الجمعة, 3 مايو, 2024
الرئيسية / مهرجانات وفعاليات / احتفاء عراقي عربي بتجربة الشاعر عيسى الياسري

احتفاء عراقي عربي بتجربة الشاعر عيسى الياسري

على الرغم من أن هذا الكتاب يعد بمثابة احتفاء عربي ودولي بالشاعر العراقي عيسى حسن الياسري الذي استطاع أن يقدم نصا شعريا متفردا في خصوصيته منذ انطلاق تجربته في ستينيات القرن العشرين، وذلك بمناسبة بلوغه العام الثمانين من عمره، إلا أن موسوعيته وإطلالته الشاملة على سيرة وتجربة الياسري من خلال رؤى نقدية عميقة للشعر والشاعر، تجعله ليس مجرد احتفاء ومرجع مهم يخصه وحده، ولكن أيضا يعد اطلاقة على المشهد الثقافي والشعري في العراق منذ الستينيات وحتى الآن.

الكتاب الذي حمل عنوان “طائر الجنوب.. عيسى حسن الياسري في عامه الثمانين” وصدر عن دار الفارس الأردنية، قام عليه الشاعران عبد الرزاق الربيعي وأحمد رافع، وقد نجحا تأمين هذه الرؤية، حيث لم يقصرا احتفاءهما بالنقاد والشعراء العراقيين فقط بل ذهبوا إلى مشاركات نقاد وشعراء عرب وأجانب تناولوا تجربته. وقد قسما الكتاب إلى قسمين، ضمت رؤى: د.صالح جواد الطعمة، د.عبد الواحد محمد، الشاعر الفرنسي.. لويس بيرتولوم، الشاعر والمترجم المغربي د.محمد ميلود الغرافي، الشاعر عبد الرزاق الربيعي، الناقد العراقي د.حاتم الصكر الشاعر والباحث العراقي د.خزعل الماجدي، الشاعرة والمترجمة التونسية منيه بوليله، الشاعر والمترجم العراقي د.عبد الهادي سعدون، الناقد العراقي د.ضياء خضير، الشاعر العراقي أحمد رافع، الكاتبة والمترجمة والمستعربة الإسبانية نويمي فيرو، الشاعر الإسباني د.اغناثيو غوتريث تيران بينيتا، والشاعر والناقد اإلسباني د.خوسي أنطونيو سانتانو، د.صبري حافظ، د.قيس كاظم الجنابي، ثائر البياتي والقاص حسن العاني، د.حسين سرمك حسن، وقصائد شعرية كتبت أهديت له منها قصائد للشعراء: علوان حسين وغريغور فالكيرسكي.

قدمت للكتاب الشاعرة والروائية الأمريكية اللبنانية الأصل فاطمة خليفة، له ضم توثيق لتجربة الشاعر أعماله وكتاباته، مصحوبة بصور له في مختلف مراحله العمرية وبورتريهات ومنحوتات له، وصور له مع أبرز الشخصيات التي التقاها سواء كان لها دورا في ترجمة أو قراءة تجربته الشعرية نقديا أو كان لتجربته الشعرية تأثير عليها، كما ضم شهادة له حول تجربته، بداياتها ومراحل تطورها.

يقول الياسري في شهادته “عندما بدأت محاولاتي في النشر كانت جريدة “المنار البغدادية” أول جريدة تنشر لي نصا شعريا في مفتتح العام 1961، وقتها كنت طالبا في الصف الأول “دار المعلمين في العمارة”. في النصف الأول من الستينيات صدر ـ ملحق جريدة الجمهورية الأسبوعي ـ الذي احتضن نصي الشعري الذي ما زال حتى ذلك الحين نصا تراثا. كما اهتم بي الأستاذ لطفي الخولي رئيس تحرير مجلة “الأقلام” قبل تحديثها، فقد نشر لي الكثير من نصوصي الشعرية، وراسلني أكثر من مرة دون أن يعرفني، كان أبا وأستاذا يهتم بالمواهب الجديدة ويشجعها. وفي النصف الأخير من الستينيات تحولت نحو “قصيدة التفعيلة”، كان تحولا متمهلا، عمل على نضجه تقدمي المعرفي النسبي في الاطلاع على قوانين الشعر الحديث ومدارسه الفنية.. وكذلك تجربة نزوحي من القرية ومواجهتي الأولى مع حياة المدينة المربكة بالنسبة لريفي مثلي يدخل عالم المدينة المعقد. وتشاء الصدف أن تكون مجلة الآداب اللبنانية، هي أول مجلة تستقبل قصيدتي الحديثة، حيث نشرت أول نص شعري أرسلته لها بالبريد في عددها العاشر لعام 1971، وهكذا يظهر معلم كبير في حياتي وهو أستاذي “د.سهيل إدريس” رئيس تحرير هذه المجلة التي ينشر فيها كبار الأدباء والشعراء العرب، وتوزع في جميع أنحاء الوطن العربي في مفتتح كل شهر، في العدد الـ 11 عام 1971 يكتب الناقد المصري د.صبري حافظ رأيا نقديا مهما في باب ـ قرأت العدد الماضي من الآداب ـ وعلى أثره تنفتح أمامي أبواب النشر”.

ويضيف ” في صيف عام 1973 صدرت مجموعتي الشعرية الأولى “العبور إلى مدن الفرح” وكان أول من َ كتب عنها الناقد العراقي الأستاذ “طراد الكبيسي” ولم أكن التقيته بعد، ولعل أهم ما ورد في قراءته النقدية للمجموعة هو تركيزه على تجربتي القروية وتصادم عالم القرية مع عالم المدينة، وفي آخر المقال نبهني إلى الاهتمام ببناء الجملة الشعرية وتكثيفها، وكان لتنبيهه الأبوي هذا أثر كبير على تخلص مجموعتي الشعرية الثانية “فصول من رحلة طائر الجنوب” التي صدرت عام 1976 من إخفاقات المجموعة الأولى.. وكان الأستاذ الناقد “طراد الكبيسي” أول من يحتفي بهذه المجموعة أيضا، حيث اعتبرها تشكل عالمة جديدة في تطور نصي الشعري. وعليّ ألا أنسى في لحظتي هذي الباحث والصحفي حميد المطبعي الذي الذي وضع أول موسوعة عراقية بعنوان “أعلام العراق في القرن العشرين”. وذكرني في الجزء الأول منها والذي صدر عام 1990. وفي هذه المناسبة عليّ أن أستذكر رائدي ترجمتي إلى اللغة الإنجليزية لأول مرة، وهم الشاعر العربي السعودي غازي القصيبي، والشاعرة والناقدة الاترالية آن فيربيرن.

ويلفت الياسري “لقد تعرضت في حياتي إلى الكثير من التهميش، الكثير من العثرات، وحتى الكثير من الطعنات الظالمة لأنني كنت صادقا مع نفسي، والصدق كما يصفه “نيتشه.. مهنة شاقة”، كان سلاحي أن أنهض المرة تلو الأخرى من تلك الطعنات وأواصل ُ طريقي.. كنت أجعل من المحبة اليد المضيئة لتي ترتفع بوجه صناع الكراهية وحراس الظلام. كنت مؤمنا أن من نذروا حياتهم لطشّ بذور المحبة في أثلام حقول الحياة سيحضرون ذات يوم ويملأون عنابر قلبي بمحبتهم. وها هم قد حضروا احتفاء ببلوغي الثمانين من عمري، لذا فأنا في لحظتي هذي أبكي فرحا، لأنني أحاط بكل هذا الحب الذي لا يحتمل، أحاط بهؤلاء الآباء المعلمين والأصدقاء المعلمين والأصدقاء النادرين الذين شرفوني إما بمتابعتهم لإصداراتي نقديا أو تطوعوا لترجمتي لأشهر لغات العالم، أو من شجعوا من لا يعرفونني على ترجمتي، ونشر ما يترجم من شعري من خلال مفاتحتهم لدور النشر العالمية ومتابعتها، أو من أخذوا على عاتقهم مفاتحة دور النشر العربية لطبع كتبي، وتصحيح بروفاتها. علما أن جميع من أحاطوني بمحبتهم ودعمهم كانوا محملين بأثقال سنوات العمر أو تعب رحلة الحياة أو تلك الجراح التي اهداها لهم قتلة الحياة وسراق الفرح.

وتحمل شهادة الياسري تفاصيل الأدوار التي لعبها أصدقاءه من الشعراء والنقاد والصحفيين العرب والعراقيين في الكتابة عن أعماله ونشرها داخل العراق وخارجها عربيا ودوليا عبر ترجمتها، ومن بين هؤلاء: حاتم الصكر، خزعل الماجدي، حسن العاني، د. باسم عبود الياسري، عبد الهادي السعدون، منية بو ليلة، محمد ميلود الغرافي وغيرهم.

شاهد أيضاً

نهيان بن مبارك يفتتح مهرجان إشراقات بمعرض أبوظبي للكتاب

  افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، فعاليات مهرجان إشراقات، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *