السبت, 4 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الجزائري عبد الوهاب عيساوي يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية

الجزائري عبد الوهاب عيساوي يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية

أعلن اليوم في بث إلكتروني للجائزة العالمية للواية العربية 2020، عن فوز الكاتب الجزائري، عبد الوهاب عيساوي، عن عمله بعنوان “الديوان الإسبرطي”.
وأعلنت لجنة التحكيم اسم الرواية الفائزة خلال بث مباشر عبر الإنترنت عصر اليوم، بعدما حالت إجراءات العزل العام لمكافحة انتشار فيروس كورونا دون إقامة الحفل السنوي المعتاد لهذا الحدث.
وقال عيساوي في تصريح صحافي له: “شعور غامر بالفرح، أن يعيش الكاتب لحظات الترقب والانتظار من القائمة الطويلة للقصيرة، وحتى الفوز، وأن أتوج بالبوكر، كوني كاتب أعتبر في بداية مساره، وشجعتني هذه البداية”.
وعن رسالته للقراء بمناسبة فوزه، قال: “ماذا أقول للقارئ في هذا اليوم، سوى أن تقرأ ولا تتوقف، فلا سبيل لتجاوز أزماتنا العربية إلا عبر الثقافة، ولا تأتي بشكل أساسي إلا من القراءة”.
وترصد “الديوان الإسبرطي” حيوات خمس شخصيات تتشابك في فضاء زمني ما بين 1815 إلى 1833، في مدينة المحروسة، الجزائر، أولها الصحفي ديبون الذي جاء في ركاب الحملة على الجزائر كمراسل صحفي، وكافيار الذي كان جندياً في جيش نابليون ليجد نفسه أسيراً في الجزائر، ثم مخططاً للحملة.
وثلاث شخصيات جزائرية تتباين مواقفها من الوجود العثماني في الجزائر، وكما تختلف في طريقة التعامل مع الفرنسيين، يميل ابن ميار إلى السياسة كوسيلة لبناء العلاقات مع بني عثمان، وحتى الفرنسيين، بينما لـ “حمّة السلّاوي” وجهة نظر أخرى، الثورة هي الوسيلة الوحيدة للتغيير، أما الشخصية الخامسة فهي دوجة، المعلقة بين كل هؤلاء، تنظر إلى تحولات المحروسة ولكنها لا تستطيع إلا أن تكون جزءا منها، مرغمة لأنه من يعيش فيها ليس عليه إلاّ أن يسير وفق شروطها أو عليه الرحيل.
وعبد الوهاب عيساوي روائي جزائري من مواليد 1985 بالجلفة، الجزائر. تخرج من جامعة زيّان عاشور، ولاية الجلفة، مهندس دولة إلكتروميكانيك ويعمل كمهندس صيانة، فازت روايته الأولى “سينما جاكوب” بالجائزة الأولى للرواية في مسابقة رئيس الجمهورية عام 2012، وفي العام 2015، حصل على جائزة آسيا جبار للرواية التي تعتبر أكبر جائزة للرواية في الجزائر، عن رواية “سييرا دي مويرتي”، أبطالها من الشيوعيين الإسبان الذين خسروا الحرب الأهلية وسيقوا إلى معتقلات في شمال إفريقيا، وفي العام 2016، شارك في “ندوة” الجائزة العالمية للرواية العربية (ورشة إبداع للكتاب الشباب الموهوبين)، وفازت روايته “الدوائر والأبواب” بجائزة سعاد الصباح للرواية 2017. فاز بجائزة كتارا للرواية غير المنشورة 2017 عن عمله “سفر أعمال المنسيين”.
وقال عيساوي لـ24: “الرواية التاريخية بشكل عام لا تعيد بناء الحكاية من أجل الحكاية ذاتها، وإنما هدفها الأساسي هو البحث عن الأسئلة الراهنة التي نعيشها اليوم داخل فضاءاتها الأولى التي ظهرت فيها أولا”.
واختيرت رواية “الديوان الإسبرطي” من قبل لجنة التحكيم باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر بين يوليو 2018 ويونيو 2019.
وقال رئيس لجنة التحكيم، الكاتب العراقي محسن الموسوي إن الرواية “تتميز بجودة أسلوبية عالية وتعددية صوتية تتيح للقارئ أن يتمعن في تاريخ احتلال الجزائر روائيا، ومن خلاله تاريخ صراعات منطقة المتوسط كاملة”.
وأضاف “الرواية دعوة للقارئ إلى فهم ملابسات الاحتلال، وكيف تتشكل المقاومة بأشكال مختلفة ومتنامية لمواجهته، هذه الرواية بنظامها السردي التاريخي العميق لا تسكن الماضي، بل تجعل القارئ يطل على الراهن القائم ويُسائله”.
وبدوره، قال رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، ياسر سليمان،: “تسحرك رواية الديوان الإسبرطي باستنهاضها للتاريخ بأبعاده السياسية والاجتماعية؛ لخدمة العمل الروائي الذي يتجاوز هذا التاريخ برمزيته، وبتداخل رؤى القص وأصواتها من وجهات نظر متقاطعة تدعو إلى التأمل والتفكر والمراجعة. وتتابع شخوصها الخمسة بمساراتها المتضاربة. وتسير في شوارع الجزائر المحروسة ومرسيليا وباريس وكأنك تعاينها بنفسك في زمن مضى ولم تنقطع مآلاته، وتحتك بالتركي والأوروبي والعربي وغيرهم من الأقوام متعاطفًا وساخطًا في آن واحد. كل ذلك في انسياب روائي أخاذ، لا يدعك تترك الرواية حتى تصل إلى نهايتها بشغف يطلب المزيد، لقد أبدع عبد الوهاب عيساوي في هذا كله، ويكفي هذا القارئ أنه التقى السلاوي ودوجة في ثنايا الديوان، ولهث في أثرهما في ثنايا تاريخ ينبض بالمعاني”.
تبلغ القيمة المالية للجائزة التي تأسست عام 2007 في العاصمة الإماراتية أبوظبي 50 ألف دولار، إضافة إلى ترجمة الرواية الفائزة للغة الإنجليزية بينما تحصل كل من الروايات الأخرى التي وصلت للقائمة القصيرة على 10 آلاف دولار.
والروايات الخمس الأخرى التي وصلت للقائمة القصيرة هذا العام هي (حطب سراييفو) للجزائري سعيد خطيبي و(ملك الهند) للبناني جبور الدويهي و(الحي الروسي) للسوري خليل الرز و(فردقان) للمصري يوسف زيدان و(التانكي) للعراقية عالية ممدوح.
وقالت منسقة الجائزة فلور مونتانارو “نعيش ظروفاً استثنائية عالمياً تجعلنا نكتشف من جديد قيمة القراءة ودورها المهم، فهي نافذة في عزلتنا، حتى ولو لم تدم هذه العزلة مائة عام”، وأضافت “من خلال القراءة، نسافر ونتعلم ونتأمل الحياة من وجهات نظر مختلفة، نقرأ لنتنفس”.
وترعى الجائزة مؤسسة بوكر في لندن وتتولى دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي دعمها مالياً، وتقدمت للجائزة هذا العام 128 رواية لمؤلفين من 18 دولة.

شاهد أيضاً

بتموت ما أحدٍ ترى يمّكْ.. آخر ما غرَّد به الأمير البدر قبل رحيله

  لاقت آخر تغريدة للأمير الراحل بدر بن عبد المحسن على منصة “إكس”، تداولاً واسعاً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *