صدر كتاب «مائة عام من الشعر العربي في تونس» لمؤلفه الدكتور عبدالقادر عليمي والذي يأتي في 450 صفحة ويقدم في مقاربة نقدية اعتبرها البعض أهم دراسة مرجعية تصدر عن الشعر التونسي الحديث والمعاصر منذ نهاية الستينيات.
الكتاب الصادر منذ أيام كان في الأصل أطروحة دكتوراه حول الشعر التونسي في القرن الـ20 «1900-2000» قدمها عليمي في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة وحازت على ملاحظة مشرف جداً ثم طورها الباحث لتكون كتاباً مرجعياً حول الشعر التونسي.
ويقسم الكتاب التجربة الشعرية التونسية إلى حقب أو ما سماه الباحث بالتحقيب ويقول «إن نظام (التحقيب) كفيل بوصل السلسلة التي عرفها القرن المنقضي والإحاطة بالتجارب الشعرية التي شهدتها الساحة الأدبية».
ويضيف «لا يخفى على المهتمين بالشعر وقضاياه عموماً والشعر العربي في تونس في القرن الماضي خصوصاً صعوبة تحديد الحقب وإبراز سماتها المميزة بما يكفل الوقوف على خصائص كل حقبة دون الأخرى أو تمييز اتجاه دون آخر؛ ذلك لأن مسألة التحقيب ليست بالأمر الهين».
ويؤكد عليمي أن التحقيب له صلة بالنظرة المتكاملة لتاريخ الفن وبالتذوق الشعري كما يسميه، حيث بنى بحثه في تاريخ الشعر التونسي على مجموعة من الأسئلة والعناصر أهمها كيف تتشكل الحقبة الشعرية؟ كيف تكوَّن العمل الأدبي؟ كيف تتمكن حقبة من تشكيل سمتها الأدبية المميزة؟
وقسم كتابه إلى 3 أقسام كبرى وهي التحقيب إشكالية نظرية والمنجز التحقيبي الذي اهتم فيه بتاريخ الأدب التونسي واستعرض بداية نقد الشعر التونسي في النصف الأول من القرن الـ20 والقسم الثالث خصصه لنقد المنجز التحقيبي.