتبة السعودية أميرة بوخمسين».

وتابعت نور عرب: «قدمنا من خلال إصداراتنا أجمل الأعمال للطفل التي تتحدث بلسان الأم الحنون وقدمنا الشعر بلسان المرأة التي تحتضن الوطن بكل ما فيه من أوجاع، فالمرأة نصف المجتمع وكما قال الأديب توفيق الحكيم (إن عقل المرأة إذا ذبل ومات فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات)».

ونصحت عرب الراغبات في دخول عالم النشر بالإيمان بقدراتهن وتحدي الصعاب بالصبر والإصرار، مشيرة إلى أن المرأة العربية تمكنت اليوم من إثبات حضورها في مجال صناعة النشر، ولاسيما المرأة التي تنشر في الإمارات لما تقدمه الدولة من دعم خاصة من خلال جمعية الناشرين الإماراتيين التي تعمل على استثمار المواهب وتطوير قطاع النشر على جميع المستويات.

من جانبها، قالت الدكتورة اليازية خليفة، مؤسس ومدير دار الفُلك للترجمة والنشر: «صناعة النشر غير مرتبطة بنوعية الناشر، كونه رجلاً أو امرأة، فالناشر ينظر في النهاية إلى حاجة المجتمع، كما أن قائمة الإصدارات تعتمد على توجهات دار النشر بشكل عام.

وأضافت خليفة «عند دخول الناشر إلى هذا القطاع الواسع، فعليه أن يحترم القارئ ويضع نصب عينيه الارتقاء والتوسع بذائقته، وعندما يتعامل مع كاتب، أو رسّام، فعليه أن يكون صادقاً معهما وينقد النص أو الرسم بحيادية، ومن غير مجاملات، وهذه الطريقة في التعامل ترتقي بصناعة النشر في الدولة».

وتابعت: «إن المسؤولية الملقاة على عاتق ناشري كتب الأطفال تحديداً، كبيرة، فالمجتمع يأتمنهم على أساس الثقافة العامة، وهم أطفالنا، إلى جانب أهمية توسع العلاقات مع العاملين في صناعة النشر، ولا ضير في خوض تجارب جديدة بين فترة وأخرى، وتقييمها لتطوير أفكار المستقبل».

وشددت خليفة على أهمية رفع جودة محتوى النص والرسومات للتمكن من المنافسة العالمية، معتبرة أن هذا الدور لا يقع على عاتق دور النشر فقط، بل يتعداه إلى الجامعات والمؤسسات التعليمية، كما دعت إلى تعريف الطلبة الإماراتيين بوجود سوق نشر مهم كقوة إماراتية ناعمة على الصعيد العالمي».

واعتبرت الدكتورة خليفة المرأة الإماراتية لاعباً مهماً في صناعة النشر، لكونها تشكل جزءاً مهماً من المشهد الثقافي المحلي والعربي، مشيرة إلى أن لسيدات الإمارات قصب السبق في تأسيس دور نشر إماراتية، منها دار العالم العربية، دار سما، دار نون، دار الصديقات، والفُلك للترجمة والنشر.

شاهد أيضاً

“أبوظبي للكتاب” يستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع النشر

شكل الذكاء الاصطناعي محورا مهما من محاور نقاشات معرض أبوظبي الدولي للكتاب. واستضاف المعرض ندوة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *