الجمعة, 3 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / معرض أبوظبي للصيد يُعزّز صناعة مزارع الصقور في العالم

معرض أبوظبي للصيد يُعزّز صناعة مزارع الصقور في العالم

فرصة مهمة لتلبية الاحتياجات المُتزايدة للصقارين للمُشاركة في مُسابقات الصقارة

مثّل إكثار الصقور في الأسر ثورة حقيقية في رياضة الصيد بالصقور وفي استدامة وإحياء هذا التراث الأصيل. وفي منطقة الشرق الأوسط أصبح استخدام الصقور المُكاثرة في الأسر واسع الانتشار في دول الخليج العربي.

وقد سعى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، للتحوّل من استخدام الصقور البرية إلى الصقور المكاثرة في الأسر بدءاً من العام 1995، لتُصبح دولة الإمارات بعد ذلك بسنوات البلد الأول في الشرق الأوسط الذي يعتمد كلياً على استخدام الصقور المكاثرة في رياضة الصيد بالصقور.

وبالتوازي مع ذلك، وفي ذات العام، تمّ الإعلان عن برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، بهدف المحافظة على أعداد الصقور في البرية من خلال إتاحة الفرصة لها للتكاثر في مناطقها الأصلية.

ويعزو خبراء إماراتيون ودوليون نجاح جهود استخدام الصقور المُكاثرة في الأسر في رياضة الصقارة، وبالتالي التزايد الملحوظ في عدد مزارع الصقور في العالم وتوسّع وتطوّر صناعتها، لجهود إماراتية بالدرجة الأولى تمثّلت في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي انطلق في العام 2003 بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، وإعلان منظمة اليونسكو في العام 2010 عن تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بفضل جهود دولية قادتها الإمارات، وهو ما منح هذه الرياضة العريقة مشروعية غير مسبوقة ساهمت في توسيع نطاق ممارستها.

وتُقام الدورة الـ (18) من المعرض، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات، وذلك خلال الفترة من 27 سبتمبر ولغاية 3 أكتوبر القادمين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بتنظيم من نادي صقاري الإمارات.

وأكد معالي ماجد علي المنصوري الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF)، أنّ أبوظبي عملت بشكل مبكر على وضع استراتيجية فاعلة لاستدامة هذه الرياضة التراثية تعتمد على التوسّع بأنشطة إكثارها بالأسر، وإنتاج طيور ذات مواصفات عالية بأعداد كافية وبأسعار مناسبة للصقارين، وذلك بالتوازي مع تنفيذ خطة توعوية لهواة الصقارة من أجل الحفاظ على الصقور البرية، والحدّ من صيدها.

واعتبر رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، أنّ هذه الجهود تؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لأهمية المحافظة على التراث والصيد المُستدام من خلال العمل المتواصل والمكثف لتحقيق التوازن بين ما تنشده دولة الإمارات من نهضة شاملة، والحفاظ على موروثاتها الثقافية والاجتماعية في تجربة فريدة حازت إعجاب وتقدير العالم.

وقد ساهم استخدام الصقور المكاثرة في الأسر، لممارسة الصقارة في تخفيف الضغط على الصقور البرية، وتعزيز أعدادها. وساهمت جهود أبوظبي البحثية والعلمية في تحسين أنواع الصقور المنتجة بحيث أصبحت ذات مناعة أكثر للفطريات والأمراض، كما عملت على إنتاج أنواع منتخبة تمتاز بصفاتها المميزة في الصيد، وكذلك بصفاتها الجمالية.

معرض أبوظبي للصيد.. فرصة ثمينة لمالكي مزارع ومراكز إكثار الصقور في الأسر والعاملين في تجارتها

شكّل المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي يُقام سنوياً بأبوظبي، فرصة مثالية ونادرة إقليمياً وعالمياً للترويج للصيد المُستدام، وذلك من خلال دعوة الآلاف من زوار المعرض من الصقارين المحليين والقادمين من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومختلف أنحاء العالم لاستخدام الصقور التي يتم إكثارها في الأسر.

ونجح المعرض في تعزيز فكرة أنّ الصقور البديلة المكاثرة في الأسر أثبتت مقدرتها العالية في الصيد، وأنها لا تقل كفاءة وتميزاً عن الصقور البرية، في حال تمّ الاعتناء بها وتدريبها وفق أسس سليمة. وكان بعض مُربّي الصقور يبحثون عن الطيور التي يتم صيدها في الطبيعة بدل تلك التي تُكاثر وتُربّى في الأسر، وذلك بفعل الاعتقاد الخاطئ بأنها تتمتع بقدرات أفضل في الصيد، رغم عدم وجود أي أدلة علمية تعزز هذا الاقتناع.

وقد أدّى معرض أبوظبي للصيد دوراً رئيساً في تحوّل صقاري المنطقة للاستخدام شبه الكامل للصقور المُكاثرة في الأسر في رياضة الصقارة المتجذرة في عمق تراث دولة الإمارات، وبالتالي التوسّع في إنشاء مزارع الصقور حول العالم لتلبية الاحتياجات المُتزايدة لممارسة الصقارة.

ويُشكّل المعرض فرصة مهمة للصقارين ومزارع الصقور على حدّ سواء، حيث يتزامن موعد إقامته مع بدء موسم المقناص من جهة، وانطلاق موسم مُسابقات وبطولات الصيد بالصقور من جهة أخرى مع نهاية عام وبداية عامٍ آخر، حيث يرغب الصقارون باقتناء أفضل الصقور المكاثرة في الأسر للمُنافسة بها في الفعاليات المحلية والإقليمية، فضلاً عن استخدامها لممارسة الصقارة في المحميات التي تسمح بذلك.

ويأتي في طليعة تلك المُسابقات التي تُقتنى الصقور للمُشاركة بها على الصعيد المحلي، بطولة كأس رئيس الدولة للصيد بالصقور، ومسابقات الصقارة في مهرجان الظفرة، وبطولة “تحديات الزاجل” في إمارة أبوظبي، وبطولة “فخر الأجيال للصيد بالصقور”، وبطولة فزاع للصيد بالصقور “التلواح”، بتنظيم من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في دبي، فضلاً عن بدء الموسم السنوي لمحمية المرزوم للصيد من نوفمبر ولغاية فبراير حيث تفتح أبوابها أمام الصقارين وهواة الصيد التقليدي، وأيضاً فعاليات مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء في رماح ومنتجع تلال بمنطقة العين، والتي تلقى إقبالاً واسعاً على تعلّم فن الصقارة العربية.

وحظي مزاد الصقور في الدورة الماضية (أبوظبي 2019) بمشاركة عشرات الشركات المحلية والدولية المتخصصة بإنتاج أفضل الصقور في العالم، حيث تمّت المزايدة والتنافس بين الصقارين من دول مجلس التعاون الخليجي لشراء أفضل الصقور المكاثرة في الأسر، وهو ما شجّع مزارع الصقور لإنتاج أفضل الصقور وفق فئات مختلفة، وتمكين الصقارين من الحصول عليها بأفضل الأسعار.

ويُشارك في المزاد الفريد من نوعه، ملاك الصقور ومزارع الصقور، والصقارون من دولة الإمارات وسائر دول العالم، ورجال أعمال مهتمون بقطاع الصقارة، وكبار الشخصيات. ويُتاح في معرض أبوظبي لجميع الجنسيات اقتناء صقور ذات جودة عالية وأداء مميز في الصيد، وهو ما شجّع رواد الأعمال على الاستثمار في مجال إكثار الصقور في الأسر حول العالم.

وتحوّل معرض أبوظبي للصيد والفروسية، إلى منصّة دولية تستعرض أجود أنواع الصقور المكاثرة في الأسر في أبوظبي بعد أن كان صقارو الإمارات والمنطقة يُسافرون للخارج لشراء الصقور من مزارع خاصة في أوروبا. حيث بات المعرض يوفر لهم في أبوظبي منصّة مثالية دولية لبيع وشراء الصقور المنتجة من أفضل مزارع إكثار الصقور في العالم.

ووجّهت اللجنة العليا المُنظّمة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الدعوة لمالكي مزارع ومراكز إكثار الصقور في الأسر والعاملين في تجارتها في مختلف دول العالم، سواء التي اعتادت على التواجد الدائم في مختلف دورات المعرض، أو تلك المُنشأة حديثاً، لتأكيد مُشاركتها وحجز مساحة زمنية لها في برنامج مزاد الصقور اليومي نظراً للإقبال الكبير على الدورة القادمة (أبوظبي 2021)، حيث تُقدّم إدارة المعرض منصّة جاهزة لمن يرغب من المزارع ومراكز إنتاج الصقور في الأسر بالمُشاركة في مزاد الصقور الذي يُنظّمه الحدث، مع تقديم كافة التسهيلات والخدمات اللوجستية والترويجية.

وسوف يحظى العاملون في ميدان صناعة إكثار الصقور في الأسر، من المُنتجين والتُجّار على حدّ سواء، أفراداً ومزارع، بفرصة مميزة لاستثمارها في تنظيم مزادهم وبيع صقورهم مباشرة للآلاف من الصقّارين المُهتمين باقتناء أجود وأفضل الصقور المكاثرة في الأسر من خلال الدورة القادمة من المعرض.

دور رائد للإمارات في بحوث إكثار الصقور

في العام 1989، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالاستفادة من إكثار الصقور في الأسر من أجل الاستخدام المُستدام لها وتخفيف الضغط على الصقور البرية المُهدّدة بالانقراض.

وأنشأت أبوظبي بعدها بسنوات العديد من المشاريع داخل وخارج الإمارات، نجحت في إنتاج الآلاف من الصقور المُكاثرة في الأسر، بما في ذلك مزارع الصقور في المملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، وتمّ تطوير طرق مناسبة لتدريبها على الصيد من قبل فرق مُتخصصة.

وشهدت عدّة دورات من معرض أبوظبي للصيد تبرّع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بمئات الصقور المكاثرة للصقارين المُشاركين في المعرض، وذلك من منطلق حرص سموه على دعم خطط صون التراث العريق للدولة والمحافظة على الصقارة من الانقراض باتباع أساليب الصيد المستدام، وتشجيعاً للصقارين على استخدام صقور المزارع المكاثرة في الأسر لممارسة رياضة الصيد بالصقور كبديل عن الصقور البرية المهددة بالانقراض.

ويعتبر تدريب الصقور على التحليق بحرية في الجو الخطوة الأهم في برنامج الإكثار عبر نظام علمي مدروس، فمن خلاله تترك الفراخ الصغيرة مؤقتاً في الطبيعة حتى تكبر وتنضج فيزيائياً وذهنياً.

وتدعم أبوظبي الأبحاث والدراسات الجينية للصقور، وقد تمكنت من خلال التعاون مع مجموعة الاستشارية للحياة البرية وجامعة كارديف ومعهد بكين للدراسات الجينية، من تحديد التركيبة الجينية لصقور الحر الأوراسية وصقر الشاهين، وتحديد الجينات ذات العالقة بتحديد ألوان الريش في صقور الجير، وكذلك استخدام خصائص الحمض النووي DNA لاختيار أفراد من صقور الحر ودراسة مقدرتها على البقاء في منغوليا، إضافة لاكتشاف الخريطة الكلية لجينوم الصقر الحر وصقر الشاهين.

إسبانيا تتجاوز بريطانيا، ومزارع الصقور في روسيا مُنافس جديد

وبحسب الاتفاقية العالمية للاتّجار بالأنواع المُهددة بالانقراض (سايتس)، فإنّ إسبانيا اليوم هي المصدر العالمي الأكبر للصقور المُكاثرة في الأسر، وفقاً لرئيس الجمعية الإسبانية لتربية الصقور، مانويل دييغو باريخا-أوبريغون، الذي كشف أنّ إسبانيا صدّرت العام الماضي من مزارعها حوالي 2800 صقر لمنطقة الخليج العربي، مُتجاوزة بذلك المملكة المتحدة التي صدّرت ما يُقارب 2500 صقر.

ويعمل اليوم في مزارع الصقور المُنتشرة في إسبانيا، أكثر من ثلاثة آلاف شخص يقومون بعمليات إكثار الصقور وتربيتها وتدريبها. ومن إيجابيات إسبانيا، طقسها الذي يجعل هذه الطيور قادرة على مقاومة الحر.

وتُكاثر الصقور في مزارع حديثة توفر الشروط المُناسبة، ليتم اختيار الأفضل من بينها، إذ لا يقبل الصقارون في منطقة الخليج العربي نهائياً ولو حتى بكسر بسيط في إحدى ريش الصقر.

والعام الماضي، أعلنت حكومة دائرة كامتشاتكا الفيدرالية، عن إنشاء أول مزرعة صقور في منطقة شبه جزيرة كامتشاكا بأقصى شرق روسيا، حيث سيتم الانتهاء منها في العام 2022 بهدف جذب الصقارين والسياح، ويضم المشروع مزرعة وحقلاً لتدريب الصقور.

ويهدف المركز لاستعادة أسراب الطيور الجارحة في المنطقة التي كانت تشتهر بها منذ قديم الزمان، والتي خسرت ثروتها الهامة نتيجة النشاط غير الشرعي للصيادين والمُهربين.

وحصلت مزارع الصقارة السيبيرية في روسيا على أوّل فرصة لها لبيع طيورها بشكل رسمي في السعودية، وفقاً لما صرّحت به ممثلة الاتحاد العالمي للرياضات الإثنية، كريستينا كاراميشينا، حيث سيتم السماح للصقور التي تمّ إكثارها وتربيتها في روسيا بالمشاركة في مسابقات ومعارض في السعودية.

ويُشارك في تصدير الصقور وفق الاتفاق الذي تمّ توقيعه بين الجانبين في فبراير 2021، مزارع الصقور في ألتاي وكراسنويارسك، ونادي الصيد “تسارسكوي بسوفوي أوخوتا”، الذي تترأسه كاراميشينا.

شاهد أيضاً

“أبوظبي للكتاب” يستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع النشر

شكل الذكاء الاصطناعي محورا مهما من محاور نقاشات معرض أبوظبي الدولي للكتاب. واستضاف المعرض ندوة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *