الجمعة, 3 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / تحذيرات من خطر “التكنولوجيات الحديثة” على الثقافة الشفهية الإفريقية

تحذيرات من خطر “التكنولوجيات الحديثة” على الثقافة الشفهية الإفريقية

بقدر ما تتيح تكنولوجيا الاتصال الحديثة، وما واكبها من بروز منصات التواصل الاجتماعي، تطوير وتكثيف عملية التواصل بين الناس، بقدر ما تثير مخاوف الباحثين المهتمين بالثقافة الشعبية، إذ ينظر إليها بعضهم كعنصر تهديد لهذه الثقافة.

وتباينت الآراء المعبّر عنها خلال أشغال اليوم الثالث من الندوة الدولية المنظمة من طرف أكاديمية المملكة المغربية حول الثقافة الشفهية، فبينما اعتبرت برناديت داو، وزيرة سابقة مكلفة بالثقافة في دولة بوركينافاسو، أن التكنولوجيا الحديثة تشكل مصدر تهديد للموروث الثقافي الشفهي، قالت خدي شيخنا، رئيسة الاتحاد الموريتاني للفن الشعبي، وزيرة سابقة، إن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن استثمارها كعنصر خادم للثقافة الشعبية.

برناديت داو قالت إن تقنيات التواصل الحديثة باتت تهدد الثقافة الشفوية في القارة الإفريقية بالزوال إذا لم تتضافر الجهود لحمايتها، داعية إلى خلق منصة لحفظ التراث الشعبي، الذي ظل لقرون ينتقل من الأفواه إلى الآذان، أي شفهيا، ولا يتم تدوينه، وهو ما يجعله عرضة للضياع.

وشددت المتحدث ذاتها على ضرورة إدماج الثقافة الشفهية في المنظومة الرقمية، لا سيما وأن جزءا كبيرا من السكان في المناطق الريفية التي تشكل مهد الثقافة الشعبية يعانون من الأمية، داعية الباحثين الجامعيين إلى الاشتغال على هذا الموضوع.

هذا الطرح أيده محمد الصويري، الذي ترأس الجلسة الصباحية من الندوة المنظمة في مقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، معتبرا أن إحداث منصة رقمية من شأنه أن يُبقي الثقافة الشفهية حية.

وإذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي تشكل تهديدا للثقافة الشفهية بإفريقيا، فإن هذه المنصات “هي أيضا فرصة، ويجب أن نستفيد منها لنشر ثقافتنا الشفهية والحفاظ عليها”، بحسب خدي شيخنا، رئيسة الاتحاد الموريتاني للفن الشعبي.

ونبهت المتحدثة ذاتها إلى ضرورة توثيق مختلف أنماط الثقافة الشفهية، وذلك عبر تسجيلها، من أجل إتاحة فرصة إعادة الاستماع إلى المتن المسجّل من قصائد وأشعار وحكايات وحِكَم… وغيرها، للأشخاص غير المتعلمين، وبالتالي نقلها، عن طريقهم، إلى أشخاص آخرين.

ودعت الوزيرة الموريتانية السابقة إلى الإسراع بتسجيل الموروث الشفهي الإفريقي، حماية للرصيد المتبقي منه، كما دعت إلى البحث عن السبل الكفيلة بإعادة إحياء الموروث الذي خلفه الراحلون، وإدماج حماية هذا الموروث ضمن البرامج التي يتم التعاقد عليها بين الدول الإفريقية والمؤسسات الدولية، كالبنك الدولي.

واستعرضت المتحدثة ذاتها عددا من أنماط الثقافة الشفهية في بلد “المليون شاعر”، مثل “الغْنا”، و”التبراع”، الذي يوجد أيضا في الأقاليم الصحراوية المغربية، وهو نمط فني مشتق من كلمة “التبرّع” أو العطاء.

وفي تصريح لهسبريس، قالت خدي شيخنا: “في موريتانيا لدينا ثقافة كثيفة إلى درجة أننا سُمينا ببلد المليون شاعر، لأن لدينا الكثير من الشعراء والشاعرات منذ القدم، وبلدنا أنجب عددا من الشعراء الكبار الذين شرفوا موريتانيا في المحافل الدولية”.

وأضافت: “موريتانيا عُرفت بالثقافة حتى قبل أن تكون دولة مستقلة، نهض وعرّف بها سفراء جالوا في أصقاع الأرض”.

وترى المتحدثة ذاتها أن العولمة تعدّ أيضا من مصادر التهديد الذي يحيق بالثقافة الشفهية، “لأن الغاية من العولمة هي القضاء على الخصوصية، وعلى الأصالة، وهما العنصران المكوّنان لشخصية الإنسان، والدعامة التي تقوم عليها البلدان، ولا بد من الحفاظ على هذا التراث الذي يعبر عن أصالتنا وثقافتنا، والذي يوجد في خطر بسبب العولمة”.

شاهد أيضاً

المغرب : اختتام ملتقى المعتمد الدولي للشعر

  لحظة شعرية بمسيم كوني، احتضنها فضاء بيت المعتمد بن عباد بأغمات، ضمن احتفاء دار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *